4- (قياس العكس في الجدل النحوي) عملٌ أكاديميٌّ لغويٌّ متميِّزٌ للبروفيسور محمد بن علي العمري.



 4- (قياس العكس في الجدل النحوي) عملٌ أكاديميٌّ لغويٌّ متميِّزٌ للبروفيسور محمد بن علي العمري.

 #إشارات_أدبية

هذا الكتابُ القيِّمُ في أصله أطروحة دكتوراه نوقشت في جامعة أم القرى، وطبعها كرسي عبد العزيز المانع لدراسات اللغة العربية وآدابها في جامعة الملك سعود، عام 1435م/ 2014م، وتناولت موضوعًا مهمًّا ودقيقًا جدًّا، وإشكالية بحثية عميقة في الجدل النَّحوي من خلال دراسة أصولية في كتب الفقهاء، والأصوليين، والمناطقة، ودراسة إجرائية على مسائل الخلاف النحوي عند أبي البركات الأنباري (ت577هـ) الذي يعدُّ من الفقهاء النُّحاة، ومن كبار النُّحاة عند أهل النحو، كما أنه صاحب كتاب (الإنصاف) أهمِّ كتب الخلاف النحوي، وهو ممّن عُني بالجدل دراسةً وتطبيقًا.

وقد قام المؤلفُ بجمع كتبه، ورسائله المطبوعة التي ثبتت عنه وقراءتها، وقد بلغت أكثر من عشرينَ مصنَّفًا، كما عُني بقراءة كلِّ ما كُتِب عنه، وعن كتبه، وعن حياته.

وكانت أهدافُ الدراسة واضحة ودقيقة تمثَّلت فيما يأتي: 

أولًا: مراجعة أصول النحو عند أبي البركات الأنباري، وتأصيل نظرته فيها، وتحديد الروافد التي أسهمت في تكوينها. 

ثانيًا: وضع تصوُّر كليٍّ لأدلة النحو، جامع مانع، يشمل جميع الأدلة في الواقع النحوي، ويستند في تكوينه إلى استيعاب التصوُّر القائم وفهمه، وتحديد جوانب القصور فيه. 

ثالثًا: تقديم دراسة وصفية لـ(قياس العكس) الذي كان غائبًا أو كالغائب في دراساتنا الأصولية الفقهية والنَّحوية.

وقد احتوى هذا البحثُ- بعد إتمام جمع مادته، وفرزها، وتصنيفها- على مقدمة، وتمهيد، وأربعة فصول، وخاتمة، تناول التمهيد الحجج العقلية في الجدل النحوي عند الأنباري من خلال ستة مباحث هي: الجدل النحوي: تعريفه وأهميته وإسهام أبي البركات فيه. أدلة النحو كما يراها أبو البركات. أثر أصول الفقه الشَّافعي في رؤيته. كتب أصول الفقه وخطورة الانقياد الأعمى. النظرة الكلية أولًا. (قياس الطرد) في كتاب الإنصاف، كما تناول الفصل الأول: قياس العكس: دراسة أصولية في مبحثين: (قياس العكس) كما يبدو في كتب أصول الفقه، و(قياس العكس) كما ينبغي أن يكون. مع تنبيه القارئ إلى أنَّ الأمثلة الفقهية التي مثَّل بها الفقهاءُ إنما أوردها الباحثُ للكشف عن حقيقة تصوُّر أهل أصول الفقه للقياس، وليس على قوة المذاهب الفقهية أو ضعفها أو الرد عليها. والفصل الثاني: تناول أقيسة العكس في الجدل النحوي عند الأنباري: جمعًا وتصنيفًا وتوثيقًا في مبحثين: (قياس الفرق)، و(قياس السَّبر). والفصل الثالث تناول دراسةً جدليَّةً لأهمِّ أقيسة العكس الكُوفيَّة في كتاب الإنصاف. والفصل الرابع وقفَ عند دراسةٍ جدليَّةٍ لأهمِّ أقيسة العكس البَصْريَّة في كتاب (الإنصاف).

وقد توصَّلت الدراسة إلى نتائج كليَّة أبرزها: تأصيل الفكر الأصولي عند أبي البركات الأنباري بالكشف عن الروافد التي أسهمت في تكوينه. 

ونتائج أصولية بلغ عددها (33) نتيجة أُوْلاها: أنَّ علم الجدل النحوي يتكوَّن من ثلاثة فروع: علم الخلاف النحوي، وعلم المناظرة، وعلم أصول النحو، وأنَّ أبا البركات كان صاحب سبقٍ في الفروع الثلاثة.

