زيارة المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله
رحلةُ الرُّوحِ
"من وحي زيارتي لمدينة رسول الله صلى الله عليه
وعلى آله وصحبه وسلّم"
يا
شَوقَ رُوحِي إِلَى لُقْيَاكَ يَا طهَ
شَوقَاً
تَوَطَّنَ في رُوحِي وَأَحيَاهَا
شَوقِي
إِلَيكَ أَبَا الزَّهْرَاءِ يَغْمُرُنِي
حُبًّا
ونُورًا وَآمَالاً مَشَينَاهَا
شَوقِي
إِلَيكَ أبَا الزَّهراءِ يَأْسِرُني
لأنَّك
الرحمةُ الكُبرَى وَمَعنَاهَا
شَوقِي
إِلَيكَ رَسُولَ اللهِ مُتَّقِدٌ
إلى
منابعِ حُبٍّ طَابَ لُقْيَاهَا
شوقي
إليكَ رسولَ اللهِ يَحْمِلُنِي
شَوقِي
إِلى القبَّةِ الخَضْرَاءِ حِينَ أَرَى
بِهَا
حَبِيبي، وكَمْ أَشتَاقُ رُؤْيَاهَا
يَا
سَيِّدِي يَا رَسُولَ اللهِ مَعذِرَةً
مِنْ
غَافِلٍ عَاشَ فِي دُنيَاهُ تَوَّاهَا
كَمْ
شتَّتتْنَا دُرُوبٌ مَا لَهَا عَدَدٌ
وَكُلُّ
أَخطَائِنَا جَهلاً خَطَونَاهَا
يا
سَيِّدِي يَا إِمَامَ الحقِّ خُذْ بِيَدِي
إِلَى
هُدَاكَ دَلِيلُ الْخَيرِ نَادَاهَا
وكُنْ
شَفِيعِي إِلَى مَولَايَ يَومَ تَرَى
ما
قدَّمتْ كلُّ نَفسٍ من خَطَايَاهَا
أنتَ
البَشِيرُ وأَنتَ الخَيرُ أَجمَعُهُ
أنتَ
المحبَّةُ عَذبُ الذِّكرِ ذِكْرَاهَا
أنتَ
الشِّفَاءُ لِنَفسِي والطَّبِيبُ لَهَا
اللهُ
أَرشَدَهَا، اللهُ عَافَاهَا
يَا
سَيِّدِي يَا شَفِيعَ الخَلقِ يَا أَمَلِي
اِقبَلْ
مُحبَّكَ رُوحًا طَابَ نَجوَاهَا
يا
سَاكِنَ الرَّوضَةِ الغَرَّاءِ كَمْ سَكَنَتْ
نفسٌ
بحبِّكَ وارتَاحَتْ بِرَجوَاهَا؟!
يا
سَيِّدِي يَا رَسُولَ اللهِ إنَّ لَنَا
بِكَ
انتسابًا وأرحَامًا وَصَلنَاهَا
هِيَ
المودَّةُ في القُربَى مَنَاهِجُنَا
حُبًّا
إليكَ وإيمانًا نَهَجنَاهَا
لا
نَفخَرُ اليَومَ بالأَنسَابِ دُونَ هُدَىً
-كَمَا
أَمَرتَ- ولَكِنَّا ادَّخَرنَاهَا
يا
صَاحِبَ الحَوضِ، والأَعنَاقُ مُشرَعَةٌ
إلى
يَمِينِكَ كَم تَشتَاقُ سُقيَاهَا
فَلتَسقِنِي
شَربَةً مِنْ كَوثَرٍ بِيَدٍ
في
يومِ حشرٍ وَكُلٌّ قَد تَمَنَّاهَا
إنِّي
قَصَدتُكَ مُشتَاقَاً وَلِي ثِقَةٌ
أَلَّا
أُرَدَّ وَبُشرَى الرُّوحِ بُشرَاهَا
يا
طَيبَةَ المصطفى يَا خَيرَ مَا طَلَعَتْ
عَلَيهِ
شَمسٌ وَهَذَا النُّورُ يَغْشَاهَا
النورُ
فيكِ أَتَى مِن نُورِ خَالِقِنَا
فأشرقتْ
أنفسٌ والدِّينُ نَقَّاهَا
مَا
بَينَ مِنبَرِهِ وَالبَيتِ رَوضَتُهُ
أَنعِمْ
بها رَوضةً بالطِّيْبِ زكَّاها
وَرَكعَتَانِ
كَما صَلَّى الرَّسولُ بها
إنَّ
الرسولَ هُنَا للهِ صَلّاها
يَا
دَارَ هِجرَتِهِ والنَّصرُ فِيكِ غَدَا
للعالمينَ
فتوحًا عمَّ مَسعَاهَا
فَعَادَ
