ماذا تعرف عن الحيمة الخارجية؟!
الحَيْمَةُ الخَارِجِيَّةُ: الإنسانُ والمكان
أو
تأليفُ:
القاضي العلَّامة/ عبد الرحمن بن أحمد أبو طالب
[1340- 1427هـ / 1922- 2007م]
*****
اعتنى بالنصِّ وضبطَه وحقَّقه:
د. إبراهيم محمد عبد الرحمن أبو طالب
(رابط تحميل الكتاب بصيغة pdf)
[تنويه:
كانت هذه
النسخة المنشورة هنا أولية وليست نهائيِّة، ونظرًا لاكتمال العمل ونشره في كتاب من إصدارات مكتبة خالد بن الوليد في صنعاء، ط1، 2020م. وهو متاح للاطلاع والتحميل على الرابط السابق:
ولأن للمدونة جمهورها الواسع، وقد بلغ عدد المطلعين على هذه المادة بالآلاف منذ النشر الأول لذا نرى بقاءها لمن يريد الاطلاع على المادة الأولية من الكتاب على هذه المدونة مع العلم أن هناك الكثير من التصويبات
والإضافات الواسعة والمهمة التي تضمنها الكتاب المطبوع، لذا لزم التنويه،
ونشكر كل المتابعات والحوارات عبر وسائل التواصل
الاجتماعي من أبناء الحيمة الكرام الذين تفاعلوا مع مشروع الكتاب، ونثمِّن حرصهم..
ومن لديه مشاركة أو تعليق يمكن التواصل مع المحقِّق عبر النوافذ الآتية:
- الواتساب على الرقم:00966552406757 وشكرًا]
كما ننبه على وجوب الأمانة العلمية على كل من ينقل عن هذه المدونة أو عن الكتاب من معلومات أو صور أو وثائق ونحوها، فعليه الإحالة والإشارة إلى المصدر.************************
ونفع الله الجميع بالعلم النافع
ورحم الله المؤلف وغفر له وجعل هذا الكتاب في ميزان حسناته!
ومن أجدادِ (بني المخلافي) قاضي الشريعة والمأمون العام في الحيمة الخارجية القاضي عبد الله بن أحمد المخلافي الذي تولاها إلى سنة 1265ه، وما بعدها.
@@@@@@@@@@@
أولًا: تقديم بقلم المُحقِّق:
الحمدُ للهِ
ربِّ العالمين، وبه نستعين، وصلَّى الله وسلَّم على المختار رحمة للعالمين سيدنا ونبينا
محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته الكرام المنتجبين.
أمَّا بعدُ:
فقد وَجدتُ
هذه المخطوطة القيِّمة ضمن أوراق الجدِّ العلامة الأديب قاضي الاستئناف السَّيد
عبد الرحمن بن أحمد أبو طالب، مكتوبةً بخطِّه ضمن كرَّاسة ذات غلاف أحمر من كراسات
طلاب المدارس، والواضح أنها منقولةٌ عن أوراقٍ سابقةٍ، وجدتُ بعضها مفرَّقًا بين
أوراقه الكثيرة المتناثرة، وقد أعاد كتابتها في فترة لاحقة، وزاد فيها زيادات
مفيدة وتنقيحات واضحة.
وقد فرحتُ بها كثيرًا، حيثُ وجدتها مكتملةً وفي دفترٍ واحد
يضمُّها، وقد بدأ الزمن يرسمُ عليها شيئًا من رطوبته وجفافه وآثاره، ولكنَّ
أوراقها ما زالت واضحةً بيِّنة للقراءة، وبخاصَّة أنني أعرفُ حَرفَه -رحمه الله- كما أعرف شخصه الكريم، وسواء
لديَّ كَتَبَ كلمات ما يؤلفه معجمةَ
الحروفِ أو مهملةً، وسواء أكانت رسومها بالنسخ أو بغيره مما يتميَّز به من رسم
خاصٍّ به، فإنني بحمد الله أستطيعُ قراءتها، وكأنَّه يمليها عليَّ إملاءً؛ ولا
يزال صوتُه يَرنُّ في مَسَامعي، كما لا تزال طريقتُه في الحديث التي كانت مميزةً
في السرد والرواية والحوار كأنني أسمعه الآن وأراه رأي العين لطول ما عاشرته،
وعشتُ معه إبنًا وحفيدًا وتلميذًا، ثم صَديقًا ورفيقًا لهُ في سفرِهِ وحِلِّه لا
أكادُ أفارقُهُ إلا لظروفِ الحياة أو لطلبِ العلم.
وحينَ وجدتُ
هذه المخطوطة في إحدى زياراتي الأخيرة لليمن في صيف هذا العام 2019م الموافق 1440
هجرية بدأتُ متلهِّفًا في قراءتها، فوجدتها ذاتَ فائدةٍ عظيمةٍ لما تحملُهُ من
معلوماتٍ مهمةٍ ومن تاريخٍ وأدبٍ ومعرفةٍ بالأنساب وبالجغرافيا، ولما تزخرُ به من
قِيَمِ الوفاء للمكان الذي عاش فيه صاحبُها، وعرفه جيِّدًا، وخبرَهُ، وتنقَّلَ في
وديانه وجباله، وخالط أناسًه وعايشهم وتنقَّل معهم، وعاش فيهم ردحًا من الزَّمان.
ولما تحملُهُ
أيضًا هذه المخطوطةُ من معارفَ ومعلوماتٍ تجاوزت مجرد الحديث عن مكانٍ ما إلى سبر
أغوار التاريخ بمرجعياته، ومعايشة أناسٍ مرُّوا من هذا المكان، وتركوا آثارَهم
التي تدلُّ عليهم، ومن هنا كانت أهميةُ هذه المخطوطة أو الرسالة كما سمَّاها
الجدُّ -رحمةُ اللهِ عليه- في بعضِ كتاباته بأنها رسالة بعنوان "اعرفْ شيئًا
عن الحيمة الخارجية"، وفي نفس المخطوطة وعلى رأس أول صفحةٍ فيها كَتَبَ ما
يُشبه العنوان، وهو (التحفة السَّنِيَّة لمعرفةِ الحيمة الخارجيَّة) وكلا
العنوانين غيرُ نهائيٍّ بالنسبةِ للمؤلِّف – فيما يبدو- فالرسالة ُكُتِبَتْ على
طريقةِ الأقدمين، وعلى موروث التراث العربي في كونها تأتي جوابًا لطلبٍ من أحدِهم،
أو ردًّا على سؤالٍ ما طلبَهُ شخصٌ من المؤلف، فسارع إلى الإجابة عنه، وفي هذه
المخطوطة –كما في مقدِّمة المؤلف- أنها جاءت جوابًا على طلبٍ من صديقه القاضي عباس
بن أحمد مرغم وكيل وزارة العدل – في حينه- وهو عضو المحكمة العليا الآن،
وأنَّه قد كَتَبَها استجابةً لهذا الطلب، ودوَّنَ فيها ما يعرفُهُ عن الحيمة
الخارجية الأرض (المكان) والإنسان عن معايشة ومعرفة بهما، ولعلنا من هذه الإلماحة
قد اخترنا عنوانًا مناسبًا ودالًّا لهذه المخطوطة بأن جعلناها بعنوان (الحيمة
الخارجية: المكان، والإنسان) لما تحتويه من دلالاتٍ مركَّزة على كلا البُعدين
الواردين في العنوان، وفي المحتوى.
ولا أودُّ
الإطالةَ فما قمتُ به هنا من بَعثٍ ونَشْرٍ لهذه المخطوطة ما هو إلا شيءٌ يسيرٌ من
ردِّ المعروف والاعتراف بالجميل المستمر لهذه الشخصية العظيمة ولمؤلفاتها ولعطائها
الواسع في كافَّة المجالات الاجتماعية، والأدبية، والعلمية، والإنسانية، حيث كان –رحمه
الله- أبًا عظيمًا، وعالمًا جليلًا، وأديبًا شاعرًا، وظريفًا نبيلًا، وثائرًا
حرًّا، ومِقدامًا في الحروبِ شُجاعًا، ووجيهًا في قومِه مُهابًا يعرفُ فضلَهُ كلُّ
من عَرَفَهُ، كما كانَ قاضيًا نزيهًا عَادلًا شَهِدَ له النَّاسُ ،كما شهدتْ له
المحاكمُ التي تولاها في حبيش، وفي رداع، وفي البيضاء، وانتهاءً باستئناف صنعاء
والجوف، وجميعُها شهدت له بالعدل، والحزم، والنزاهة، ونصرة الضعيف، والقدرة،
والذكاء، والقوَّة في الحق، كما تزخر أحكامُه الكثيرةُ التي بلغت المئات طوال فترة
عمله في القضاء التي امتدَّت حتَّى وفاته -رحمه الله- لمدَّة سبع وعشرين سنة تزخر
وتتميَّز جميعها بالقوَّة والإتقان والحصافة، والتَّمكُّن، وتحرِّي العدل، وإعلاء
الحق.
كما تشهد له
مصنفاتُه ومؤلفاتُه بالاجتهادِ في اللغةِ والنَّحو كما في كتابه (التُّحفة
السَّنِية في معرفة الحروف النحوية، ط1، صنعاء، 2010م)، وبالرقة والعذوبة في الشعر
كما في ديوان (صدى الأيام، ط1، القاهرة، 2002م)، وبالطَّرافة والثَّقافة كما في
أدب المناظرات في (المناظرة بين دجاجة البلد ودجاجة الخارج)، وهي منشورةٌ ضمن
مدونتي الشخصية وعلى الرابط الآتي: http://ibraheemabotalib.blogspot.com/2017/
وما يزالُ في
إنتاجِهِ ومصنَّفاتِه الكثير، ومنها: ديوانٌ حُمَيْنيٌّ (مخطوط)، وكتابٌ تاريخيٌّ
(مخطوط) بعنوان "الصِّراع بين الميج والبندق – يرصد أحداث ثورة 26 سبتمبر
1962م وما بعدها-"، وقد كتبه في 15 كراسة.
واللهَ أسألُ
أن يوفِّقَنا في تحقيقها وإخراجها، وأن يمدَّ لي بسببٍ من الوقتِ، والعمرِ،
والوفرةِ، والجهد لطباعتها ليعمَّ بها النَّفعُ، ولتكونَ شَاهدةً على حياةٍ عامرةٍ
حيَّةٍ نابضةٍ لهذا الأديب القدير، والعالم الكبير، والإنسان الإنسان، وأن تكون في
موازينه من العلم النافع، والأثر الصَّالح الذي يرفعُ اللهُ به الدرجاتِ، ويصله
ثوابه، وجزاءه إن شاء الله.
والله ولي التوفيق والسَّداد.
د. إبراهيم أبو طالب، (حفيد المؤلف)
5 من ذي الحجة الحرام 1440هـ
الموافق 6/ 8/ 2019م
ثانيًا: مقدِّمة
المؤلِّف:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله
الذي خَلَقَ الأرضَ بقدرتِه، ووطَّدَ بالصخورِ مَيَدانَها، واستخلفَ فيها آدمَ
بحكمتِه، فأسكنَهُ وذرِّيتَه إياها، وخلقَ لهم ما فيها جميعًا، وسلكَ لهم فيها
فجاجًا وسبلًا لعلهم يهتدون، وجعلَ لهم فيها معايشَ، وألزمهم المشي في مناكبها
سنَّةَ الوجودِ الكونيّةٍ في الوجودِ البشري.
والصلاة
والسلام على من اختتمَ برسالتِهِ النبيينَ، فازدانتْ به نواميسُ الحياةِ، وعلى آله
وأصحابه وتابعيهم إلى يوم الدين.
وبعد:
فقد سَأَلَنِي
الوطنيُّ الغيورُ خَدِينُ المعرفةِ وكيلُ وزارةِ العدلِ القاضي عبَّاس أحمد
مرغم([1]) أن أُلمَّ ولو إلمامة قصيرة عن الحيمة الخارجية،
وموقعها إقليميًّا، وجغرافيًّا، وتقسيمها إداريًّا، وقبليًّا، وعشائريًّا؛ بحسبما
أوتيته عن علمٍ عنها.
وهذا الطلبُ
يدلُّ على عمقِ نظرةِ الأخِ الضياء شأنَ الأوفياءِ المخلصين لوطنهم المعتزِّين
بتربته، ورسوخ مجده، وبأسبقيته في الحضارة التي كانت أكبر تجربة، وروته للشرق
والغرب فضارعوها وحاذوها واستفادوا من تجاربها، "والفضل للمتقدِّمِ" كما
يقال.
وإنَّ شعبَنا
اليمنيَّ الحبيبَ لَبِحَاجَةٍ مُلحَّةٍ إلى تكريسِ الجهودِ في التَّنويهِ بشأنه
والإشادة بعزَّته وتاريخه المجيد الطويل في العمر [وفي الحضارة] فإنه –والحق- لمن
أَجملِ البلدانِ، وأكثرها أساطير ووقائع في عالم الدنيا، وله في التنزيل الحكيم
أحسن القصص.
كما أنَّه يجبُ
بَثَّ علم تاريخه لأبناء الشَّعبِ اليمني لأنَّ الأكثريةَ السَّاحقةَ لفي غِطاءٍ
عنه، وعن معرفته.
وأهيبُ
بالكتَّابِ والمثقفين في مختلف الأوساط اليمنية أن ينهجوا هذا النَّهجَ، ويسلكوا
هذا الدَّربَ بكلِّ جدٍّ، وفحصٍ، وتحرٍّ، واستقراءٍ؛ سليمًا عن أيِّ شَيْنٍ
ليعيدوا أخلدَ الذكرياتِ لمجد آبائهم وتراثهم الذي غيَّرهُ القِدَمُ، وإنها، وإن
كانت قد دُوِّنت قَبلًا على أيدي من كانت لهم جهود طيبة وعرفان لا يُبَارى، لكنَّها
طرأتْ التغييرات في التسمية لأكثر الجهات والعشائر مما جعل العلم بها وعنها صعبًا
بعيد المنال لدى المتأخِّرين زمنيًّا من الشباب وغيرهم.
وقد تَسَنَّى
لي - بعون اللهِ وتوفيقِهِ- تحصيل ذلك مستمدًّا بحبل من اللهِ وحبلٍ من العلم
والنَّاس، راجيًا أن يوفقني الله بفضله، وأن يسجِّلني التاريخُ على صفحاتِ
الخَدَمَةِ المُخلَصين لأمَّتِهم وبلادِهم... واللهُ وليُّ التوفيق.
حُرِّرَ في رمضان من عام 1398 للهجرة
[الموافق أغسطس 1978 للميلاد].
عبد الرحمن أحمد أبو طالب
الحيمة الخارجية.
ثالثًا:
نصُّ المخطوطة
* الحيمة الخارجية*
قبيلةٌ تقع في
وَسَطٍ بَكِيلِيٍّ([2])؛ نِسبةً إلى بَكِيْلٍ بن جُشَم بن خَيرَان [وقيل: ابن
خَيْوَان] بن نَوف [بَتَع بن زيدِ بن عمرو]([3]) بن هَمْدَان،
والمسموع أن بكيل، وحاشد، ومَذْحِج أبناء همدان بن زيد.
