1- شرفةُ إبراهيم مضواح الألمعي الزرقاء
1- شرفةُ إبراهيم مضواح الألمعي الزرقاء.
إنَّها إطلالةٌ على الأدبِ والحياةِ أو بعبارة أدقّ على حياةِ الأدب، وبعض من حياة الأديب إبراهيم مضواح الألمعي نفسِه، ذلك الأديبُ المتجدِّدُ الموسوعِي الذي أوقفَ للكلمة حياةً ثمينةً من عمره وعطائه، وهو ممَّن استهوتهم المتابعةُ الأدبيةُ، والكتابةُ بكلِّ تنويعاتها وعوالمها، فكتب القصَّةَ القصيرة، وله فيها حتى الآن تسع مجموعات قصصية منها: قطف الأشواك، وعلى رصيف الحياة، والتابوت، وأوشال حزينة، وحديث الرخام، وفتاة الفراشات، وأوزار، ونصف نافذة (ق.ق.ج)، وغيرها، وكتب الرِّواية، وله ثلاث روايات هي: جبل حالية، وعتق، وفراغ مكتظ، وصنَّف في السِّيرة الذاتية والغيرية، ومنها: العائشتان.. ظلال من حياتَيْ عائشة التيمورية، وبنت الشاطئ، وابن حزم الأندلسي: العبقرية الأندلسية، والزاهر الألمعي زاهر بن عواض الألمعي: لمحات من حياته وتعريف بمؤلفاته، ومصطفى عبد الرازق الفيلسوف الكامل والإمام الفاضل، وكتبَ المقالة، ولها فيها: أشتات -ويذكرنا عنوانه بأشتات البردوني، وهو من المحبين والمتابعين له شاعرا وناثرا وفيلسوفا- واسأل القرية، وذاكرة الطباشير، وجسور الحب والتعب، وعرَّف بالأدباء وترجم لهم، ومن ذلك: أعلام من ألمع في الثقافة والأدب، وشخصيات ألمعية وغيرها، وكتبَ عن السُّفراء، والعلماء والأدباء، وكتب في النقد والمراجعات والاختيارات ومنها: من طيبات أبي الطيب.. مختارات من روائع أبي الطيب، وروائع الطنطاوي، والطنطاوي والكتب.. نقدات ومراجعات، وهو من المتأثرين بأدب الطنطاوي والأوفياء لمشروعه الأدبي والإنساني وأخرج منها: روائع الطنطاوي، والفوائد الطنطاويَّة، والطنطاوي بعيون مختلفة، والطنطاوي والكتب: نقدات ومراجعات، وعندما كان الكبار تلامذة، وغيرها في اهتمام يدلُّ على محبة صادقة وقيمة عالية التخاطر والتواصل، وقد جمع ورتَّب عددًا من الأعمال لكبار الأدباء في منطقة عسير ومنها الأعمال الكاملة للشاعر عبد الله الزمزمي، وغيرها، كما عايش الفضاءَ الأزرق بتغريدات تتناسبُ مع مساحته وآفاقه، وجمع منها هذه المختارات التي عنونها بـ(شرفة زرقاء على الأدب والحياة)، ط1، (2021م).
وفي (شرفته الزرقاء) هذه الكثيرُ من الأدبِ، واللمحات الذَّكيَّة من الأفكار والآراء قدَّمها في شكلِ إضاءات قَصيرة؛ فيها من سرد الومضة ملامحُها المكثفةُ الموجزةُ، ومن استرجاع الكتب والكتَّاب والقراءات ما وقر منها في القلب، وخالط شغاف التأثُّر في الإبداع، وفيها من عُمق الفكرة ما يجعل القارئ يقفُ مليًّا بعد كلِّ بَرقيَّة، وعند كلِّ شُرفةٍ ليلتقطَ أنفاسَ الدَّهشة، ويتذوَّق لذةَ العبارة، وجماليَّات المعنى. وهو يتنقَّلُ بالقارئ بين فنون الأدب من شعر ونثر، ومقولات، وفلسفة، وبلاغة، ويتذكَّر- وهو الوفيُّ- كلَّ من قرأ لهم أو تأثَّر بهم عبرَ مسيرته الأدبية التي نَضجت، وآتت ثمارها أدبًا وفكرًا، ولكنَّه يلتقطُ زاوية دقيقة من حياة الأدباء وأعمالهم، ومن أفكار الشُّعراء وأبياتهم، فيقدِّم قراءةً مختلفةً، ومعنىً جديدًا فيما أُلِف أو عُرِف عن تجربة ذلك الأديب أو الشَّاعر، فكأنَّه يقدِّم نصًّا يأخذكَ إلى لحظة التنوير، ويفتح لك أفقًا جديدًا من التَّأمل.
إبراهيمُ أديبٌ كبيرٌ، ومثقَّفٌ عَالي المعرفة، ومدقِّق محقِّقٌ، صبورٌ يعرف كيف يدير وقته بنجاح، ويحدِّد أهدافه بدقَّة، فكان هذا العطاء، وذلك القدر من التصنيفات المتنوعة، وهو فوق ذلك كلِّه صاحبُ دَأبٍ على القراءة والكتابة لا يكادُ يُشبهه في غزارة الإنتاج أحدٌ فيمن عَرفتُ مِن أدباء عسير المدقِّقين، وربما في أدباء المملكة عمومًا.
#يقول الألمعي في شرفته الزرقاء: "المثقفون الطيبون: المثقفُ: إنسانٌ طيبٌ، مخلصٌ، لا يحسدُ، ولا يكذبُ، ولا يغارُ، ولا يتَعالى، ولا يُقصِي، ولا يدَّعي؛ هكذا يرى بعضُ المثقفين أنفسَهم، ولكنَّهم يشتكونَ تفشِّي هذه الأدواء في المثقفين الآخرين".
تعليقات
إرسال تعليق