15- الأستاذ الدكتور صلاح فضل (عينُ النَّقدِ الذي جعل لغةَ الناقدِ موازيةً للغةِ المبدع)


***************
- من هؤلاء تعلمتُ-
*سيرة ذاتغيرية*
(الحلقة الخامسة عشرة، مجلة أقلام عربية، العدد (37)، نوفمبر 2019م، ربيع الأول 1441هـ.)
الأستاذ الدكتور/صلاح فضل
 (عينُ النَّقدِ الذي جعل لغةَ الناقدِ موازيةً للغةِ المبدع)
************
يمتلكُ حضورًا مُدهشًا وروحًا جميلةً، لا تفارقُ الابتسامةُ محياهُ حين يدخل على طلابه في قاعة الدرس يشعُّ جوٌّ من الودِّ والجمالِ والمهابة في الوقت ذاته، بأسلوبه الهادئ ورصانته الوقورة، وحضور بديهته، وخفَّة الدم المصرية التي تصنع المفارقة الذكية المضحكة، والجو الذي يكسر جمود اللحظة أو رتابة المحاضرة وجفافها، تسبقه سمعتُه الكبيرة واسمُه المحلِّقُ في فضاء الدراسات النقدية والأدبية، بل قل: يسبقه السبقُ الذي حقَّقه في تأسيس الدراسات البنيوية وريادتها في الوطن العربي؛ حيثُ لا يمكن لدارس الأدب الحديث تجاوز كتابه (النظرية البنائية في النقد الأدبي)، ولا كتاب (بلاغة النصِّ وعلم الخطاب) وهما من الكتب التأسيسية المهمِّة جدًا في ميدانهما وفي التعريف والتنظير في النقد الحديث، هذا فضلًا عن الدراسات التحليلية ومتابعة المشهد الإبداعي العربي والمصري بدراسات تطبيقية لفك شفرات النصِّ من خلال المنهج السيميائي وغيره من المناهج النصيَّة المعاصرة.

حديثنا اليوم عن الأستاذ الدكتور (محمد صلاح الدين فضل) أحد النقاد العرب الكبار والأساتذة الجامعيين الذين يشار إليهم بالبنان، إنَّه أستاذٌ جامعيٌّ حصيف، وناقدٌ عربي كبيرٌ يفخر طلابه بالتلقي على يديه، وأمَّا من حظي بالإشراف عليه من قبل هذا الأستاذ فكأنَّما سجَّل علامةً علميَّة شهيرة، قد تفتح له الجامعات العربية فيما بعد أبوابها وبخاصَّة ممن سيدرس لديه في معهد الدراسات والبحوث العربية الذي يقبل الطلاب العرب من مختلف البلدان العربية والأفريقية أيضًا، والسعي إلى تلك الغاية هي مقصد الطلاب الذين يمَّموا شطر مصر الكنانة لطلب العلم والحصول على الشهادات العليا.
أستاذنا الدكتور صلاح فضل عَلَمٌ لا يُعرَّفُ واسمٌ تسبقه المعرفة ويسابقها، ولكن لا بدَّ من إطلاعكَ أيها القارئ الكريم على طَرفٍ من سيرته الفارهة النابهة قبل الحديث عن المواطن والمواقف التي جمعتني به، وعلَّمتني عددًا من القيم، والمعارف، والدروس، والأخلاق النبيلة.