وهي من أعمالِ
صنعاء([4])، وفي الجانب الغربي منها، تَبْعُد عنها [حوالي] أربعين
كيلومترا، وهي قبيلةٌ أبيَّةٌ، وتنقسم إلى ثلاثةِ أقسامٍ بالنسبة لتفريق
الغرامات القَبَليَّة في ذات بينهم، وفي التجنيد الإجباري قديمًا، فالمخلاف، وبني
سليمان ثُلثٌ، وهو في الجهة الشَّماليَّة للمنطقة، والحِجْرَةُ ثُلُثٌ، وعَانِزُ
وسِهَامٌ ثُلُثٌ، وهو أقصاها نحو الجنوب والغرب.
ومركزُ الحيمة
الخارجية الرئيسيُّ (مَفْحَق)، وهو مقرُّ موظَّفي الدولة. والحيمة الخارجية
خُمُسَانِ بالنسبة لها وللحيمة الداخلية، فالتجزئة فيهما إدارية، وداعيهما في
الغرامات المذكورة من أصل خَمْسَةِ أخماسٍ، وكانت الحيمتان تسمَّى قَبْلًا (بلاد
الأخروج)([5])، وحدُّهما من (سِهَام) جنوبًا في الحيمة الخارجية إلى (نَعَام)
[شمالًا] في الحيمةِ الداخلية.
وسكانُ
الحيمةِ الخارجيةِ أفخاذٌ من بُطونٍ بكيليَّةٍ، وبنسبةِ تسعين في المائة، وعوامل
انتقالهم ترجع إلى مقتضياتٍ وأحوالٍ زمنية.
ففي المخلافِ
عشائرُ في محلاتٍ كاملةٍ منها:
وهم ينتمون
إلى (حُولَان) [بضمِّ الحاءِ المهملة]، وأحسبُه حولان بن عمرو بن مالك بن سهل من
قضاعة كما حكاه المؤرخ الكبير الهمداني.
ومن النبلاءِ
مِن أصولهم القاضي العلَّامة الأديب وزير الدولة أحمد بن ناصر عبد الحق([6]) المعروف في صنعاء بالمخلافي نسبةً إلى المنطقة،
وقد عاصر المهدي صاحب المواهب ولازمَ أولادَهُ: محسن، والصادق، ويوسف.
وكان المخلافي
ممن جَرَفَهُ التَّيَّار في الثَّورة ضد المهدي، ونفاهُ إلى (صِيرَةَ) من أعمال (عدن)،
وكانت تحت سلطان المهدي صاحب المواهب([7])، وهي مواهب ذمار([8])، ثم أطلق سراح المخلافي، وتولَّى القضاءَ في عدن حتَّى
تُوفِّي بها، وهو في طليعة النُّبلاء، وله ديوانُ شِعر، وممن رثاهُ الفقيه زيد
الخيواني([9])،
قَد قَضَى قَاضِي القَضَا فِي عَدَنٍ
فَعُلومُ الآلِ للشَّجْوِ تَبَاكَا
وبِأقلامِ الرِّثَا أَرَخْتُهُ:
يابنَ عبدِ الحقِّ قَد طَابَ رِثَاكا
سنة 1116 هجرية
وسنذكر في هذا
الكتابِ نبذةً من شعرِه. وممن أخذَ على يدِ المخلافي محسنُ بن المؤيد،
وأجازَهُ عبدُ الحق. (انتهى).
2- أسرةُ الخَيْشَني:
وهُم مِن [بني خَيْشَنَة]، من (دَرْبِ
عَسْكَر) قبيلة (بني سِحَام) خَولان الطِّيال، وهي المعروفة قديمًا بخولان العَالية([10])
التي قال فيها خاتم النبيين – صلى الله عليه وآله وسلَّم-: "السَّلامُ على
السَّكَاسِك وخولان العالية"([11]).
و(السَّكَاسِكُ) من حَاشِدٍ، وشُهِرتْ
بَعدُ بخولان الطِّيال نسبةً إلى (طِيَال بَني جَبر)، وهو جبلٌ تتفرَّع في أعلاه
ثمان إكام طوال منصوبة تُشْبِهُ الصَّفَّ، وفي تصفيفها فُروج، وأحدُ هذه الثماني
الطوال، وهي الكبرى بمنزلة الرأس من الجسد، وهنَّ كالكتفين، هذه الكبرى هي
العَلَمُ الذي يُشهِرُ عليها خَوْلانُ النَّارَ إن أمرٌ عَرَا أو داهمَهم خطرٌ أو
شعروا به، وهي إعلامٌ لخولانَ، فيهرعون من كلِّ صَوْبٍ وحَدَبٍ إلى مِصراخهم
المعروف (بسُوق الحضارم)، وفيه يُبرِمُون أمرَهم كما هو معروف، وقد شَهِدتُهُ
عيانًا، و(الطِّيالُ) هذه يعتزُّ بها قبائلُ (خولان)، ويفتخرون، ويهتفون بها حينَ
البأسِ، وعندَ الصِّدامِ، ومرَّةً قالوا - عند قدومهم إلى المعمعة، وهم بعيدون عن
بلادهم (خولان) في زاملهم الذي ارتَجَلهُ فيهم أحدُهم وهو "ناصر أحمد الفقيه
العرشي"-
[فقال]:
يَا الطِّيالْ السُّودْ ذِي بِشْ نِهْتَرِي
لا قِدِمْنَا يَا الثَّمانْ الشَّامِخَاتْ
وابشِريْ مِن نَهْجَنَا ثُمّْ اِبْشِرِي
لَا بِعِدْنَا فَالعلومْ الشَّافِياتْ
الحديثُ ذو شجونٍ، ولقد جَمَحَ بنا شوطُ القلمِ، وكِدْنَا نَخرجُ عَمَّا نحنُ بصدَدِه، ومثلي
لا يُلَامُ لأنَّني زَاملتُ (خَولانَ) في سَاعةِ العُسرةِ، فأعجبتُ بالوفاء فيها،
والشَّمَم، و[الشِّيَم]، والبطولة، وكرم الضيافة التي يتحلَّون بها، ويُحمَدونَ
عليها.
ولهذا سنلوي
العنانَ، ونرجعُ إلى [حديثنا في] تَبْيينِ قبائلِ مِخْلافِ الحَيْمَةِ الخَارجيَّة
الذي أنا من مواليده ومن سُكَّانه([12])، وكان يُدعَى قَديمًا (مخلاف التَّوَالِيق)([13]).
وهو واحدٌ من
أربعين مِخْلافًا في اليمن، مثل مخلاف حاتم في (آنس)، ومخلاف عيَّاش، ومخلاف دايان
في (بني مطر)، وغيرها([14]).
مِنْ (آلِ
غُبَير) (سِحَار الشَّام) أي: شمال اليمن، وفيهم الشَّيخُ مرشد غوبر، وفيهم
مدير الحيمة الخارجية -حاليًّا- الشَّيخ يحيى محمد غوبر([15])، وفيهم (بيت حاتم) من قبيلة (نِهْم) من آلِ حَاتم
من محلِّ السّرارة جبل (شعيب) (بني مطر)، و(العَجَلِي) ينسب إلى عَجِل بن
قملان بن بره بن حضور، و(بيت مفتاح)، و(آل السَّلامي)، و(الوِعِل)،
وهو فخذٌ واحدٌ من قبيلة بني الحارث، ومن أعلامهم النَّقيب أحمد حسين السَّلامي
البطل الذي ناضلَ ضدّ الأتراكِ ثلاثين سنة كرئيس فرقة غُزاة على طولِ الخَطِّ
الرئيسي من (بيت السَّلامي) إلى حدِّ (حَرَاز)، وتدمَّرَ بيتُهُ، ولا عَهدَ لهُ
بِكِنَانٍ غير الكهوف، وجوف الليل بدافعٍ وطنيٍّ حتَّى تمَّ جلاء الأتراك عن
اليمن.
وكذا الشَّيخ علي
بن علي السلامي عامل (بلاد الطَّعام، وريمة) رحمهما الله.
و(بيت غانم)
و(السُّفياني) و(مَجْعَل) مِن سُفَيان، و(بيت مَذْيُور) من
قبيلة (نِهْم) محلَّ (الحَنَشَة)، وقد مَررتُ بها قَصدًا [للمعرفة والمقارنة]، و(بيت
ميَّاس) من مذيور، فهو لقبٌ، و(آل الجَابري) من (بني الجابري) (بني جبر)
الطيال، ولا يزال الدَّمُ واللونُ من هؤلاء متَّصلًا بأولئك شبهًا وهيئةً.
و(بيتُ
الحُسَامِ) من (بيت الحسام) من (بني جِرْمُوز بني الحارث)، و(الرِّيَامِي)
بيتٌ واحدٌ في المخلاف، وبنو المخلافي أصلهم من (بيت دُغَيش) (بني الحارث)
أيضًا، وهم يسكنون غرب جبلِ المَنَارِ على بعد كيلو متر من (خَميسِ مَذْيور)، وهم
أصيلون في السَّكن في المخلاف لم يسبقهم إلى السَّكن فيه غير (بيت المَشْرِعِي)
لأنهم أوَّل من انتقلَ من (جَهْم خولان الطيال) قبل ثمانمائة سنة [تقريبًا]،
ويسمَّى القسمُ باسمِهم [قسم] (ثُمنُ المَشْرِعِي)، ومحل سكَني في هذا القسم.
ومن أجدادِ (بني المخلافي) قاضي الشريعة والمأمون العام في الحيمة الخارجية القاضي عبد الله بن أحمد المخلافي الذي تولاها إلى سنة 1265ه، وما بعدها.
والقاضي يحيى
بن علي المخلافي، والقاضي عبد الرحمن المخلافي حاكمُ زَبِيدٍ في زمانه،
وأوَّلُ بَيتٍ وضعَهُ جدُّهم في بيت المخلافي لا تزال أطلالُه باقيةً، ويسمَّى (بيت
الحارثي).
وفي (المخلاف) (بيت حَيْدَر)، و(بيت
المَعْمَري)،[وبيت حِليف،
والكحلاني] و(أسرة الصَّبري)، ومنهم الشيخ حمود الصَّبري عضو
مجلس الشَّعبِ التَّأسِيسي، و(بيت الدَّقْرِي) وهُم فخذٌ، وفي (المخلاف)
لمع عاملُ (مِيْدِي) سنة 1354ه، وهو الوالد المرحوم أحمد بن علي الصَّعدي.
(بيت الصعدي- المخلاف)
(نموذج من مكتبة السيد أحمد الصعدي -رحمه الله- وكانت لديه مكتبة عامرة بالمخطوطات النادرة في فنون مختلفة)
وفي المخلاف (بيتُ
البَوْسِي) من (بيت بَوْس) المطرية، و(بيت هَيْسَان) من (بني هيسان
قراميش بني جبر الطيال)، وبقية من (آل غَسَّان) وهي القبيلة التي هاجرت إلى
النبي صلى الله وسلم عليه وعلى آله، وتَسْمِيَتُهم (غَسَّان) باسم غيلٍ نزلوا فيه
لا تسمية أحد الأبوين، وهذه البقية هم المعروفون بـ(بيت الزَّبَدَاني)
(بالزاي، والباء المعجمتين الموحدتين من فوق وتحت)، وهم يسكنون إلى الآن الحِصن
الأثري الذي نذكره إن شاء الله في الحصون الأثرية في الحيمة الخارجية في هذا
الكتاب.
و(بيت
شَغْدَر) في المخلاف، و(بيت مِحَاوِش) من (مِحواش) تابع (مخلاف أسناف
خولان)، و(بيت عَامِر) يسكنون (ثُوْمَة) من قسم نصف المخلاف.
ومن أخصبِ
أوديةِ المخلاف (وادي الخَارِفِي).
و(وادي عَلَسَان) الشَّهيرين بجودة البنِّ في الحيمة، و(وادي بيت عبد الحق)، وتزرع [هذه الأودية] غيرَ البن كالقات، والحبوب بأنواعها، ويُطلُّ على الخارفي جبلُ (ودخان) [وهو ودخان] بن حضور بن عدي بن مالك.
و(وادي عَلَسَان) الشَّهيرين بجودة البنِّ في الحيمة، و(وادي بيت عبد الحق)، وتزرع [هذه الأودية] غيرَ البن كالقات، والحبوب بأنواعها، ويُطلُّ على الخارفي جبلُ (ودخان) [وهو ودخان] بن حضور بن عدي بن مالك.
وثمَّة أُسرٌ
أُخرَى كأسرةِ (البُغَيْش)، و(الرَّدُوع)، و(مِجَمِّل)،
وغيرهم.
وأقسامُ
المخلافِ أربعةٌ هي:
- قسمُ النِّصف.
- قسمُ الثُّمن.
- قسمُ ثُمن غَوْبَر.
4- بني سُلَيْمان:
وفي (بني سليمان) أفخاذٌ كذلكَ من عشائرَ بكيليَّة
ٍكـ(آل الرُّمَيم) من (قَرْوَى خولان الطيال)، وفيهم الشيخ علي محسن
الرُّميم، وبين بيئة (بيت الرُّميم) هنا، و(بيت الرميم) في (قَرْوَى)
تقاربٌ مُفْرِطٌ كما عرفتُ، ولاحظتُ.
كما يوجد (آل
دَكَّام) و(آل القَحْم) من (بني سِحَام)، و(بيت الوَرد)، و(مَارِط)،
و(الخلاع)، و(الدَّغَشِي)، و(المَعْمَرِي)، و(بيت
السُّويدي)، ومنهم (بيت مِطَير) الموجودين بصنعاء، ومن أعلام (بيت
السويدي) القاضي أحمد الحيمي السُّويدي من (بني سليمان) وهو الذي دعا إلى
نفسه في صنعاء قبل مائتين سنة، وضَرَب، [أي: صكَّ] عملةً نقديةً محليّةً كقطع من
البُقَش نقشَ عليها اسمَه وكنيتَه، ولم تساعده الأيامُ، ولا تزال دارُه مأهولةً في
(بيت السُّويدي)، تحمل اسم (دار الحيمي)، وهي تُرى من طريقِ صنعاء مِن قِبلي جبل
المنار.
وآخرُ العلماءِ
من سلالةِ الحيمي القاضي لطف الحَيمِي عضو المحكمة الاستئنافية المتوفى
بصنعاء قبل عشرين سنة، والقاضي محمد الحيمي، وأُسَرٌ أخرى في (بني سليمان)
مثل: (بيت الزَّوَّار)، (بيت الدَّغَشِي)، و(بيت الورد)، و(بيت
الخلاع)، و(بيت قَدْرِي)، و(بيت مارط)، و(بيت الِّلهِيم)،
و(بيت الَّلهَبَة)، و(بيت كُلَيب)، و(بيت صبيح).
وأخرى غيرها.
وأخرى غيرها.
و(بني سُليمان) ثلاثةُ أثلاثٍ:
1- الثُّلثُ
الأعلى: يحدُّه من جهة الشِّمال (بني السَّيَّاغ) من الحيمة الداخلية، ومن
الشرق منتهى الحيمة الخارجية محل (بني عبده) على نحو كيلومتر من سوق (بوعان بني
مطر)، ومن الجنوب الشرقي قسم المخلاف.
2- الثلثُ الأوسط: يحدُّه من جهة الشرق قسم (ربع المخلاف)، ومن الشمال حدّ
(جدعان) الحيمة الداخلية.
3- الثلثُ الأسفل: يحدُّه من جهة الشَّرق قسم (ربع المخلاف)، ومن الشمال (جِدْعَان) الحيمة
الداخلية [أيضًا].