ونتائج نحوية: بلغ عددها (22) نتيجة أُوْلاها: أنَّ للكوفيين في رفع الاسم بعد (لولا) أربعة مذاهب، أشهرها هو أنها ترفعه هي بنفسها أصالةً.

واختتمها بنتائج خاصة بفكر الأنباري ومؤلفاته: أبرزها أنَّ أبا البركات تأثَّر بمؤلفات الشَّيخ أبي إسحاق الشِّيرازي (ت476ه) إمام الشَّافعيَّة الأول في عصره، وشيخ المدرسة النظاميَّة ببغداد، فاحتذى حذوه، وتبعه في مذهبه في الفقه، والأصول، والجدل، وأفاد إفادةً مباشرةً من أفكاره، وآرائه، ومذهبه، وتفريعاته، وطريقة تأليفه، وتسمياته لكتبه، ووظَّف ذلك كلَّه فيما كتبه في اللغة، والنحو، والصَّرف.

جاء الكتاب بجزئية في (1287) صفحة من القطع الكبير مخدومًا ومختومًا بفهارس عامة وتفصيلية مهمَّة كفهرس الآيات، والشِّعر، والأعلام، والمسائل النحوية واللغوية والصَّرفية، ولعلَّ الجديد من الفهارس والطريف هو فهرس تعقيبات المؤلِّف الأصولية والنحوية، وتحقيقاته، وكشوفاته، واجتهاداته، فضلًا عن فهرس المصادر والمراجع، -التي بلغت 419 مصدرًا ومرجعًا- وفهرس الموضوعات.

الأستاذ الدكتور محمد بن علي العمري (أبو الطيب) أستاذ اللغة العربية بجامعة الملك خالد، عرفتُه زميلًا قديرًا، دمثَ الأخلاقِ، رصينَ التَّعامل، لطيفَ المعشر، عذبَ الحديث، عميقَ المعرفة، متمكِّنًا في التَّدريس وفي تخصُّصه، عالمًا في البحث، وأستاذًا جليلا، وهو شاعر كبير صدر له ديوان الريحانة- ديوان الأربعين، وله من الإنتاج العلمي الكثير، ومنه: (أوجه التنظير في العربية: دراسة في تراث ابن جني (رسالة ماجستير)، وغيرها من الأبحاث المحكَّمة، وهو مؤسِّس منصَّة (لسان مبين) وهذه المنصة مشروعٌ تعليمي ضخم يحتوي على مئات الدروس المصوَّرة المشروحة في علوم العربية المختلفة، وقد حاز بهذا المشروع على جائزة الفيصل للغة القرآن الكريم (الريادة العلمية).

#يقول العَمري: "هذا الكتاب يحاولُ تقويم العلاقة بين أصول الفقه وأصول النحو، ووضع منهج واضح لبناء تصوِّر كامل لأصول التفكير النَّحوي، ويناقشُ أدلَّته الإجمالية، ويعرِّفُ القياسَ، ويتتبَّع فروعه وتفصيلاته، محاولًا ضبطه في تقسيماتٍ حاصرةٍ جامعةٍ، تعيدُ نظمَ صوره في قسمين لا غير: (طرد، وعكس)، ثم يوجِّه الضوء كلَّه إلى الجانب الغائب من القياس عن دراساتنا وتدريسنا (قياس العكس)، الحاضر الطاغي في الفعل التَّحليلي في تراث العرب النحوي الجدلي الكبير، ويقدِّمُ نماذج لأقيسةِ عكسٍ بَصْريَّة وكُوفيَّة منتقاة، تنجلي في دراستها أهميةُ فهم باطن الأدلة النحوية في مسار الخلاف النحوي وثمرته ونتائجه؛ مستعينًا في كلِّ ما مضى بما كتبه الأصوليون والمناطقة والمفكرون العرب في فلسفة الأدلة ومنازعها العقلية".


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماذا تعرف عن الحيمة الخارجية؟!

كتاب (الإعلان بنعم الله الواهب الكريم المنان...) كتابٌ يمنيٌّ فريدٌ ومدهشٌ يضمُّ ستة كتب في الصفحة الواحدة

24- الأستاذ الدكتور إبراهيم الصلوي (أستاذ اللغة اليمنية القديمة)