ولِدَ الأستاذُ الدكتور صلاح فضل في قرية تُسمَّى (شباس الشهداء) تقع في وسط الدلتا من جمهورية مصر العربية، وذلك في 21 مارس عام 1938م. اجتاز المراحل التعليمية الأولى الابتدائية، والثانوية بالمعاهد الأزهرية. وحصل على ليسانس كلية دار العلوم بجامعة القاهرة عام 1962م. وعمل معيدًا بالكلية ذاتها منذ تخرجه حتى عام 1965م. أُوفِد في بعثة للدراسات العليا إلى (أسبانيا) وحصل على دكتوراه الدولة في الآداب من جامعة مدريد المركزية عام 1972م. عمل في أثناء بعثته مُدرِّسًا للأدب العربي والترجمة بكلية الفلسفة والآداب بجامعة مدريد منذ عام 1968م حتى عام 1972م. وتعاقد خلال الفترة نفسها مع المجلس الأعلى للبحث العلمي في أسبانيا للمساهمة في إحياء تراث (ابن رشد) الفلسفي ونشره. وعند عودته من الابتعاث عمل أستاذًا للأدب والنقد بكُلِّيتي اللغة العربية والبنات بجامعة الأزهر. وعمل أستاذًا زائرًا بكلية المكسيك للدراسات العليا منذ عام 1974م حتى عام 1977م. أنشأ خلال وجوده بالمكسيك قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة المكسيك المستقلة عام 1975م. ثم انتقل للعمل أستاذًا للنقد الأدبي والأدب المقارن بكلية الآداب بجامعة عين شمس منذ عام 1979م حتى الآن. انتدِبَ مستشارًا ثقافيًّا لمصر، ومديرًا للمعهد المصري للدراسات الإسلامية بمدريد بأسبانيا منذ عام 1980م حتى عام 1985م. رأسَ في هذه الأثناء تحرير مجلة المعهد المصري للدراسات الإسلامية بمدريد. اختير أستاذًا شَرفيًّا للدراسات العليا بجامعة مدريد المستقلة. انتُدِبَ بعد عودته إلى مصر عميدًا للمعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون بمصر منذ عام 1985م حتى عام 1988م. وعمل أستاذًا زائرًا بجامعات صنعاء باليمن، والبحرين حتى عام 1994م. كما عمل أستاذًا للنقد الأدبي والأدب المقارن بكلية الآداب بجامعة عين شمس ورئيسًا لقسم اللغة العربية، وهو الآن أستاذ متفرغ فيها.
وأمَّا عن نشاطه الأكاديمي والثقافي فحدِّث ولا حرج، وسنقف عند أبرز تلك المحطات والنشاطات، حيثُ شارك في اللجنة التنفيذية العليا لمؤتمر المستشرقين الذي عُقد في المكسيك 1975م. ثم شارك في تأسيس مجلة "فصول" للنقد الأدبي، وعمل نائبًا لرئيس تحريرها أستاذنا الدكتور عز الدين إسماعيل على فترات متفاوتة منذ 1980م حتى 1990م. ثم اختير عضوًا شرفيًّا بالجمعية الأكاديمية التاريخية الأسبانية. وشارك في تأسيس الجمعية المصرية للنقد الأدبي وعمل رئيسًا لها منذ 1989م. وهو عضو في المجلس الأعلى للثقافة والإعلام بالمجالس القومية المتخصِّصة، وعضو شعبتي الثقافة، والأدب. وأكاديميًّا هو عضو اللجنة العلمية العليا لترقية الأساتذة في الجامعات المصرية. ورئيس اللجنة العلمية لموسوعة أعلام علماء وأدباء العرب والمسلمين بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم. ومستشار مكتبة الإسكندرية منذ عام 2003م. وقد انتُخِب عضوًا بالمجمع العلمي المصري عام 2005م. كما انتخب عضوًا بمجمع اللغة العربية عام 2003م، في المكان الذي خلا بوفاة الدكتور بدوي طبانة رحمه الله. وقد أشرف على مجموعة من السلاسل في الهيئة المصرية العامة للكتاب، مثل: سلسلة دراسات أدبية، ونقاد الأدب. كما أسهم في إقامةِ عددٍ من المؤتمرات العلمية والنقدية، وأدارها في مصر، وأسبانيا، والبحرين، وشارك في معظم الملتقيات العلمية العربية، وشارك في برنامج (أمير الشعراء) منذ تأسيسه عام 2007م. كما استحق جائزتين قيِّمتين هما:جائزة البابطين للإبداع في نقد الشعر، عام 1997م. وجائزة الدولة التقديرية في الآداب، عام 2000م.
دَرَسْتُ على يديه مُقرَّر (مناهج النقد الأدبي) في الفصل التَّخصُّصي الثاني من السَّنة الأولى 1999/ 2000م في معهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة أثناء دراستي لدبلوم الدراسات العربية العليا في قسم البحوث والدراسات الأدبية واللغوية، قبل انتقالي إلى جامعة القاهرة لمواصلة الماجستير، وقد تخرَّجت فيه -بحمد الله وتوفيقه- بتقدير ممتاز (92 %) كأوَّل طالب يمني ينال هذا التقدير، وكنت الأول على دفعتي في ذلك العام 2001م.