ويزرع (بني
سليمان) جميع أنواع الحبوب، والقات، ويزيد الثلث الأسفل بزراعة البُّن لأنه أخفُّ
بردًا من قسيميه.
5- حِجْرَةُ ابن مهدي:
[وهي تمثِّلُ]
الثلث الثَّاني بالنسبة للحيمة الخارجية، وهي الحِجْرَة المعروفة (بحجرة ابن مهدي)،
وهي سهولٌ وجبالٌ متوسطةٌ، وأكثر زراعتها الذرة، والدُّخن، والشَّام أو الرُّوِمي
[الذُّرة الصَّفراء]، وتزرع الحنطة، والشعير نادرًا وفي الغيول، [تزرع] الطماطم،
والخُضَر [بأنواعها]، وهي غنية بثروة المواشي كالإبل، والغنم، والبقر، والحمير،
ويكثر فيها النَّحلُ بصورة أوسع من القسمين الآخرين، وهي غنيةٌ بالحَطَبِ
والعِلْبِ المعروف بالسِّدر، وفيها من البُنِّ؛ لكنَّه أقل [جودةً، وزراعةً] بالنِّسبة
(للمخلافِ)، و(عَانِز).
وسمِّيتْ بـ(حجرة
ابن مهدي)، نسبةً إلى الشَّيخ علي بن مهدي بن جابر المقاتلي، وَلَقَبُ (المُقَاتِلي)
جديدٌ عليه، وطارئٌ لظروف الحَربِ والخَوفِ، وعدم وجود عشيرة [تَذودُ عنه، وتدعمه]
لأنَّ الشيخَ علي بن مهدي بن جابر – وهو من عيال (مهدي من قبيلة أرحب)-
انتقل منها إلى (الوَطْيَة)، وتحجَّرَ فيها، وسمِّيت باسمه إلى يوم النَّاس هذا، (حجرة
ابن مهدي)، واستوطنَ (أَكَمَةَ سِلْم)، فبنى على ظهرها الحصن المعروف بحصن (بيت
ابن مهدي)، وذلك في النِّصف الأخير من المائة الحادية عشرة للهجرة، كما عَرفتُ هذا
من حُجَجِهم المصدَّقةِ من حُكَّام زمانِهم، ولما لم يكن قد سَكَنَ في تلك الجهة
غيرُهُ، ولا عشيرةَ له، انتمى إلى قبيلة (بني مقاتل) المعروفة بشرقي حَراز لِقُربِ
الجوار، فأضاف إلى اسمه ذلك اللقب مؤقتًا.
وقد ظنَّ
المؤرخ العلَّامة القاضي عبد الله الشماحي في مؤلفه "اليمن: الإنسان
والحضارة" أن تسميتَها [ترجع] إلى (حجرة ابن مهدي) نسبةً لعبد النبي بن مهدي
الحِمْيَرِي الذي خَلَفَ صنوه علي مهدي بن علي سنة (558) هجرية (خمسمائة وثمان
وخمسون) عند وصوله بالنضال ضد الأحباش. وليس صحيحًا هذا الظن لأمورٍ منها: أنَّ
عبد النبي لم يستقر في الحِجْرَة، بل تحوَّل عنها سِرَاعًا إلى (حضرموت) و(عدن)
للصراع ضد الأشراف، ولم يقم له أي موقعة في الحجرة حتى يظن سببًا لتسميتها به، ولم
يَبْنِ حجرة أو لبنة، ولم يترك أيَّةَ ذكرى، بل ولم يتَّصل به أحدٌ، وبقي اسمها (الوَطْيَة)
من بعد (عبد النبي) إلى حين علي بن مهدي، وهي تَنَايف مقفرة بخلاف علي بن مهدي
بن جابر الذي بنى (حصنَ بيت ابن مهدي) المعروف بهذا الاسم إلى الآن، وبنى
المسجدَ والبَرِكَ، وبنى الدواوين للوافدين، واشتهرَ بكرم الضيافة، وإطعام
المارَّة، وشَهِدَ له الكثير لأنَّه كان بجانب الطريق الرئيسية، وامتلكَ الأموالَ،
وأنسَلَ ذرِّيةً هي الآن عزلةٌ بِحَالها تسمَّى (بيت ابن مهدي).
وقد صادف السَّيد
عبد الله المؤيد - صاحب الجِرَافِ من أنسال أحمد بن الحسن صاحب الغِرَاس
المعروف (بسيل الليل)- ذات ليلة عند الشيخ علي بن مهدي دون سابق
معرفة، فشاهدَ من كرمه في إطعام الوافدين في ديوانين: أحدهما: خاص باليهود،
والثاني: [خاصٌّ] بالمسلمين، ولاحظ العناية بدوابِّهم، وغير ذلك من الأمور، فوهبَ
له، ومَلَّكَهُ خيرَ ما يملكُه من الأراضي هناك، وهي (وادي علي)
([16]) الذي تمرُّ طريقُ الحديدة من وسطه في منطقة (البَادِية)،
كما وهَبَ له جربة (صُوفَان) والجميع من أخصبِ ما في بطن الوادي، وتساوي مساحتها
ثلاثة آلاف لبنة عِشَاري، يتصرَّفُ بها الموهوب له كيف يشاء، وحرَّر له شهادةً إلى
رئيس الدولة- اطَّلعتُ عليها-، ودعا له كثيرًا بأن يكافئه اللهُ على صنيعه العامِّ،
وكان التمليكُ له في شهر المحرم (1096) هجرية.
ثم إنَّ علي
بن مهدي قسَّم بين أولاده في حياته، فحبَّس ما وَهَبَهُ له المؤيد طُعْمَةً
للديوانين لقُصَّادِ القرية، أي لمن قصّدها ووفد إليها، وما فَضُلَ فللمُحتاجِ من
ذُرِّيته، وقد عرفتُ كلَّ هذا عند أن تنازعَ الشَّيخان عايش بن علي بن مهدي،
وحزام محمد مهدي الملقَّب بالصُّباري -نسبةً إلى قرية انتقلَ إليها-، وتنازعا
ولايةَ وقفِ الديوانين، واحتكما إليَّ.
وفي عزلة (ابن
مهدي) أُسرةُ (القُدَيْمِي) من سُلالة الأهدلي كما حكاه مؤلِّف كتاب (الدرِّ
المكنون).
وكانت (الحِجْرَةُ)
قبلَ ذلك تسمَّى (الوَطْية) في بلاد (الأخروج)، وهي بين جبل (حَضُور)
المعروف بجبل [النَّبي] شُعَيب بن مَهْدَم بن ذي مَهْدَم [بن المقدم] الذي ينتهي
نسبه إلى حضور بن عدي بن مالك، وهو الجبل الذي يُعتبر سطح اليمن، وأرقى قمة جبل في
الجزيرة العربية، وهو ممتدٌّ إلى (صَبَاح) ([17]) في (الحيمة)، وبين جبل (حَراز) غربًا كما أفادَه
الهمداني([18]).
ويسكن (الحِجْرَةَ)
أسرٌ من أفخاذٍ بكيليَّةٍ [منهم]: (بني شدَّاد) من قبيلة (بني شداد، خولان
الطيال) من (قصر ملاحا)، وقيل من (الربع المحْرزي) من (بني شدَّاد) أيضًا كما
تَتبَّعتُ ذلك في مَضَانِّه بخولان.
وقبيلة (الأعروش)
من قبيلة (أعروش خولان) من سلالة (المقْبِلي) بكسر الباء الموحَّدة، وسبب انتقالهم
هو حرب (الأعروش) ضد المُطَهَّرِ بن شرف الدين، وفيهم الشيخ محسن العرشي.
و(بني
منصور) من ربع (جبل بني جبر)، وكذلك (بني رُبَيح المنصوري)، و(بني
وَليد)، و(الصُّباري). بت.
و(بني ربيع)
في (العِجْز) من قبيلة (جَهم) (خولان الطيال).
و(بيت العَوْبَلي)
[وأصلهم] من (بني مطر)، وقيل من (عوابلة الأعروش)، و(أهل العِجْز) من قرية (دجَّة)،
و(عرعر) من (بني بهلول)، و(دَورَم) من (بيت دَورَم) من (همدان).
و(بني
جَوْهَر) من (آل جوهر) من (ذو حسين) الجوف في (الجَحَادِب)، و(الجَحَادِب)
عزلةٌ شمال (الحِجْرَة)، وهي أصيلة، وفيهم الشيخ قايد جوهر، و(بيت
الكُنْدِحِي)، وغيرهم.
وعزلةُ (بيت
العَليِّي) من (عيال عَلِي) من قبيلة (أرحب)، وفيهم الشيخ علي وهبان
العليِّي، ودورهم تدلُّ على الأسلاف، ويتفرعُ من هذه الأسرِ أسرٌ طرأتْ عليهم
ألقابٌ عدَّة كـ(النُّمَير) و(الحَدِّي) و(عُبيد) و(حُمَادي)،
والأصل (عليِّي) (بيائين مشدَّدتين)، ويسكنون محلَّ (المَتَاع) عدني (مَفْحَق)،
و(بيت النُّمير)، و(الأعمور) و(سِحَاح) (بسين وحائين مُهْمَلات الثَّلاث).
انتهى.
وعزلة (بيت
الجِرَيدي)، و(بيت جِرَيْد) وهم بطنٌ من (الجِرَدة) (بني جبر) خولان
الطيال، وفيهم الشيخ أحمد بن علي جِريد، وأوَّل ما بَنَى جدُّهم واستوطنَ
قريةً بقي أطلالها، واسمها هجرة (بني حماطة)، ومن أصولهم (الحَمَاطِي) صاحب
الحواشي أو التعاليق المعروفة في كتاب شرح الأزهار، وقبيلة (الكُنْدِحِي)
في عزلة (الجَحَادِب).
وقبيلة (يَادِع)
بَطنٌ من (وادعة) كما يقولون، وأحسبه [مِن] يَدَع الحِمْيَري، فقلبت الواو ياءً في
الأول مع حذف (الهاء)، [يَهْدَع] أو زيدتْ ألفًا بعد الياءِ في الثاني.
وقبيلةُ (دَرْوَان)،
وهي منتهى الحيمة الخارجية جهةَ الشمال إلى الحيمة الداخلية بكيلوين [تقريبًا].
وأسرةٌ واحدةٌ
في (مَفْحَق) تُدعَى (بيت الخَضَّاف) من (القُدْمة) (حَاشِد).
* عُزلُ الحِجْرَةِ هي:
- عزلة مَفْحَق.
- عزلة العَليي.
- عزلة بني منصور.
- عزلة بيت ابن مهدي.
- عزلة يَادِع.
- عزلة دَرْوان.
- عزلة سِحَاح.
- عزلة الجَحَادِب، وفيها، ومن يادع غيل الفجرة يلتقي بغيل (السُّخْنة، والرَّبوع)، وينزل
إلى (وادي سُردُد).
- عزلة العِجْز.
- عزلة الأعروش.
- عزلة بيت الجريدي.
- عزلة الأعمور.
- عزلةُ الصوفة.
والعزلةُ اسمٌ
لمجموعةٍ من القُرى، وتجزئة الحِجْرَة في أساسِ المالية [ينقسم إلى] جزئين.
فالحجرة القِبْليَّة [الشَّماليِّة] تعني الجَحَادب، ويادع، ودروان، وسحاح،
والحجرة العَدنيَّة [الجنوبية] غير هذه، وهي البقيَّة.
6-عَانِز:
(عانِزُ) هو
الثُّلث الثالث للحمية الخارجية، ومخلاف (عَانز) يقع جنوب الناحية (المديرية)
وفيه:
(بيت دَاود):
وهم أسرةٌ من (آل داود) من (أرحب)، ومنهم الشيخ علي محمد داود، وكان والدُه
الشيخُ محمد بن محمد داود -رحمه اللهُ- شاعرًا شعبيًّا يمارسُ الشِّعرَ بِكُلِّ
مَلَكةٍ [واقتدارٍ]، وبأسلوبٍ لطيفٍ، ويتفاخرُ الكثيرُ [من الناس] بتناقل شعره،
وحفظه، وترتيله في النَّدوات والحفلات كالأعراس، والأفراح، والمناسبات ونحوها، [فقصائده
كانت] نُزْهَةَ المجالسِ، وبعض شعره إلى الحِكَمِيِّ [الفصيح] أقرب رغم عدم علمه
بالنحو، والبيان؛ لكنَّه كانَ يتأثَّرُ بالمُجالسة [للأدباءِ والعلماءِ]، فمن
قصيدةٍ له يشكر وفاءَ بعضِ قبائل (الحِجْرَة) و(عَانِز) و[يمدح] كرمهم وإباءهم على
صنيعهم الجميل ومعروفهم، وعلى التعاون مع صديقٍ لهم من صنعاء، وقد سَلْسَلَ الكِرامَ
في القصيدة من العشائر إلى أن قال:
وفِي مَفْحَقْ أُنَاسْ إنْ كُنتْ عَالمْ
بحاتمْ طَيّ فَانْسَى ذِكرْ حاتمْ
لَهُمْ فِي الجُودْ والجودةْ دَعَايمْ
بِلادْ اُقْدُمْ عَلَى شَرعْ الرّعيَّةْ
وقوله: "على شَرْعِ الرَّعيَّة" أي على [عادتهم] من إكرام
الضَّيف، ولهم شرعٌ في ذلك.
وإنْ ضَاقَتْ بِكَ الأحوالْ ذَرْعَا
ولمْ تلقى قُراشَكْ مَا ومَرْعَى
تربَّعْ عندْ مَن هُمْ خَيرْ رَبْعا
بني مُوسَى وَأهلْ الفَايِشِيّة
عَنَى بهم أهلَ (مَفْحَق)، إلى أن يقولَ مُخْتَتِمًا
قصيدَتَه:
إليكمْ عُمْدَتِي هَذي البَدِيْعَةْ
مقلّدْهَا لَكُمْ عِندِي صَنِيعةْ
ولمْ يَفتضّ مَبْكَرَهَا رَبِيعَةْ
ولا مُضَرْ الأُبَاةْ اليعربيَّةْ
وله قصيدةُ مناظرةٍ بين (المَدَاعَةِ والخُوَيْسِي)([20]) [قالها] في
الحرب العالمية الأولى، وفيها إشارة إلى الغزو التركي، وأزمة التِّجارة، وما ينتج
عن الحرب [من ظروف اجتماعية واقتصادية]، وهي قصيدة بديعة وممتعة حقًّا.
و(بني المَيْمُوني) من (عيال سِرَيح)، و(بني
منصور) (جِحَالة) من (ربع جبل بني جبر) خولان (بيت القُفَيْلِي) من
قَرْوَى. و(بيت دَوْبَل) من (بني جَبر)، و(بني النَّواب) من (النَّوْبَتين)،
وقيل من (النَّوبة) خولان. و(بيت القَلَّام) من (يَام). و(بيت البَرَوِي)
من (البَرويَّة) بني مطر.
و(بني فراص) من الحَدا، وأخرون مثل: (السَّعداني)،
و(المصطفى)، و(الجَعْدِي)، و(بني شَمْهَان) [وغيرهم].