صَوتُ نِدَاءِ الحقِّ أفئدَةً
تَهْفُو
إليكَ وأَصوَاتًا سَمِعنَاهَا
يَا
طَيبَةَ الْمُصطَفَى يَا رَوْضَةً عَبَقَتْ
بروحِ
سَاكِنِهَا، واللهُ حَيَّاهَا
فيكِ
البقيعُ وفيكِ جُلَّ سِيرَتِهِ
قَدْ
عَطَّرَ الكونَ بالإِيمَانِ رَيَّاهَا
نَصَرتِ
آزَرتِ رُوحَ المصطفى ومَضَتْ
إلى
رِحَابِكِ وارتَاحَتْ بِمَأوَاهَا
وفُزتِ
بالمصطفى كَنزًا جُعِلْتُ فِدَىً
لتربةٍ
لرسول اللهِ مَثوَاهَا
يَا
صَاحِبَ الخُلُقِ الأَعلَى وَأُسوَتَنَا
يا
حِكمةً بُعِثَتْ مِن رُوحِ مَولاهَا
أَشكُو
إِلَيكَ جِرَاحَاتٍ تُؤَلِّمُنَا
الظلمُ
مَصدَرُهَا والشَّرُّ فَحوَاهَا
دِينِي
يَئِنُّ وَقَومِي فِي جَهَالَتِهِم
والسُّنةُ
الحُجَّةُ البَيضَا تَرَكنَاهَا
قَدْ
مَزَّقَتنَا صِرَاعَاتٌ مُفَرِّقَةٌ
الحقدُ
أَشْعَلَهَا وَالجَهْلُ أَذكَاهَا
سُنِّي
وَشِيْعِي... ودِينُ اللهِ دِينُ هُدَىً
ومَا
دَرَوا أنَّ دينَ اللهِ صَفَّاهَا
ما
كَانَ يَومَاً "عَلِيٌّ" دُونَ إِخْوَتِهِ
فَهُمْ
رِجَالٌ جِهَادُ الحَقِّ نَادَاهَا
كَانُوا
نُجُومًا وطَافُوا حَولَ مَنْبَعِهِمْ
حولَ
الرسولِ وآتُوا النَّفْسَ تَقوَاهَا
"وكُلُّهُمْ
مِن رَسُولِ اللهِ مُغْتَرِفٌ"
لكنَّ
أهواءَ بعضِ النَّاسِ أَهْوَاهَا
إنِّي
لَأَبْرَأُ ممن يَستَبِيحُ دَمَاً
باسم
المذاهبِ إنِّي أُشهدُ اللهَ
هَذا
اعتِقَادِي وَأَرجُو اللهَ مَغْفِرَةً
وأسألُ
اللهَ تثبيتًا لِمَنْ تَاهَا
*********************
يا
سَيدِي يَا رَسُولَ النُّورِ مَعْذِرَةً
أَتَيْتُ
أَحمِلُ أَشوَاكًا جَنَينَاهَا
وأنتَ
يا سَيِّدِي طِبُّ النُّفُوسِ فَمَنْ
سِوَاكَ
يَشفِي نُفُوسًا طَالَ شَكوَاهَا؟!
فَاقبَلْ
زِيَارَةَ مَن يَهْوَاكَ مُجْتَهِدًا
وأسألُ
اللهَ يومَ الدِّينِ لُقيَاهَا
يا
ذُخْرَ مُدَّخِرٍ يا سُعدَ مُلْتَمِسٍ
لِمُهجَةٍ
تَرتَجِيكَ ... اللهَ اللهَ
صَلَّى
عَلَيكَ إِلَهِي كُلَّ خَافِقَةٍ
في
كُلِّ وَقتٍ بِأُولَاهَا وَأُخْرَاهَا
صَلَّى
عَليكَ صَلاةً لا نَفَادَ لَهَا
صَلاةَ
مُسْتَيْقِنٍ للهِ صَلّاهَا
صَلَّى
وسلَّمَ رَبِّي والوُجُودُ مَعًا
عَلَيكَ
يَا سَيدَ الكَونَينِ يَا طَهَ
والآلِ
والصّحبِ مَا هَبَّتْ نَسَائِمُهُ
مَا
زارَ أو حَلَّ مُشْتَاقٌ لِرُؤيَاهَا
**************************
الراجي
رحمة ربه الملتمس شفاعة نبيه
إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن أبو طالب
أبها
- المدينة المنورة "طيبة"،
كان الانتهاء من كتابتها قبل صلاة ظهر يوم السبت، بجوار الروضة الشريفة،
21
من جمادى الأولى 1435هـ
22
من مارس 2014م
تعليقات
إرسال تعليق