 وبالمناسبة فقد تخرج في هذا القسم العريق (511) طالبًا وطالبة خلال خمسين عامًا –بحسب إحصاءات الكتاب الصادر بمناسبة اليوبيل الذهبي للمعهد 1952 - 2002م، منهم (24) طالبًا حصلوا على تقدير (ممتاز) من أقطار عربية مختلفة، ومنهم من صار من أساتذة الجامعات، ومن رجال الثقافة والسياسة والإعلام نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: سمير قطامي، أد.يوسف بكَّار، أد.شكري عزيز الماضي، أد.عبد الرضا علي (رحمه الله)، د. عثمان بدري، د.صلاح البردويل، د.جعفر صادق حمودي، د.معاذ جميل الحياري وغيرهم.
لا أنسى مقدار الفائدة العلمية التي تلقيتها على يد هذا الأستاذ الكبير، حيث درَّس لنا كتابه المعروف (مناهج النقد المعاصر).
 وتلقيناه منه تلقيًا مباشرًا، فتعلمنا المناهج السياقية التي اهتمت بما هو خارج النص كالمنهج التاريخي والاجتماعي والنفسي وغيرها، ثم المناهج النصِّية التي أفرزتها البنيوية والدرس اللساني الحديث وما بعدها من مناهج ما بعد البنيوية، وكم أفدنا من معرفة المناهج السيميائية والتفكيكية وغيرها، وكانت لتلك المحاضرات آثارها المهمة في التكوين والتشكيل العلمي والنقدي، كما أن أستاذنا لم يقف على كتاب واحد في تدريسنا لذلك المقرر، بل مضى بنا إلى كُتب أخرى في التطبيق على تلك المناهج، وكان من أهمها: كتابه (أساليب السرد في الرواية العربية).
 و(شفرات النص؛ دراسة سيميولوجية في شعرية القصِّ والقصيد)، و(تحولات الشعرية العربية)، وعلى قدر ما وجدناه من كثافة وغزارة في التنظير والتطبيق في هذه الكتب التي يفترض بنا استيعابها وهضمها لغرض التعلُّم وتحصيل المعدَّل والنجاح إلا أنها قد تركت فينا أثرًا محمودًا في منهجها، وأسلوب عرضها، وطبيعة لغتها التي يتميَّز بها أستاذنا في تحليله وتناوله لزوايا الموضوعات التي تحتاج إلى فكٍّ في شفراتها، وتأمُّل في طبيعتها الإبداعية بما يُسلِمُ للقارئ من مفاتيح للنص تجعله يلج إليه في مناوشات ومقاربات هي إلى إنتاج دلالات جديدة أقرب منها إلى فرض وجهة نظر أحادية أو قراءة نهائية للنص الإبداعي الحقيقي سواء أكان سردًا أم شعرًا.
كانت لمحاضراته في المعهد خصوصيتها ولمناقشاته وإشرافه على الرسائل الأكاديمية من ماجستير ودكتوراه أثرها الكبير في تشكيل الطلاب وتكوينهم البحثي، وكان لمن يظفر منهم بموافقته على الإشراف عليه ميزة يتفرَّد بها مستواه وموضوعه عن الآخرين، فلم يكن يقبل بأي موضوع إلا إن كانت له وجاهته المهمة ومنهجيته الحديثة المتناسبة مع فكر أستاذنا العلمي والمنهجي.
بعد ثلاثة أعوام انتهيتُ من أطروحتي في الماجستير في كلية الآداب جامعة القاهرة مع أستاذي طيِّب الذكر د.عبد المنعم تليمة غفر الله له ورحمه.
 فأردتُ أن أمزج بين مدرستين نقديتين وعلميتين يمثِّلان القمَّة في المؤسسة الأكاديمية المصرية وهما: جامعة القاهرة، وجامعة عين شمس، وليس ذلك لشيء إلا للاستفادة الأكثر ولتنويع المدارس والمشرفين فتواصلتُ مع أستاذنا الدكتور صلاح فضل الذي لم أنقطع عنه طيلة الفترة السابقة بحضور نشاطاته في المجلس الأعلى للثقافة أو حين كان رئيسًا لدار الكتب والوثائق القومية أو في الجمعية المصرية للنقد الأدبي وغيرها من الفعاليات التي كان أستاذنا يملؤها فكرًا ونقدًا وحضورًا بهيّا.