7- بني شَمْهَان:
فيها أسرةٌ من
(آل جِزَيْلان) مِن (ذو محمد)، و(بيت الغُشيمي)، ويعتمد (بنو شَمْهَان)
في شُربهم، وفي شُرب مواشيهم على ما تحتفظُ به السُّدودُ المنحوتةُ في الجبال من
مياه الأمطار في مَوْسِمَي الصيف، والخريف إلا نحو ثلاث قُرَى منها: (ظاعنة)
و(مسلم) فـ[تعتمد] على الآبار و[على] الغيل، وتزرع جميع أنواع الحبوب، والبن،
والقات، والطماطم، وكلُّهُ على ماءِ السَّماءِ، وتُرَبِّي أنواعَ المَوَاشِي
ذكورًا وإناثًا كالإبل، والجِمال، والغنم، والبقر، والحمير، والأُتُن.
8-سِهَام:
ويسكنُ في (وادي
سِهَام) (بيتُ حَيْدَرَة)، وهي أسرةٌ واسعةٌ من ذرِّيّة الإمام محمد بن
سليمان كما ورد في الدرِّ المكنون، وغيرهم.
و(وادي سِهَام)
وادٍ خَصيبٌ، وبه يمرُّ الغيل المشهور بغيل (سِهَام)، وهو "سهام بن قملان بن
برة" في قَولٍ، وينحدرُ أوَّل هذا الغيل من (جبل النبي شعيب بن مَهْدَم)
بواسطة عَقْدِ (عُصْفرة) ما بين قرية (يَازِل)، وسوق (بَوْعَان)، وتمرُّ على ظهره
طريقُ السيارات [التي تربطُ بين] صنعاء، والحديدة.
ويلتقي
بالغيلِ النَّازلِ من جبل (بني السَّيَّاغ) بالحيمة الداخلية المحاذي لجبل (شعيب)
عن طريق (بوعان)، ويجتمع في طريقه إلى وادي (بني قَيْس) المطرية، ثم يتَّصلُ به ما
تجاهه من الغيول حتى يصل إلى (وادي سِهَام).
فسبحان من
فَجَّرَ ينابيعَ المياهِ من عرانين أنوف الجبال، ثمَّ يمرُّ على وادي (المنامة) في
(جَعَّيرة)([21]) حتى يصل إلى (المراوعة).
وقد سُمِّي
الغيل في كلِّ منطقة يمرُّ من أوديتها – من حراز، وريمة، والمراوعة في تهامة- باسم
سِهَام هذا.
ويزرعُ (وادي
سهام) في الحيمة الذرة، والدُّخن مرَّةً، والشَّام [الذرة الصَّفراء] ثلاث مرات في
العام، كما تزرعُ الطماطم على [مياه] الغَيلِ والسَّيل، ويصلح لزراعة التُّنْبَاك (المعروف
بالتِّتن)، [التبغ]، والعُطب (القُطن)، والبرتقال، والخُضَر المتنوعة، ولو نظرتْ
إليهِ وزارةُ الزراعةِ، وشجَّعتْ المزارعين [لكانَ أفضل] لأنَّهم بَدْوٌ
[بُسَطَاء]، لذلك سيكون مردود الفوائد والإنتاج نافعًا ومفيدًا.
وفي (سِهَام)
هذا سُوقٌ أسبوعيٌّ موعدُه يوم الأربعاء، واسمه (سُوق الرَّبوع)، وهو مُتَسَوَّقُ
الحيمةِ الخارجيةِ، و(بني مَطَر)، و(آنس).
* عِزَلُ عَانِز:
[وفيما يأتي نسردُ عزلَ عَانِز على النَّحو الآتي]:
- عزلة جِحَالة
- عزلة بني
عِروة
- عزلة بني مُحمد
- عزلة
الحَطَب
- عزلة
المِحْيَام
- عزلة السدس
- عزلة بني
شمهان
- عزلة بني
وليد
- عزلة بني
القَلَّام
- عزلة بني
جَحْدَب
- عزلة بني بِجَير، وفيها الشيخ مَبْخُوت البَرَوِي
- عزلة بني
فراص
- عزلة سِهَام
- عزلة ضابي
سهام.
- عزلة وهبي.
ويوجد في عَانِز
حَاكمٌ [قاضٍ] للشَّريعةِ عيَّنتهُ وزارةُ العَدلِ سنة (1390) هجرية، رحمةً
بالضُّعفَاءِ، والأرامل، واليَتَامَى لبُعد المسَافة إلى مركز الناحية الرئيسي [في
مَفْحَق]، ولئلَّا يستبدَّ القويُّ بالضعيفِ لعدمِ قدرته على المدافعةِ عن حقِّه
لبُعدِ الشُّقَّة.
ومقرُّ الحاكم
[القاضي] في (النَّجْد) في (سوقِ السَّبت) الذي ذكرناه، وهو مَا بين حدِّ (عَانِز)
و(الحِجرة)، فهو يقضي فيما بينَ أهلِ (عَانِز)، وما جاورَهُم من (الحِجْرَة).
*حمامان طبيعيان.
يوجدُ في
الحيمة الخارجية – في أقصى حدودها، أي: في عزلة (سِحَاح) (بأربعة أحرف مهملة) على
ضفاف السَّائلة العُظمى التي هي حدُّ مُلتَقَى الحيمتين- [يوجد] حمَّامٌ طبيعيٌّ يُسمَّى
(حمَّامُ السُّخْنَةِ).
و(حمَّامُ
الزَّهْرَا) ويقع في عزلة (بني الشُّباطي) جنوب (عَانِز).
* أوديةُ الحيمةِ الخارجية.
مِن أخصبِ أوديةِ الحيمةِ الخارجية خمسةُ أوديةٍ شَهيرةٍ
وهي:
1- (وادي
عَابَة): وحَدُّة (عانز) شرقًا، وتنحدرُ إليه السُّيول من الأربع
الجهات، وبها يُضربُ المثل في الحيمة الخارجية، فيقال: "قَصدْ عَابَة
سَيْل".
وقد جمعَ الشَّاعرُ الحُمَيني الخمسةَ الأودية الخِصبة في قوله:
(عابَهْ) وعَادْ ... (ومَرحَبِينْ) فِي البِلادْ
(ومَوْجِرْ) الجَحْدَبي...
(وعَلَسَانْ) الفُؤادْ
فقولة: "عَابَةْ وعَاد" أي: هناك وادي عابه، وثمَّة غير عابة،
كواديي:
2-وادي (مَرْحَب).
4-والرابع (وادي المَوْجِر).
5-
والخامس (وادي عَلَسَان):
وفي وادري عَلَسان البنُّ أكثرُ غرسًا، وشجرةً، وجودةً من سواه، وأفادَ
المؤرخُ محمد علي الأكوع في تعاليقه على الجزء الثاني من كتاب (الإكليل):
"إنه لا يسمع بعَلَسان بتقديم العين على اللام، بل بتقديم اللام على العين أي
(لعسان)، فلعسان من حدود الحجَّيلة في قوله، وكانت إلى سنة 1354ه مربوطةً بقضاء
حراز؛ هي والحيمة الخارجية"([22]).
قال محمد
حسين المرهبي رحمه الله مكاتبًا صديقه محمد الَّلاهوري سنة 1006ه إلى (حراز)،
وهو من موظفيها:
أمَّا حَرَازُ فَفِي وِلَايَتِه الغنى
هي من حَضور إلى ورا لَعْسانِ
أي: إلى ما
يحاذي حَدَّ (بُرَع) أو غيرها. وقد أثبته البحَّاثة زَبَارة.
و(حَضُور) عَنَى به (المخلاف)، و(بني
سليمان) من الحيمة الخارجية، فذلك لعسان بتقديم اللام، وهذا (عَلَسان)، وهو قريبٌ
جدًّا إلى (وَرَخَان بن حَضور).
والبنُّ في (عَلَسَان) شَهيرٌ، ومن
الأُسر التي تملكه من أهالي صنعاء أسرةُ (المحفدي، والجرافي، والحيمي)،
وغيرهم. (وعَلَسانُ) هذا وادٍ يقع في (المخلاف) الذي أسكنه.
*جبالُ الحيمةِ الخارجيَّة.
من
أشهر جبال الحيمة الخارجية [تلكَ الجبالُ]البُذَّخ الاستراتيجية [ومنها ما يأتي]:
وهو الجبلُ
الواقع في منطقة (المخلاف) جهة الشَّرق، وفي أسفلِهِ جهة الجنوب الغربي يقع (خَمِيسُ
مَذْيور)، ويرتفع عن سطح البحر (بمائتين متر وواحد كيلومتر) أي [1200 متر]
تقريبًا، كما أَفادَ الجغرافيون، وبأعلاه توجدُ قَشْلَةٌ قديمةٌ وبَرِكٌ، وهو
موقعٌ عسكريٌّ، وفيه جُندٌ من القوات المسلَّحة، وهو القاهر فوق (المخلاف) و(بني
سليمان)، و(الحِجرة)، والرَّصدة طريق الحديدة صنعاء، هذا من الحيمة الخارجية [كما
يُطِلُّ ويسيطرُ] على (الجِدعان) من الحيمة الداخلية، و(الحَدَب) من (بني مطر).
وهذا الجبلُ مَرتَعٌ خصيبٌ تَتربَّى
فيه بَقرُ بعض القرى المجاورة، وبهائمها من [قسم] نِصف المخلاف، فَتَسومُ فيه
صِغارًا حتى يأتيها المَخَاضُ هناك، فيردُّ كلُّ [مزارعٍ] حقَّهُ إلى بيتِهِ لتكونَ
أمًّا نَتَاجًا.
2-(جَبلُ عَانِز):
[من جبالِ الحَيْمَةِ الشَّاهقة، وهو
الجبل الثاني]، ويسمَّى (جبلُ عَانِز)، وهو أقصى جبالِ الحيمة الخارجية جنوبًا،
وتَجِدُ العُشبَ والحَطبَ في قمَّته خلافًا لطبائع الجبال، وبأعلاه ذروةٌ تسمَّى
(حُرمة)، ومنها يُرَى سطح البحر في أيام الصَّفو، وترتفع على البحر بألف ومائة
وخمسة وثمانين [1185مترًا تقريبًا] كما أفاد الجغرافيون.
ويزرعُ الجبلُ أنواعَ الحبوبِ،
والبنِّ، والقاتِ، والخُضَر بأنواعها، وجلَّها [تُسقَى] على ماء السَّماء.
*سُكَّان الحيمة الخارجية.
سَكَّانُ
الحيمةِ الخارجية إلى ما قبل عشرين سنة [أي حتَّى عام 1958م] بلغ ستَّةَ عشرَ ألف
نسمة وأربعمائة [16400 نسمة] في الإحصاء الدَّقيق الذي تسلَّمتُهُ في لزومٍ للعمل
عليه في توزيع المساعدة [في ذلك التاريخ].
وكان الإحصاء
مضبوطًا بكلِّ دقَّةٍ، وطَريقةُ الإحصاءِ كانت سهلةَ المنالِ، وبدون تكلُّفٍ أو تكاليف،
[أي بدون غرامةٍ تُنفق من أجلِ الإحصاء] لأنَّه كان من اختصاص الأُمناء، ولهم
عائدٌ موسميٌّ بنسبةٍ [مُحدَّدةٍ] في المائة، فيقدِّمُ كلُّ أمينٍ في أيامِ عيدِ
الفطرِ قِطَفَ مَن تلزمُهم الفِطرة شرعًا، هكذا [كما في الجدول الآتي]:
م
|
أطفال إناث
|
نساء
|
أطفال ذكور
|
رجال
|
خانات أخرى
|
1
|
4
|
8
|
5
|
7
|
مثلا: قِطَف من يلزمهم الفطرة
|
2
|
9
|
6
|
3
|
5
|
قِطَفُ من لا يلزمهم الفطرة، كلُّ قطفةٍ منفردة على
حِدَة
|
المجموع
|
13
|
14
|
8
|
12
|
47 المجموع الكلِّي
|
فيأتي هذا
الإحصاءُ شاملًا لا يغادرُ صغيرًا ولا كبيرًا إلا أحصاه في الشَّعب، وحين اتصلَ بي
الأُمناءُ للتعريفِ عندَ توزيعِ
المساعدة، قالوا: "اعتمدْ قِطَفَ الفِطرةِ، وقِطفَ من لا تلزمهم الفطرة"
فجاءتْ [الأعدادُ] وِفاقًا سَليمةً عن الزيادةِ والنقص. بت.
وكانت تُخصَمُ
فطرةُ الجيشِ كاملةً من معاش الجيش، وبهذا يُعرفُ الإحصاءُ الحقيقي للشعب ككُلٍّ.
ثمَّ تفجَّرَ
النَّسلُ وزادَ في الحيمة وغيرها، وبصورةٍ مهيلة، ومن أهمِّ عوامل التفجُّر السُّكَّاني
الزواجُ في وقت مبكِّر، [الزواج المبكِّر] رغم ارتفاع ما يسمُّونه بالشَّرطِ،
والمَهر، والمَرجوع([24]) الذي كان سببًا في تدفُّقِ سيولِ الهِجْرَةِ إلى
الخارج، والكثيرُ منهم هاجرَ قبل أن يبلغَ الحُلُمَ للحصولِ على تكاليفِ الزواج، [أو
على مستلزمات] الحياة، واليمنيُّ بطبيعته الموروثة مفطورٌ على الهجرة.
ونعرفُ البعض
[ممن] يزوِّجون أبناءَهم قبلَ ظُهور إحدى علاماتِ البلوغ الثلاث، وعليه فالزَّوجان
يُصبحانِ في سنِّ الخامسة أو السادسة عشرة أبوين.
وبقية العوامل
[في زيادة السُّكَّان تتمثَّلُ] في التغذية الجيدة، وفي الحماية ضدّ الأمراض، وهي
حَسنةٌ جدًّا، وكذا التلقيح [ضد الأمراض الفتَّاكة]، ولكن الأمَّ تُحيلُ وليدَها
من بعد الِّلباءِ على الحليبِ المجفَّف المستورد، وتعتمدُ على الرَّضاعة الصِّناعية،
وعند ذلك تختصرُ مراحلَ الحملِ، والفصالِ من الحولين وستة أشهر التي حدَّدها
القرآن الكريم في قوله تعالى: )وَحَمْلُهُ
وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًاۚ( [من الآية 15، سورة الأحقاف] إلى
حولٍ فقط، وإذًا فهي تَلِدُ كلَّ عامٍ مرةً [تقريبًا]، ثمَّ لا يبلغ الأبوان
المذكوران شَرْخَ الشَّبَاب، وهو الثلاثةُ والثلاثون إلى الخمسةِ والثلاثين إلا
وهما جَدَّان!.
(هذه الصورة رمزية تعبيرية)
وينتجُ من
جرَّاءِ ذلك الإرهاقُ، والنزيفُ، واختلافُ الأمراض، وظهورُ الشَّيخوخة المبكرة،
وكثافةُ السُّكَّان، وحينئذٍ فهم ينشدون الضَّالَ من الأطفال: [ونتيجة الإهمال
تجدهم ينادون أبناءَهم في كلِّ شارعٍ بهذا النداء]: "يا لاقي الضَّايعة، يا
ولدَ الحَلال!". ويبكونَ قتيلَ السَّيارة أو المتردِّي لكثرةِ الأطفالِ
وقلِّة الرعاية، فهل مِن حيلةٍ لضبط التحديد في النَّسل؟!، وإن قال قائلٌ: إنَّ
سيدَ الكائناتِ – صلوات الله وسلامُه عليه- حبَّذَ هذا في إرشاده:
"تَنَاكَحُوا تَنَاسَلُوا أُبَاهِي بِكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"([25]) [أو كما جاء في] لفظ الحديث أو معناه غير أنَّه عليه
السَّلام لا يُرغِّبُ في المشقَّاتِ، ولا يدعو إليها، ولا يعني هذا.
وقد حذَّرَنا
الرزَّاقُ ذو القوَّةِ المتين عن زيادةِ العَول في قوله عَظُمَ سلطانُهُ في إباحةِ
تعداد الزوجات بالشرط المبيَّن: )وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ
فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ
مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا([سورة النساء، آية 3].
وإن فسَّرها
البعضُ بالحبِّ أو بالتسوية في الليالي الثَّيِّب بثلاث والبكر بسبع أو أقل أو غير
ذلك، فقد بيَّنَ المتفرِّدُ بعلمِ الغيب مؤكِّدًا بقوله: )وَلَوْ حرَصْتُم... (وإذًا فذلك هو المباحُ الممتنع، وكما يقول المثلُ
اليمني: "عَسَل رَاس مُوس".
*عقيدة الحيمة الخارجية ومبادئها.
تمتازُ الحيمةُ
الخارجية بالتَّمسُّكِ بالمبادئ الدينيةِ والعقيدة، وهي موسومةٌ ومعروفةٌ
بـ(حَيْمَةِ الدِّين)، ولشدَّةِ تمسُّكهم بالقرآن يردُّون ما اختلفوا فيه إليه دون
مرافعة إلى قاضي الشَّريعة؛ خَلَا من لَهم هوايةٌ في المشَاغبة [والمشاغلة]
ليردِّدَ بين النَّاس: "وقلتُ للحاكم، وقال لي الحاكم!"...الخ
ويقطعونَ
العهودَ على كتاب الله، ويتوسَّلون به إلى اللهِ لكشف الضرِّ عنهم، واللطف فيما
قضى، ويؤجِّرون على تلاوته، ويتلونَهُ على موتاهم أبدًا، ويحبسون أموالًا
ويوقفونها في التِّلاوة [وعليها]، ويستنزلون به الغيثَ إن اعتكرتْ حَدَابِيرُ([26]) السِّنين، ويتجمَّعون على تلاوته للتبرُّكِ والتَّيمُّن
في شتَّى المناسبات، ويقدِّرون حملةَ القرآن الكريم.
هذا ونرجو من
النَّشءِ الجديدِ، [ومِن] الشَّابِ أن لا يقطع الصِّلة بالقرآن الكريم، ولو لم يكن
إلا ليعرفَ أحسنَ القَصَص أولًا.
*الطبائع والتقاليد في الحيمة الخارجية.
أهلُ الحَيمةِ
أهلُ شَهَامةٍ وإِبَاءٍ، ويَعيشونَ عِيشةً مَدنيَّةً غالبًا احترازًا من بعض
الحالات، فهي أُمنيةُ المدنيِّينَ، وذلك [في اهتمامهم بأكلهم وتغذيتهم] كاللحم
الكثير، والسَّمن الكثير،[ومن أنواع الطعام الشَّائع لديهم] النَّشوف،
والمطيط، والعصيد، والهريش، واللحوح،
[والخبز،
الكعادف،
والقفوع (الجحين)،
والذمول، والكروك] ..وغير ذلك.
والمطيط، والعصيد، والهريش، واللحوح،
[والخبز،
الكعادف،
والقفوع (الجحين)،
والذمول، والكروك] ..وغير ذلك.
ولهم وقفاتٌ ضِدَّ
كُلِّ غَازٍ، وهي وقفاتٌ مشهورةٌ، ويشهدُ لهم بها أطلالُ دُورِهم على جانبي الطَّريق
الرئيسية، [كما يشهد بذلك] الخَلَفُ بعدَ السَّلفِ.
* بناءُ البيوتِ في الحيمةِ الخارجية.
جُلُّ البيوتِ
في الحيمةِ الخارجية مبنيةٌ على أربعة طوابق إلى خمسة إلى ستة طوابق أحيانًا.
(دار الشيخ محسن حسين العليي "أبو عبد الكريم" -بيت العليي)
وكلُّها من الحَجَرِ إلا أنها مبنيَّةٌ على الطِّراز القديم، ومُراعيةً لظروفِ
الحربِ، فالطبقةُ الأرضيةُ؛ [أي الدَّور الأوَّل] تكون للمواشي، والثانية [يكون
فيها] المخازنُ والدِّيوان، ومن الثَّالثة تُفتحُ النَّوافذُ.
ويقتصرُ أولو
البِناءِ الحديثِ على طابقين، وعلى طابق واحد مفتَّحَةً لهُ النوافذ الواسعة، ولكن
الطبقة [تكون] خاصَّةً بالسُّكنَى فقط، أمَّا المخازن، واصطبلات المواشي فتُبنى
خارجها.
* هواءُ الحيمةِ الخارجية ومناخُها.
تمتازُ الحيمةُ
الخارجيةُ بطيبِ المنَاخِ، وبالهواءِ الطَّلق النَّقيِّ العَليل، وتزدانُ باصطفافِ
سلسلةٍ من جبالِها الكحلاويَّة اللونِ والتي لا يحجب النظر بعضها عن بعض، بحيثُ
يتنفَّسُ الإنسانُ فيها ملء رئتيه، فأنت ترى بعينيك من بعضها قُرَى (المخلاف)، و(بني
سليمان)، و(الحيمتين)، و(بني مَطَر)، و(حَرَاز)، و(آنِس)، و(المحويت)، و(الطويلة)،
و(كوكَبَان).
ومن سهول (الحِجْرة)
ترى (المَرْوَنَ)، و(آنسَ)، و(مَنَاخَةَ)، و(حَرَازَ)، و(العِرَّ)، و[كثيرًا من
جبالِ] الحيمتين عمومًا.
ومن (عانز)
ترى ما ذكرناه، وزيادة عليه يمكن رؤية جبل (كَنِن) في (سنحان)، و(بلاد الروس)، و(تهامة)،
و(ريمة).
* مساحةُ الحيمةِ الخارجية.
تشغلُ الحيمةُ
في المساحة([27]) [مسافة
واسعة، وهي] من وادي (شَزِيو) أقصى مخلاف (عانز) المتاخم (لبلاد الطعام) من أعمال (ريمة)
جنوبًا حتَّى (جِسر الغَرَايق) شرقي محلِّ (بيت السَّلامي) في (المخلاف) شمالًا، و(بني
عبده) في (بني سليمان) قرب سوق (بَوْعَان) شمالًا كذلك، أي أكثر من مائة كيلو متر
أو ثلاث مراحل تقريبًا([28])، ومن (قَرِنَات) و(بيت عبد الحقِّ) حدّ آنس، و(بني مطر)،
و(بيت العقبي) غربًا -مرحلة للراجل- ومن حدّ الحيمة الداخلية شرقًا إلى (الرخمية)
إلى (اليَبَاس) من (حراز) غربًا إلى الشمال، وهي أكثر من مرحلة أيضًا.
* الحصونُ الأثريةُ في الحيمةِ الخارجية.
في (المخلافِ)
يوجدُ حِصنُ (الزُّبْدَاني) الذي أسلفنا الحديث عنه.
وهذا الحصنُ على ظهرِ جبلٍ صَغيرٍ إستراتيجي في (وادي الأعور)، وقد تمركز [المكرمي] فيه أيامًا، سنة (1142)ه عند خروجهم بقيادة (المُكْرَمِي)، ومساعده (ابن الأحمر)، كما تمركز (المكرمي) أيضًا في (الجَبْلَة) بعَانِز جهةَ الجنوبِ، وفيها مَآثرُ.
وهذا الحصنُ على ظهرِ جبلٍ صَغيرٍ إستراتيجي في (وادي الأعور)، وقد تمركز [المكرمي] فيه أيامًا، سنة (1142)ه عند خروجهم بقيادة (المُكْرَمِي)، ومساعده (ابن الأحمر)، كما تمركز (المكرمي) أيضًا في (الجَبْلَة) بعَانِز جهةَ الجنوبِ، وفيها مَآثرُ.
والحصنُ
المذكورُ مَأهُولٌ بالسُّكانِ من (بيت الزَّبَدَاني)، والدُّورُ فيه مكوَّنةٌ من
خمسة إلى ستة طوابق، وقد طُيِّنت [أي: طُليتْ] بالقَضَاضِ اليَمني([29])، وهو [يتكوَّن من] الحَصَى والنَّورَة مُجْتَمِعَين
كالإسمنت في دَوَامِ مُدَّتِهِ، بل [يكونُ] أشدُّ تماسُكًا منه داخلًا وخارجًا،
وسطوحُ المنازلِ، والمساجد ومتَّخذاتها وطرقاتها، والبِرَك وسواقيها، وضريح القبور
[جميعها مبنيَّةٌ] بصورةٍ تدلُّ على عظمةِ البَانين.
وفي إحدى
الدُّورِ ديوانٌ عظيمٌ في الطَّابق الثَّالث عرفتُهُ [شخصيًّا] وفي سقفه نحو ثمانٍ
وعشرين خشبةً من الأخشابِ الكبيرة [التي تسمَّى] الطَّنِب، ويدلُّنا ذلك على أن
[الدِّيوانَ] كان خاصًّا بولائم المحلِّ أو أنَّه أشبه بالمُعسكر، ولا يزال مصراعا
بابِ الحصن قائمينِ، ومحلات البوابين [موجودة وشاهدة على عظمة الحصن، وعلى قوَّة
البِنَاء].
2-(حصنُ الصُّبار):
يقعُ حصنُ الصُّبارِ
في (الحِجْرَة) في جهة الشَّرق من (بيت العليي) وفي الجنوب لمفحق، وهو حصنٌ
استراتيجيٌّ مانعٌ، وبناؤه متقنٌ.
و[يأتي شَكله] في شبه إطارٍ في ارتفاع خمسة
طوابق، ونوافذه وأبواب بيوته [تنفتح] إلى الداخل كلّها.
يضمُّ الحصنَ
بابٌ واحدٌ من الخشبِ الأصيل، مُدرَّعٌ بالحديد لا يزال قائمًا على مصراعيه،
ومكانُ الحَرَسِ أيضًا، وكانت هذه الحصونُ مانعةً أهليها [وحامية لهم] أيام الغزو
الخارجي، و[عند] الحروب الأهليَّة، وهو الآن آهلٌ بالسُّكّان من (بني الصُّباري).
3-[حِصنُ بني وليد]:
وفي (بني
وليد) عزلة (بني الصباري) يوجدُ حصنٌ أثريٌّ كذلكَ، يَقِلُّ عن عظمةِ حصنِ
الصُّبار، وهو في (الحِجرَة) أيضًا.
4-(حِصنُ الشَّدو).
يقعُ هذا
الحصنُ في (عَانِز) في عزلة (بني بِجَير) غربي الجَبل [ويُسَمَّى] حصنُ الشَّدَوْ،
والبناءُ فيه مَتينٌ، ويدلُّ على إِمْرَةِ (آلِ الشَّدَوِي) الذين كانوا قُضاةَ
البلادِ، وقد دخلتُ هذا الحصنَ، ومن المؤسفِ أنَّ دُودَةَ الأرضةِ قد استأصلت
سقوفَهُ البَاهِرة، والطَّين أصبحَ داخل المنازل بصورة هائلة.
5-(حصنُ مَفْحَق):
يقعُ حِصنُ (مفحَق)
في (الحِجرة)، وهو كائنٌ على سطحِ جبلٍ رابضٍ على أودية مَفْحَق التي تمرُّ منها
الرصدة [الطريق المسفلت]، وفي الحصنِ سُدودٌ كثيرةٌ تَخزِنُ ماءَ المطر، وفيه
مدافنُ منحوتةٌ في الصَّلدِ، كانت تتَّسعُ لمئات الأقداح من الحبوب من واجبات
النَّاحية، وكانت هاته المدافنُ معيارًا مَضبوطًا، وتعبئةُ كلِّ مدفنٍ [فيها] بالقَدَحِ،
والنَّفرِ، وفي رأس كُلِّ مَدفن حَجَرٌ مثبَّتةٌ بالقَضَاضِ، ومنقوشٌ عليها عددًا مسلسلًا
من واحد إلى اثنتي عشرة أو أكثر، فمأمورُ الأنبارِ يصرفُ من المدفن التي نمرتها
مثلًا واحد، ويسلسل الصَّرف إلى آخرها، ويقابلُ يوميةَ المصروفِ منها على يوميَّة
الداخل إليها، فيجيء وِفَاقًا، ولا يُسمَحُ له بفتحِ مَدفنٍ أخرى حتَّى ينتهي مما
قبلها، وهكذا.
وعندَ وجودِ
المصريين في هذا الحصن [بعد ثورة 26 سبتمبر] فَضُّوا السُّدودَ والمدافنَ، وهَدَموا
المسجدَ الأثري وسقفَه العظيمَ بالمتفجرات، وهو اليوم أطلالٌ تردُّ صَدى أصواتِ
البُوم.
وفي (بيت ابن
مهدي) في (الحِجرةِ) اكتشفَ بعضُ مواطني (بيت ابن مهدي) من أهل قرية (حَيدرة) مآثرَ
دارٍ أثريةٍ حميريَّةٍ مدفونةٍ، أحجارُها في طول أكثر من متر منقوشٌ عليها بالخطوطِ
الحميرية المعروفة بخط المسند.
وقد نَقَلَ الشيخُ حمود الصَّبري منها
أربعةَ أحجارٍ إلى (مَفْحَق)، تبيَّن من [تلكَ الأحجار] أن البَاني لها فلان ابن
أَحْمَم (بألف، وحاء، وميمين) وهو معروفٌ إلى الآنَ بجبل (أَحْمَم) في عزلة (بيت
الجريدي)، وهو جبلٌ شَاهِقٌ، وبأعلاه مآثرُ كالسُّدود، وغيرها.
ومن الجبل
تنحدرُ الصَّبَّاباتُ العظيمةُ، وتمرُّ بوادي المَوْجِر في عُزلة (الجَحَادِب)، ثم
تنحدرُ إلى (سُردُد).
ويستخرجُ
المواطنون من بَطنِ (جبل أَحْمَم) أحجارًا صغيرةً بيضاءَ تُبَلُّ بالماءِ فتذوبُ،
ويُجَصَّصُ بها داخلَ المنازل، وهي دونَ النَّورَة دوامًا، ودون القِصِّ الحِشَيشي
النِّهمي.
* تقاليد الحيمة الخارجية الاجتماعية:
1-عاداتُ الرِّجالِ في الأعراس.
[من عاداتهم أن] يَزفُّون العريسَ [الحَرِيو] بالطَّاسَة،
والمرافع، والمزامير، والطَّماش (القرِّيح)، و[يطلقون] العيارات النَّارية،
وينشدونَ الزواملَ يعبِّرون فيها عن أفراحِهم، وكذلكَ [يُنشِدونها] عندَ عودةِ
الحجَّاجِ أو قدومِ الغائب، وفي الأعيادِ، وفي المقيل كانت عاداتُهم إلى قبل
انتشار المسجِّلات عاداتٍ جميلةً ومنسَّقةً بأسلوبٍ لطيفٍ ومحبَّب.
يبدؤون بمضغ
القات وتدخين المدايع، وينشدُ الهِجْرَةُ([31]) في أوَّلِ المقيلِ نشيدةَ (التَّحمِيد) يحمدُ الله
[فيها]، ويشكره على آلائه ونِعَمِه، ثمَّ يتبادلون المفاكهةَ المعروفةَ (بالزَّبج)
بعيدًا عن تتبُّع أي نَقصٍ أو إساءة، ثم يتلو الهجرةُ أحاديثَ نبويَّةً، ثم يتبع
ذلك شعراؤهم فيرتِّلون، وينشدون القصيدَ الشَّعبي غيبًا [عن ظهر قلب]، و[ينشدون] قصائدَ
الرَّحيلِ، وفيها ذكرٌ للقصص إمَّا عن الأسفار للحجِّ أو في الحروب أو في المناظرات
في القات أو في التنباك (أي التِّتن، أو التَّبغ)، وفي غيرها من المناظرات.
والحقيقةُ أنَّهم كانوا يقضونَ ساعاتِ المقيلِ
ممتعةً ومريحةً وفي السَّمر كذلك.
عقيبَ تناول
العشاء والقهوة ينشدُ الفقيه [الهجرةُ] تحميدته، ويستأنفون مضغَ القات.
وفي السَّاعة
الثالثة ليلًا بتوقيت الغروب تُقرعُ الطَّاسَةُ والمرافعُ قرعًا خاصًّا يسمَّى
بالتَّمْسِية، وعقبها يرفدون (الحَرِيو) بالفلوسِ كلٌّ بحسبِ رغبتهِ، وجِدَتِهِ،
وذلك الرِّفْدُ غيرُ محدودٍ، [وطريقتُه أن] يصيحَ أحدُهم والفلوسُ في يده قائلًا:
"وجَبَا للحريو من فلان ابن فلان بكذا ريال مجابرة جَبَا" فتجيبُ
المجموعةُ بقولها: "ألا وُدِين" أو "[ألا وديه] أو "تكرَّم
عليه" "أو جادَ الله عليه" وهكذا حتَّى ينتهي الجَبَا، ثم يواصلون
السَّمر بكلِّ الأفراحِ من الرَّقصِ الشَّعبي، والبرع، والتمثيليات، والنكات، والبَالَة،
التي يرتجلونَ فيها الأشعارَ بما يتناسبُ مع المقَام، والرَّزفة نوع من الزَّاملِ
مُرقَّص، وإذا دعا العريسُ أصدقاءه، وقرابَته لحضور الزفاف، ويظهرُ من دعوته أن
عندَه سِعة للتجمُّع، فإنَّهم يرفدونه بالكباش، وربما بالبقر، وبأنواع الحبوب، وبالقِشر،
وبالسَّمن وغيرها.
ورفدُ النقودِ يكونُ فوقَ ذلكَ كلِّه أحيانًا،
ويقضونَ المقيلَ والسَّمَر، وينصرفون صباحَ غَدٍ [أي صباح اليوم التالي] بعد تناول
الفطور، وأحيانًا تناول الغداء، وفي (المخلاف) و(بني سليمان) [ينصرفون] اليوم
الثالث.
2-عاداتُ النِّسَاءِ في الأعراس.
تجتمعُ النِّسَاءُ
عندَ العَروسَةِ (الحَرِيوه) فيقمنَ بزفافِها بالزغاريد، والدُّفوف، والغناء، ويمدحنَ
فيها جمالَها، وأخلاقَها، وأرومةَ أهلِها، وشمَمَهم، وأنهم، وأنهم ...الخ.
ثم يواصلنَ
الرَّقصَ في محلٍّ خَاصٍّ بهنَّ بعيدًا عن مجالسِ الرجالِ، ويرفدنها بالفلوسِ أو
بالحُليّ والحُلَل، وهكذا يكونُ بصفةٍ متبادلةٍ عند الرجالِ والنساءِ.
وهو أشبهُ بالعَطاءِ والأخذِ لا يَتخلَّصُ عن الردِّ إلا مَسلوبُ الشَّهامةِ.
وهو أشبهُ بالعَطاءِ والأخذِ لا يَتخلَّصُ عن الردِّ إلا مَسلوبُ الشَّهامةِ.
* التَّعاونُ في الحيمةِ الخارجية.
أولًا:
[تعاونُ الرِّجالِ].
كانَ الناسُ
قبلَ وجودِ الحرَّاثاتِ، و[الآلاتِ]، وسياراتِ النقلِ يجمعون الأثوار [ذكور البقرَ
تحديدًا] فيرفعون بالمحراثِ عَوثَ السَّيل عن الأموالِ [الأراضي الزراعية تُسمَّى
المال]، ويحملون الأخشابَ على كواهلهم لصاحبِ البناء، ويزيلونَ الشَّرْفَ، وهو
العفص [أوراق الذرة المتيبِّسَة] عن الذُّرة، وينقلون الأحجارَ على أكتافِهم أو
على الحميرِ، أو الجمالِ لصاحب البناء، وغير ذلك مما يحتاجُ إلى سواعد التعاون،
وكلُّ ذلك بالمجَّان، ويسمَّى بـ(العَوَانَة) المعروف في بعضِ الجهاتِ غيرِ الحيمةِ
بـ(الجايش)، ولكلِّ عملٍ [من تلك الأعمال] حَادٍ
خاصٌّ به يتناسبُ معه يردِّدونه متواصلًا.
ثانيًا:
تعاونُ النساء.
والنِّساءُ
يجتمعنَ لمساعدة العَاجزِ رَجلًا كانَ أو
امرأةً، فيقمنَ بنقلِ الشَّرْفِ، والحَطَبِ، والماءِ على رؤوسهنَّ إلى محلِّهِ على
جهةِ التَّبَادلِ [في المنفعة]، وهي صورةٌ حيَّةٌ للتعاونِ الحقيقيِّ المثمِرِ،
والتكاتف [الاجتماعي]، وتُقدَّمُ لهنَّ وجبةَ الغداءِ وللقريبِ [تُقدَّم] القهوة
فقط، ولا شيءَ على العاجز [الضعيف الحال].
* شِعرُ الحيمةِ الخَارجيةِ وشَاعِرُها.
أخبرتُكم في
أوائلِ هذا الكتابِ بأنِّي سآتيكم في آخرهِ بنبذةٍ من شِعرِ أحدِ نبلاءِ اليمنِ، وهو
الذي تُقدِّمه الحيمةُ الخارجيةُ في شعرِها [وتفخرُ به شَاعرًا وممثقَّفًا] وهو
وزيرُ([32]) الدولةِ [القاضي العلامة شمس الدين أبو محمد] أحمد
بن ناصر بن محمد بن عبد الحق [بن شايع بن علي بن العماد بن المطهر بن غالب بن
علي بن مساعد بن محمد بن غلاب بن هبة بن سالم بن إبراهيم بن مسعود بن مقبل بن كثير
بن حرب بن سِحَام بن خولان بن عبس بن خولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن
عمرو بن مرَّة بن زيد بن مالك ابن حمير] ([33]) المعروف في (صنعاء) بالمخلافي نسبةً إلى المنطقة كلِّها
[وجاء في كتاب مجموع بلدان اليمن وقبائلها: "نسبةً إلى مخلاف مَذيور"].
وقد سبقَ لي
أن أشرتُ إلى نبذةٍ من شعره [في مقال بعنوان حياة شَاعرٍ ريفيٍّ]، على صفحاتِ
جريدةِ الثَّورةِ الصَّادرة في صنعاء، في عددها رقم (1635) في يوم الخميس30 ربيع
الأول سنة 1393ه الموافق 3/ 5/ 1973م، (صفحة4).
يقولُ المخلافي:
إِنْ تغْشَنِي فِي
صِيْرَةٍ
كُربٌ أَتَتْ مُتَوالِيَةْ
فَلَسَوفَ يُفجِرُ ليلُها
والفَجْرُ يَتْلُو الغَاشِيَة
استعارَ الشَّاعرُ ظلمةَ الَّليلِ للكُرَبِ التي تَوالتْ
عليه، واستعارَ الفجرَ لانجلائها، ولا يخفى ما في ذلك من استعارة المحسوس، وهو
ظلمةُ الليل ونور الفجر للمعقول، وهو كُرَبُهُ وانجلاؤه، كما نَرى لَطيفَ
التَّوريةِ وحسنَها في قوله في عجز البيت الثاني: "والفجرُ يتلو
الغاشية" فالمعنى القريب: [الذي] أراده من التَّورية أنَّ الفجرَ يأتي في
أعقابِ الظلام الحالك، والمعنى البعيد: هو أن سورة الفجر تأتي بعد سورة الغاشية في
ترتيب سور القرآن الكريم.
نعرفُ من كلِّ هذا أنَّ رصيدَ المخلافي في العلم،
والأدب، والبلاغة، والفصاحة كانَ رصيدًا كبيرًا.
ونجدُ المخلافي في شعره يَضجُّ من ألمِ الفراقِ الذي
يقاسيه، ومن حرِّ نار الجوى، وحرقة البُعاد، ونلمسُ ذلك في شعره، وهو يكاتبُ
القاضي العلَّامة (الحسن الهَبَل) إلى (ظَفِير) حجَّة فيقول:
أيُّها الغَائبُ الذي حلَّ في الـ
قلبِ وإن غابَ شَخصُهُ عن عياني
إنَّما البُعدُ عنكَ جَذوةُ نَارٍ
ما لقلبي الرقيقِ والنِّيرانِ
لم أُطِقْ سَاعةَ الفراقِ اصطبارًا
فتواريتُ عنكَ بالكُثبانِ
آهِ من فَرْقَةِ الفُراقِ فَلا كا
نَ ولا كانَ يومُهُ فِي الزَّمانِ
كيفَ أقوى على الفراقِ وقد جَدَّ
وكفَّاي عنكَ مشغولتان
ليَ كفٌّ تَكُفُّ دَمعِي وأُخْرَى
فوقَ قَلْبِي خَوفًا مِنَ الطَّيرانِ
وقد نجدُهُ يُذِيبُ نفسَه حَسرةً بين يدي نجواه وضراعته إلى ربِّه في
ذِلَّةِ المذنِبِ، وخشوعِ المتضرِّعِ النَّادم التائب، راجيًا غفرانَ ذنوبِهِ التي
ينوءُ كاهِلُهُ عن حملِها؛ حيثُ يقول:
يا ربّ إنَّ ذنوبي سَوَّدتْ صُحُفي
وألبستني ثيابَ الذّلِّ والهونِ
ولم أزلْ بالمعاصِي عَنكَ مُبْتَعِدًا
وأنتَ بالفضلِ والإحسانِ تُدنيني
فَامنُنْ عَلَيَّ بِتَوفِيقٍ أَنَالُ بِهِ
رِضَاكَ والفوزَ في دنيايَ والدِّينِ.
انتهى.
وقد كانَ [هذا
الشِّعرُ] مِسكَ الختامِ، وخِتامَ المسكِ لما حرَّرتُه عن الحيمةِ الخارجية.
واللهُ وليُّ
التوفيقِ، وهو حسبي ونعم الوكيل والنصير.
وسبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله،
والله أكبر.
حُرِّر في شوال 1398ه الموافق شهر سبتمبر 1978م.([34])
عبد الرحمن أحمد عبد الله أبو طالب
وكُتِبَ في المخلاف بالحيمة الخارجية
* هوامش التحقيق.
([1]) هو القاضي عباس أحمد محمد أحمد مرغم، من مواليد مناخة، حراز، في عام
1945م، متزوج وله خمسة من الأولاد، حصلَ على الإجازة العالية في كلية الشريعة
والقانون، جامعة الأزهر عام 1972م، ومن قبلها تخرَّج بالثانوية العامة من الأزهر
الشريف، تلقى عددًا من الدورات التدريبية في كلٍّ من: مصر، والعراق، والمغرب،
وأمريكا، والسودان، واليمن، كما شغل عددًا من المناصب الإدارية، والتعليمية،
والقضائية منها: مدير مكتب رئيس المكتب القانوني برئاسة الجمهورية 1973، وندب
للتدريس في كلية الشريعة، وفي المعهد العالي للقضاء، وفي كلية الشرطة في عام
1974م، وهو عضو الهيئة العلمية لتقنين أحكام الشريعة الإسلامية في 22/ 5/ 1975م،
عيِّنَ وكيلًا مساعدًا بوزارة العدل في 9/ 6/ 1976م، ثم عيِّن قاضيًا بالمحكمة
العليا في 20/ 5/ 1980م، وتنقل في عددٍ من شعبِها، منها: شعبة فحص الطعون، شعبة
النقض التجارية، الشعبة الجزائية، ثم عيِّن رئيسًا للمكتب الفني بالمحكمة العليا
في 7/ 4/ 1988م، وغيرها، وهو الآن يشغل منصب رئيس المكتب الفني بالمحكمة
العليا.
([2]) بكيل: "بَطنٌ من همدان، وقبر الأخوين حاشد وبكيل في (خيوان)
كما حكاه الهمداني في صفة الجزيرة، وبلاد بكيل ما بين صنعاء وصعدة..." راجع
كتاب: "مجموع بلدان اليمن وقبائلها" للعلَّامة المؤرِّخ محمد بن أحمد
الحَجْرِي اليماني، تحقيق وتصحيح ومراجعة: القاضي إسماعيل بن علي الأكوع، دار
الحكمة اليمانية، صنعاء، ط1، 1984م، 1/126.
([3]) هذه الزيادة من كتاب "مجموع بلدان اليمن وقبائلها"،
المرجع السابق، 1/125، وجاء في معجم البلدان: "بَكِيْل بالفتح ثم الكَسرِ،
وياء ساكنة ولام: مخلاف بكيل من مخاليف اليمن يضاف إلى بكيل بن جُشم بن خيوان بن
نوف بن همدان" المرجع نفسه، 1/126، وراجع "معجم البلدان" للحَمَوي،
طبعة دار صادر، بيروت، ج1/ 475.
([4]) هي مديرية من مديريات محافظة صنعاء [وكانت المحافظةُ قديمًا
تسمَّى باللواء]، وتقع إلى الغرب من العاصمة صنعاء، يحدها من الشَّرق مديرية بني مطر،
ومن الشمال مديرية الحيمة الداخلية، ومن الغرب مديرية مناخة، ومن الجنوب (جزء من
مديرية ضوران، وجزء من مديرية جبل الشرق التابعة لمحافظة ذمار). وتبلغ مساحتها
693كم مربع، وارتفاعها عن سطح البحر يبلغ: 1539 مترًا، ويبلغ عدد سكانها (58454) نسمة في تعداد عام 2004م، عدد الذكور
منهم (29522)، وعدد الإناث (28932)، بكثافة سكانية بلغت 84,35، وعدد الأسر فيها
(8685) أُسرة.
([5]) الأخروج: ذكرها الهمداني في كتابه صفة جزيرة العرب، عند حديثه عن
بعض بلاد الحيمة واستطرادًا في مخلاف حَضُور حيث قال: "فسافلةِ حضور يناع وما
إليه تتصل ببلد الأخروج بن الغوث بن سعد، ويقال: نسب البلد إلى خَرْجَة في همدان،
والأخروج بين حضور وهوزن [لعله قصد هَوزَان المعروفة اليوم في حَراز] وهو بلد واسع
وموسطها ذات جَرْدان، وعليها النقيل إلى طريق الشجِّة الذي في رأسه هوزن، وببلد
الأخروج اليوم الصليحيون من همدان" انتهي كلام الهمداني، راجع كتاب الهمداني "صفة جزيرة العرب"، تحقيق القاضي محمد بن علي الأكوع، مكتبة الإرشاد، صنعاء،
ط1، 1410ه /1990م، ص211، وراجع أيضًا كتاب مجموع بلدان اليمن
وقبائلها، مرجع سابق 1/ 254- 255.
([6]) كان مولدُه في عام 1055ه، ووفاته في عام 1116ه، [وفي كتاب
"نسمة السحر فيمن تشيَّع وشعر" أنَّ وفاتَه كانت عام 1110ه، وفي نشر
العرف: 1114ه]، وقد ترجمَ له عددٌ كبير من المؤلفين منهم: يوسف بن يحيى الحسني
اليمني الصنعاني (ت1131ه) في كتابه نسمة السحر...، تحقيق: كامل سلمان الجبور، دار
المؤرخ العربي، بيروت، ط1، 1999م، ص302- 308، كما تجد ترجمته لدى محمد بن محمد
زبارة في كتابه "نشر العرف لنبلاء اليمن بعد الألف" 1/ 295- 300، ،
"نفحات العنبر بفضلاء اليمن في القرن الثاني عشر" (خ)، "طبقات
الزيدية"، "الطبقات" لإبراهيم بن القاسم بن المؤيد، "ملحق
البدر الطالع"، 46، "ديوان الهبل/ مقدمة الديوان" 47- 51،
و"الأعلام" ط4، 1/ 263، وغيرها.
([7]) هو "محمد بن أحمد بن الحسن بن القاسم (1047- 1130ه = 1637-
1718م)، من نسل الهادي إلى الحق، صاحب المواهب، من أئمة الزيدية، من البطاشين
الجبابرة، بُويع بعد وفاة محمد بن إسماعيل (سنة 1097ه) عقب خلاف وحروب، وانتظم له
عقد الدولة اليمانية كأسلافه لولا ثورة قام بها بعض أقربائه عليه، فاستمر إلى أن
خلع نفسه (سنة 1129ه)...بنى بلدة في ناحية رداع سماها "مدينة الخضر"
فبلغت 1200 دار، ثم هدمها، وعمر المواهب في مشارف ذمار، فاشتهر بصاحب المواهب،
وأقام وتوفي ودفن بها" راجع: الأعلام للزركلي، دار العلم للملايين، بيروت،
6/12.
([8]) المواهب: من قُرَى ذَمَار، وفيها قبر الإمام المهدي محمد بن
المهدي أحمد بن الحسن بن الإمام القاسم، "مجموع بلدان اليمن وقبائلها"،
ص723.
([9]) هو "زيد بن علي بن قيس الخَيواني اليمني الصنعاني المولد
والوفاة، عالم فقيه، أديب شاعر، مولده في شهر ربيع الأول 1172ه، نشأ بصنعاء، وأخذ
عن شيوخها حتى أصبح شاعرًا بليغًا ونحويًّا ومحققًا في الحديث، وكان من أهل
الإصلاح والنصح في عهد المتوكل والمنصور، وليَ أعمالًا إدارية وحسابية، وصحب
سميَّهُ زيد بن المتوكل على الله إسماعيل زمنًا، مات سنة 1250ه بصنعاء"، راجع
أعلام المؤلفين الزيدية، عبد السلام بن عباس الوجيه، مؤسسة الإمام زيد بن علي
الثقافية، ط1، 1999م، ص446.
([10]) يقول نشوانُ بن سعيد
الحِميرى اليمني (المتوفى: 573هـ): خولان العالية: حيٌّ من اليمن، من قضاعة من ولد
خولان بن عمرو بن الحاف ابن قضاعة، وإنما سُمُّوا خولان العالية: لأن خولان جميعًا
كانوا بمأرب بصرواح، وهو قصرٌ لهم، فارتفع بعضهم إلى جبالٍ شرقي صنعاء، فسمُّوا
خولان العالية، وبقي سائرهم بمأرب حتى خرجوا بعد ذلك إلى ناحية صعدة.
قال شاعرُ خولان العالية:
أيُّها السَّائلُ عن أنسَابِنا
نحنُ خولانُ بن عَمْرو بن قضاعَهْ
نحنُ مِن حميرَ في ذروتِها
وَلَنَا المِرباعُ فيها والرَّباعَهْ
وقيل: إن خولان العالية: هو خولان بن عمرو بن مالك بن
الحارث بن مرة بن أُدَد ابن زيد بن عمرو بن عريب بن زيد بن كهلان، لأنهم لو كانوا
من خولان قضاعة لما قيل لهم: خولان العالية، فهذا للفرق بينهم في النسب. وهذا
القول ليس بشيء لأنه خلاف قول العلماء بالأنساب، ولأن خولان العالية معترفون بأنهم
من قضاعة، ولأن اسم خولان العالية إنما أتى للفرق بين البلاد، لا للفرق بين النسب،
كما تقول العرب: طيئ السهل، وطيئ الجبل، وأزد شنوءة، وأزد عُمان، وهمدان البَون،
وهمدان الحجاز، وزبيد نجران، وزبيد اليمن، وعذر مطرة، وعذر شَعْب، ونحو ذلك. وهذا
كثير لا يُحصى، حتى إن مَنْ يجعل صعدة من خولان يقولون لمن بجبال الغور: خولان
المغرب، ولمن بنواحي صعدة خولان المشرق، ولمن أقام منهم باليمن الأقصى خولان
اليمن، ولمن بنواحي صعدة خولان الشَّام. ومن خولان العالية أبو مسلم الخولاني،
واسمه عبد الرحمن ابن مشْكَم، وكان من خيار التابعين.
راجع صفحة: أنساب وتاريخ خولان بن عامر على الرابط: https://www.facebook.com/khawlanAmer/posts/561371030579906/
([11]) قال محمدُ بن علي الأهدلي الحسيني اليمني الأزهري في كتابه: "نثر
الدرِّ المكنون من فضائل اليمن الميمون": "وعن عمرو بن عنبسة رضي الله
عنه قال: «صلَّى النبي – صلى الله عليه وآله وسلم على السُّكون والسَّكاسِكِ، وعلى
خولان العالية، وعلى الأُملوك، أملوك ردمان» رواه أحمد في مسنده في الجزء
الرابع"، انتهى كلام الأهدلي. راجع كتابه المذكور، مطبعة زهران بالتربيعة،
بمصر، ص87.
([12]) ولدَ المؤلفُ -رحمه الله- في قريةِ "يَعْدِسِ" من قسم ثُمن
مخلاف مذيور، مديرية الحيمة الخارجية، محافظة صنعاء، في 15 من شهر ذي القعدة 1340هـ،
الموافق 9/7/1922م. وقد أرَّخ لنفسِه بحسابِ الجمل بقوله: ومولـــدِي قد جـــَاءَ
في تاريخِهِ: "يغفرُ لَك"،
وهو يساوي 1340..، راجع سيرته الذاتية في ديوانه (صدى الأيام).
([13]) التواليق: جمع تالوقة، وهي شجرة معمَّرة، وسمِّي بذلك لكثرة
أشجار التالوق فيه.
([14]) ذكر الهمداني في "صفة جزيرة العرب" عددًا كبيرًا من
المخاليف نذكر منها بعضها هنا، كما وردت لديه: مخلاف شبوة، والمعافر، والجَنَد
وحدير، والسحول، واليحصبين العلو والسفل، والعود وذي رعين، وجيشان، ورداع وثاث
[ولعلها ثاه]، وكومان، ومأرب، ووصاب، والهان ومقرى، والمعلل، وصعدة، والمخلاف السُّليماني،
وذمار ومدينته، وحراز، وحضور، وعثر وحلي، وذي جرة وخولان العالية، ولاعة، وحَكَم،
ومأذَن وحملان، وجبلان العركبة، وجبلان ريمة، وغيرها.
([15]) ذكرَ المؤلفُ -رحمَهُ اللهُ- عددًا من مشائخ الحيمة الخارجية في
عصره، ومنهم الآن من صار من الأبناء أو من الأحفاد لمن ذكرَهم، ونذكرُ منهم هنا
على سبيل المثال: الشِّيخ مرشد بن مرشد غوبر، والشيخ منصور عبد الحق، والشيخ عادل
حمود الصَّبري، والشيخ صالح منصور العليي (وهو من مراغة بيت العليي)، والشيخ ربيش
علي وهبان العليي، والشيخ علي أحمد جريد، والشيخ عبد المغني داود، والشيخ طاهر علي
فقيه العِجْزِي وهنالك غيرهم من مشائخ العُزَل، وهم كَثير.
([16]) يتفرَّعُ من (وادي علي) المذكور وادٍ يسمى (وادي الخباء) وهو وادٍ يفصل بين
عزلة العِجْز، وبيت ابن مهدي، ويوجد فيه (خِلَاو الكَافر)-
هكذا تُعرَفُ
الآن- والخلاو: جَمع خَلْوَة، وهي المكان المرتفع من المنزل، أو ما يخلو فيه المرؤ
بنفسه، وكانَ لدى هذا المسمَّى بالكافر-ولعلها تسمية متأخرة- قصرٌ وسطَ (وادي
الخباء) الذي قال المؤلِّف عنه: "إنها نُقلتْ منه أربعة أحجار منقوشة بالخط
المسند".
ومن خلال مُشاهدة وليد أحمد علي الأشول
ومروان عبده علي الأشول
أثناء الزيارة
الميدانية للمكان والتصوير بتاريخ: 7 من ذي الحجة 1440ه، الموافق 8/ 8/ 2019م،
لاحظا أنَّ هذه الخلاو، وكذلك ساحة القصر قد حوَّلها القبائلُ والسكَّان في هذا
الوادي إلى أرض زراعية، وطمسوا معالمها، ونقلوا أحجارها، وعمروا بها القِسمان، والمدرجات،
والضياع، والبيوت، والباقي من معالم القصر أصبح مطمورًا، وفي هذه (الخلاو) يوجد
غُرَفٌ منحوتةٌ في الجبل، وكان لها أبواب، وما زالت آثار تلك الأبواب باقية، وقد
حوَّلها المواطنون إلى مخازن لطعام المواشي من القَصَبِ والحشيش بسبب الإهمال وعدم
اهتمام الدولة بهذه الآثار. كما يُلاحظ في تلك الخلاو الحجرية المنحوتة في الجبل
وجود كوَّة في الجدران لوضع السراج، كما يوجد بخارجها مرابط للخيول، وعددها أربع
خلاو تقريبًا.
([17]) راجع كتاب "صفة جزيرة العرب" للهمداني، مرجع سابق، ص210 -211،
وراجع أيضًا "مجموع بلدان اليمن وقبائلها"، مرجع سابق، ص276- 277.
([18]) صباح: في وادي الموجر
الذي يمتدُّ من علسان حتى يلتقي بوادي سردد، وكان يسمى قديمًا وادي السيسبان، ويوجد فيه باب صباح:
ويقال إنه ينسب إلى "صابح بن حضور"، ويسمَّى الآن (وادي صباح)، ويقع
جنوب (جبل دروان) في الموجر.
([19]) بحسب الموجود الآن الذي وافاني به وليد الأشول عند البحث والنزول الميداني
للحجرة، وبيت ابن مهدي: فإن (بني شداد) ليست عزلة، وإنما هي قرية تتبع عزلة (بني
منصور) التي لم يذكرها المؤلّف ضِمنَ عِزَل الحِجْرَةِ، لذا لزم التوضيح
[المحقِّق].
([20]) ما تزال القصيدةُ مخطوطةً، كما أن شعره لم يُجمع بعدُ، ونهيب بالأدباء
والباحثين والمهتمين في الحيمة الخارجية ومن لهم علاقة بعانز وبآل داود أن يجمعوا
شعره الشعبي قبل أن يُنسى وينتهي من الذاكرة الشعبية والذائقة الجَمعية عند كبار
السن، هذا فضلا عن أن يكون قد كُتب بعض شعره هنا وهناك وهو شعر شعبي يستحق
الاهتمام والدراسة والجمع، وقد أعدَّها المحقِّقُ وشرحها في حلقةٍ كاملةٍ بثَّتها إذاعة
صنعاء في برنامج (حُمَينيّات) الذي كان يعدُّه الأديبُ جمال الرُّميم، ويقدِّمهُ
الأستاذ علي أحمد السياني، وفاتن اليوسفي، ومن إخراج: عبد الله علي السَّرحي،
ومطلعها:
أحمدك يا من لك الألطافْ تَسرِي
يا عظيمَ الشَّانِ يا عالمْ بِسرِّي
أرتجي من فضل جودك دفع ضُرِّي
ها أنا واقف ببابك طول دهري
وانت لا يخفى عليك يا ربّ حالي
غارتك
يا ربِّ في أدنى الضلالِ
([21]) جعَّيرة: من بلدان ريمة
قرب سِهَام، راجع "مجموع بلدان اليمن وقبائلها"، مرجع سابق، ص190.
([22]) وعند الرُّجوعِ إلى كتاب
"الإكليل" الجزء الثاني وجدتُ أنَّ المحقِّقَ الأكوع قد تراجع عن هذا
القول، وقد استعرضَ الأمرَ بقوله: "كان الأصلين بعلسان بتقديم العين المهملة
على اللام، وبعد البحث المتواصل لم نعثر على ما تطمئنُّ إليه النَّفسُ فصحَّحناه
كما في المتن بتقديم اللام على العين المهملة (لعسان) من صفة جزيرة العرب ومن
القاموس، ومن الأنساب أن لعسان من ولد عك بن عدنان، وقد عدَّد المؤلفُ في كتابه
المذكور من مواطن لعسان، وأنها في سهام وحراز جبال حراز، قال الشاعر المشهور عبد
الرحمن البرعي:
[أقولُ: لعلَّه قصد عبد الرحيم]:
ولعسان ثم سردد ومور
وفي حيران غار بني الرسوم
ثم يقولُ الأكوعُ: "أخيرًا: ثَبَتَ أنَّهُ (عَلَسَان)
بتقديم العين المهملة على اللام، وهو موضع بالحيمة، انظرْ "صفة جزيرة العرب"
بإخراجنا، ص230، وعليه صحَّحنا". انتهى كلام المحقق محمد بن علي الأكوع،
وبهذا يتبيَّن أنه عدَّلها وصحَّحها، راجع كتاب الإكليل، الجزء الثاني، طباعة
وزارة الثقافة والسياحة اليمنية، عام 2004، هامش رقم (8) صفحة218.
([23]) المنار: "في اليمنِ جُملةُ جِبَالٍ مُسمَّاة بالمنار، كمنار
بعدان، ومنار آنس، ومنار ريمة، وغير ذلك، قيل: إنها كانت توقد بها النَّار إذا
أراد ملوكُ اليمن اجتماعَ القبائل من نواحي اليمن يأمر الملك بإيقاد النار في أقرب
جبلٍ إليه، فتوقد الجبال الآخرة، فتسارعُ القبائلُ إلى الاجتماع"، راجع
"مجموع بلدان اليمن وقبائلها"، مرجع سابق، ص719.
([24]) المرجوعُ: هو نفقاتُ الغَداءِ والقاتِ في العُرس.
([25]) هو (حديثٌ مرفوع): "تَنَاكَحُوا تَنَاسَلُوا أُبَاهِي بِكُمْ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، جاء معناه عن جماعة من الصَّحابة، فأخرج أبو داود والنسائي
والبيهقي وغيرهم من حديث معقل بن يسار مرفوعا: تزوجوا الولود الودود، فإني مكاثرٌ بكم
الأمم، ولأحمد وسعيد بن منصور والطبراني في الأوسط والبيهقي وآخرين من حديث حفص بن
عمر بن أخي أنس عن عمه أنس قال: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يأمر بالباءة،
وينهى عن التبتل نهيًا شديدًا، ويقول: تزوجوا الوَدود الوَلود، فإني مكاثر بكم الأمم
يوم القيامة، وصححه ابن حبان، والحاكم، ولابن ماجه من حديث عطاء بن أبي رباح، عن أبي
هريرة رفعه: انكحوا فإني مكاثر بكم". راجع موسوعة الحديث على الرابط: https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?hflag=1&bk_no=1849&pid=908955
([26]) الحدبار: الناقةُ الضَّامرةُ، كالحِدبيرِ، والتي ذَهَبَ
سَنامُها، والسَّنَةُ الجَدْبَةُ، والأَكَمَةُ، أو النَّشْزُ من الأرضِ، جمعُ
الكلِّ: حَدابيرُ، راجع القاموس المحيط: مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي،
تحقيق مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة، إشراف: محمد نعيم العرقسوسي، مؤسسة
الرِّسالة، بيروت، ط8، 2005م، ص373، مادة (حدر).
([27]) تبلغ مساحتها (693) كم مربع.
([28]) المرحلة: تعني سفر نهار كامل سيرًا على الأقدام.
([29]) القَضَاضُ: هو عبارةٌ عن خَليطٍ من مادتين طبيعيتين، تتمثَّل في (الحَجَر
البركاني)، و(النُّورة) المطحونة (الجير المطفي)، ويتم خلط المادتين بنسبٍ معيَّنةٍ
بالماء، وبعد عملية التحضير والمعالجة التي تستمر لعدة أيام يشكل الخليط خلطةً طبيعية
ذو خاصية إسمنتية عالية، وقد عرفه اليمنيون واستخدموه في بنائهم منذ أقدم العصور،
وما تزال المباني الأثرية شاهدة على قوته واستمرارية صلابته حتى اليوم.
([30]) تلك كانت الحصون الكُبرى والرئيسة في الحيمة الخارجية -كما رصدها المؤلف-
وثمة حصون أصغر منها: مثل (حصن العجز) المشرف على طريق التجارة القديمة والجديدة، و(حصن بيت غانم)، في (المصنعة)، و(حصن بيت
القُمَّلي) أسفل (سوق الصَّميل)، و(حصن بيت غوبر) في (خميس مذيور)، ويعتبر حصن غوبر
من المعالم الأُثرية والتاريخية؛ ولكنه أُهمل، وغيرها من الحصون والقلاع. راجع:
موقع المركز الوطني للمعلومات، على الرابط: http://www.yemen-nic.info/contents/Tourism/detail.php?ID=7590
([31]) الهِجْرَةُ: هو فقيه القريةِ من أبناء القبائل وقد يكون من السَّادة (الهاشميين)، ويسمَّى
هِجرة لمكانتِه بينهم، واحترامهم له، فلا يُفرضُ عليه الغُرم الذي يدفعه الرعية،
بل يكون مُهجَّرا بينهم ومحترمًا، ويُعطى حقَّه من السَّمن والعسل والحبوب واللحم
كهديَّةٍ له لما يقوم به من التعليم للصغار، والصلاة بهم والإنشاد في المناسبات،
ويتَّصفُ الهجرة بأنَّهُ شخصٌ متعلِّمٌ "متفقِّه في الدين، عارفٌ بالتقاليد
والأعراف الاجتماعية، حسنُ الصوتِ والكتابة، وبارعٌ في حلِّ القضايا بين الناس،
متقيّدًا بالسلوك الحميد، وببعض المظاهر في الملبس، وغيرها من الصفات الاجتماعية
المحترمة، وأما كون بلدتهم أو ديارهم مُهجَّرة وتسمَّى (هِجْرَة) فإن ذلك يعني ألا
تغزى ولاتتعرض لمعرَّة جيش أو قوم، وألا يُسفك فيها دمٌ أخذًا لثأرٍ، بله
عدوانًا" راجع أيضا المعجم اليمني في اللغة والتراث: مطهر علي الإرياني، ج2/ص1050.
([32]) ذكرَ
في شعره أنه كان وزيرًا للمؤيد فقال:
وكنتُ وزيرًا للمؤيَّدِ
صالحًا
وكَمْ مِن وَزِيرٍ
جَاهلٍ يَحمِلُ الوِزرا
([33]) راجع كتاب نسمة السحر...، مرجع سبق ذكره، ص 302.
([34]) ملاحظة: تَسنَّى لي معرفة أقاصي الحيمة الخارجية عند أن كلَّفتني
الدَّولةُ غيرَ مرَّةٍ بمرافقة خبراء جيولوجيين، أو فنِّيين أو زراعيِّين.
* جزء من مراجع التحقيق.
1.
الأعلام: خير
الدين بن محمود الزركلي، دار العلم للملايين، بيروت، ط15، 2002م.
2.
أعلام
المؤلفين الزيدية: عبد السلام بن عباس الوجيه، مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية،
صنعاء، ط1، 1999م.
3. الإكليل: الهمداني، تحقيق محمد بن علي الأكوع، وزارة
الثقافة والسياحة اليمنية، صنعاء، ط2، 2004م، الجزء الثاني.
4.
ديوان صدى
الأيام: عبد الرحمن أبو طالب، دار الغناء، القاهرة، ط1، 2002م.
5.
ديوان الهبل:
تحقيق: أحمد بن محمد الشامي، الناشر الدار اليمنية للنشر والتوزيع، صنعاء، ودار
المناهل، بيروت، ط2، 1987م.
6.
صفة جزيرة
العرب"، الهمداني، تحقيق القاضي
محمد بن علي الأكوع، مكتبة الإرشاد، صنعاء، ط1، 1410ه /1990م.
7.
القاموس
المحيط: مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي، تحقيق مكتب تحقيق التراث في مؤسسة
الرسالة، إشراف: محمد نعيم العرقسوسي، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط8، 2005م.
8. مجموع
بلدان اليمن وقبائلها: محمد بن أحمد الحَجْرِي اليماني، تحقيق وتصحيح ومراجعة:
القاضي إسماعيل بن علي الأكوع، دار الحكمة اليمانية، صنعاء، ط1، 1984م.
9.
معجم البلدان:
ياقوت الحَمَوي، دار صادر، بيروت، ط2، 1995م.
10. المعجم اليمني في اللغة والتراث: مطهر علي الإرياني، مؤسسة الميثاق للطباعة والنشر، صنعاء، ط2، 2012م.
10. المعجم اليمني في اللغة والتراث: مطهر علي الإرياني، مؤسسة الميثاق للطباعة والنشر، صنعاء، ط2، 2012م.
11. نثر الدرِّ المكنون من فضائل اليمن الميمون: محمدُ بن
علي الأهدلي الحسيني اليمني الأزهري، مطبعة زهران بالتربيعة، بمصر.
12.
نسمة السَّحر
فيمن تشيَّع وشعر: يوسف بن يحيى الحسني اليمني الصنعاني، تحقيق: كامل سلمان
الجبور، دار المؤرخ العربي، بيروت، ط1، 1999م.
مواقع الإنترنت:
- أنساب وتاريخ خولان بن عامر: على
الرابط: https://www.facebook.com/khawlanAmer/posts/561371030579906/
- موسوعة الحديث: على الرابط: https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?hflag=1&bk_no=1849&pid=908955
- المركز الوطني للمعلومات: على الرابط: http://www.yemen-nic.info/contents/Tourism/detail.php?ID=7590
******
1- كتاب في النَّحو بعنوان (التُّحفَةً السَّنيَّة لمعرفةِ معاني الحروف النحوية)، يمكن الاطلاع عليه أو تحميله من خلال الرابط الآتي:
2- ديوان شعر بعنوان (صدى الأيام)، يمكن الاطلاع عليه أو تحميله من خلال الرابط الآتي:
ماشاء الله عليك يا دكتور ابراهيم انت فخر كل يمني
ردحذفشكرا لك ولمرورك الجميل.. بارك الله فيك
حذففين حقوق التصوير الصورة تبع جبل الطيال من تصويري عبدالحميد الجبري ملتقطة من قرية الفرع بني جبر والصورة التي تليها في حيود الطيال الشناصب ويسما بالشيخين ارجو ذكر اسمي تحت الصورة
ردحذفحياك الله يا عبد الحميد .. تم أخذ الصورة من النت، ولو أحببتَ حذفناها، نحن لم نذكر اسم أي مصوِّر، وهناك أكثر من 100صورة في المقال، وإنما وضعت للتوضيح.. ولك الشكر!
حذفاولا هذا يسمى كِبر وغرور
حذفثانيا يا شيخ ابراهيم
ممكن تعرفنا على اصلك ونسبك ومن اين انت
ثالثا ممكن تعطينا دليل يثبت ان بيت المشرعي اول من سكن الحيمة الخارجية اين الاثار اين البيوت القديمة اين المساجد اين انت
حذفنحنا نعرف كل شيء اما ان تتكلموا بالتاريخ الصحيح او لا تتكلموا
نحنا نعرف ونسمع ان اول من سكن الحيمة الخارجية هم بيت المخلافي منهم من حكم في زبيد منهم من حكم في بندر عدن .......
منهم من سافر الى السعودية منهم من سافر الى العراق منهم من انتقل من الحيمة الى بعدان منهم من انتقل الى خولان
قصدك ان مافي حدا يقرأ التاريخ غيركم ولا أيش
طيب لما ذكرت بيت المخلافي
ليش ماتتكلم عن الاسرة اللي انتقلت من المحويت الى بيت المخلافي لقبهم الحيمي
ليش ماتتكلم عن اسرة القمادي اللي سكنت في بيت المخلافي
يااستاذ ابراهيم نعرف انك غايب عن الوطن لذلك انت تعرف اصل بيت المخلافي اطلاله بيت المخلافي
اطلاله البيت الكبير
البركة حق البيت الكبير مؤرخ فيها ٢٠٧هـ
الغيل حق بيت المخلافي تاريخ قوي بعيد
سلام✋
احسنت وبارك الله فيك بحث جدا قيم ومعلومات لم نكن نعرفها شكرا لك
ردحذفوشكرا لك على القراءة! وسيكون الكتاب الورقي -إن شاء الله- أكثر إتقانًا وفيه مادة علمية شاملة عن الحيمة الخارجية الإنسان والمكان..
حذفشكراً ل جهودكم المبذوله ونقدر لكم ما قمتم به من جهد جبار وفقكم الله
ردحذفاخي الكريم بيت حاشيه مش مذكور ب المقال ولا انا كنت اقراء بسرعه ما لاحظت معا العلم اني اكملة المقال واعجبني يشهد الله عرفة عن ناس ماكنت اعرفهم واماكن ما اعرفها واشياء كثير بطريقة السرد المميزه
شكرا لمرورك وتعليقك بالنسبة لبيت حاشية وغيرها من الأسر غير المذكورة تواصل بي عدد من أبناء تلك الأسر بحسب عزلهم التي يسكنون فيها وسنضيف في الكتاب المطبوع إن شاء الله ما وصلنا منهم.. تحياتي
حذفبيت محاوش مش مذكور
ردحذفتجد ذكرهم في الكتاب المطبوع بشكله النهائي
حذفوالتعريف بهم
يمكنك مراجعة الكتاب
شكرًا لاهتمامك!
الحاج المنضال الشيخ حسين نوري محمد النوري مذكرش كان قلم الحمتين والشيخ حمود الصبري عضماء
ردحذفرحمه الله
حذفتجد ذكره في الكتاب المطبوع بشكله النهائي
والتعريف به
يمكنك مراجعة الكتاب
شكرًا لاهتمامك!
كتب الله اجركم،، ونشكركم جزيل الشكر والتقدير والاحترام،، اخوكم ابوجبريل يحيى عبدالوهاب علي العليي اجتماعي المديرية
ردحذفحياك الله ولك التحية
حذفوفي الكتاب أضعاف هذه المعلومات
يمكن العودة إليه وهو متاح في أول رابط!
الاخ الدكتور الباحث جزاك الله الف خير على هذا الجهد الكبير وهذا البحث ..ولكني اطلب معروف منكم بحكم معرفتكم بالقاضي عباس مرغم ..اذا كان على علم بأولاد وذرية صالح يحيى مهدي شرف الدين من ابناء وسادة الحيمة الخارجية ..لان لنا قصة وموضوع كبير عنهم وبحكم ماعرفت من تعريفك للقاضي عباس مرغم انه من حراز ..لماذا اهتم بموضوع بحثكم وحثكم على الكتابة عن الحيمة الخارجية
ردحذفحياك الله وشكرا لقراءتك
حذفأعرف القاضي وفي المقدمة ما يدل على موضوع الكتاب وقد ذكرناه مفصلا
ولكني لم أفهم مرادك من كلامك وما المقصود منه؟!
الاخ الدكتور الباحث جزاك الله الف خير على هذا الجهد الكبير وهذا البحث ..ولكني اطلب معروف منكم بحكم معرفتكم بالقاضي عباس مرغم ..اذا كان على علم بأولاد وذرية صالح يحيى مهدي شرف الدين من ابناء وسادة الحيمة الخارجية ..لان لنا قصة وموضوع كبير عنهم وبحكم ماعرفت من تعريفك للقاضي عباس مرغم انه من حراز ..لماذا اهتم بموضوع بحثكم وحثكم على الكتابة عن الحيمة الخارجية
ردحذفمكرر
ردحذفعمل رائع فيه كم هائل من المعلومات .. بُورِكت جهودكم
ردحذفشكر الله لكَ وبوركتَ!
حذفالف شكر على هذا العمل الجميل والرائع وحقيقة استفدت منه معلومات لم نكن نعرف منها شيء... ربنا يوفقك ويكتب أجرك... اذا ممكن أنك تعطيني اسم كتاب يحتوي على معلومات عن الحيمة الداخليه يكون مماثل لمثل هذا العمل فألف شكر لك
ردحذفالف شكر ومحبه يادكتور حفظك الرحمن وجزاك الله خير. عمل جميل ورائع استفدت الكثير من المعلومات المهمه.... ياحبذا لو ترشدني عن عمل مماثل لهذا الكتاب بس يكون عن الحيمة الداخلية ولك جزيل الشكر والتقدير
ردحذفحياك الله.. وأشكر لك انطباعك. وحقيقة لا أعرف إن كان هناك عمل مماثل عن الحيمة الداخلية.. وهي تستحق التعريف بها أرضا وإنسانا.. ولعل أحد أبنائها النابهين ينهض بذلك.
حذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفبيت الحيمي من الحيمه الخارجيه في الجوف ذوحسين منهم العلامه الحسن بن علي الحيمي
ردحذفما هو نسب عزلة بني برة ؟ ما هو مذكور لو تكرمت دكتور بالاجابة
ردحذففي نقص كثير من عزلة بني سليمان فمثلا ما ذكرث بيت المعمري بني دهمان بيت مجلي ودغشة الغرقه ما ذكرتها نهائيآ
ردحذفاما الحصون في ما ذكرت أهم حصن الي هو حصن بني سليمان الواقع ما بين بيت مجلي وبني دهمان عندك نقص كثير كلمتك بالمنطقه الي اعرفها.
بس عندي تعديل طبعا آل السويدي هم ساده وجدهم ارتحل من العراق إلى صعده ومن صعده إلى صنعاء (الحيمه)
ردحذف