اتصلتُ به وقابلته في مكتبه في جامعة عين شمس، وقبلها حضرتُ معه محاضرة لطلاب الليسانس الذين ازدحمتْ بهم القاعة، وكانت محاضرةً جميلة تعلمتُ فيها ولاحظتُ عن كثب تعامل أستاذنا الكبير وصبره على طلابه المتعطشين للمعرفة وأسئلتهم البسيطة التي ردَّ عليها بكلِّ تواضعٍ وعلمٍ وإفادةٍ، ومن أطرف ما لفت انتباهي تبسيطه للمفاهيم الكبيرة والصعبة لطلاب الدراسات الأوليِّة حين سُئل عن الناقد البنيوي؛ وكيف أنه لا يهتم بحياة المؤلف ومرجعية النصِّ؟ فردَّ بأنه يهتم ويقرأ ذلك ليستفيد منه في التحليل، ولكنه يركِّز على النصِّ من داخله، ويختم قوله بتشبيه ظريف "بأنه كالقطِّة يأكل وينكر". وحين انتهت المحاضرة التقيتُه في مكتبه حيثُ رحَّب بي، واتفقنا على البدء في إعداد خطة البحث المقترح الذي اخترتُ أن يكون عن السياسات وخطاب القمع في الرواية العربية، وبدأتُ في الإجراءات والقراءة وإعداد الخطة لأكثر من شهرين، ولأنِّي اخترتُ أستاذي الذي لا أريد سواه ومن أجله أجَّلتُ فكرة المواصلة في آداب القاهرة.

 دون أن يكون ذلك بشكل رسمي أو نهائي في التحويل، وكتبتُ على صفحة عنوان الخطة اسمه كمشرف على الأطروحة، وهذا ما اعتبره مجلس القسم مخالفًا، وكانت المسألة بسيطة لو لم تكن هنالك ما أدركتُه فيما بعد من حساسية وصراعٍ داخل القسم، ومن جوٍّ لم يكن رائقًا بين أساتذته على الأقل لم يكونوا بنفس تناغم أساتذة قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة القاهرة الذين يمتازون بالروح الودودة والتآلف والمودَّة فيما بينهم، هذا ما لمستُه منهم، وهو ظاهرهم، فلا تظهر فيهم صراعات المدارس الفكرية واتجاهاتها بحدَّةٍ واضحةٍ. تلك الصراعات والاختلافات التي من أجلها خلقنا الله (وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ) والتي لا يسلم منها العلماء، ولا أصحاب المهنة الواحدة، كما لا يخلو منها أيُّ عصر وزمان، وتلك طبيعة الإنسان، وكانوا قد أرادوا ألّا أحدِّد مشرفًا وأجعل الخطة غفلًا عن اسمٍ معينٍ وللقسم تحديده، وما دروا – أو أنهم دروا- أني ما قصدتُ من قسمِهم إلا (صلاحَه) وما يممتُ إلا (فضلَه) فلملمتُ أوراقي وقفلتُ راجعًا إلى كلِّيتي والعود أحمد؛ حيثُ أكملت فيها رحلتي العلمية للدكتوراه معتزًّا بها، وبأساتذتها، وبأصدقائي فيها، وبمشرفي الإنسان النبيل والناقد الجليل الأستاذ الدكتور عبد المنعم تليمة – تلميذ تلميذة طه حسين د.سهير القلماوي- وتبادلتُ مع أستاذنا الخلوق المتميز الدكتور صلاح فضل الأسف على عدم المواصلة؛ وكان يا ما كان.
وظلَّتْ كتبُ أستاذنا ومؤلفاتُه معينًا لا ينضبُ ورافدًا في القراءة لا يغيبُ، وإن حُرمتُ من الإشراف فما حُرمتُ من المنهج ولا من كتبه المفيدة النافعة التي غدت لكلِّ الباحثين والدارسين مراجع مهمة، وعلامات مسجَّلة في تاريخ النقد العربي المعاصر.
وفيما يأتي نعرض لعددٍ من تلك المؤلفات والكتب النقدية المهمة التي شكَّلت مشروع (صلاح فضل) النقدي والأكاديمي والمعرفي، وربطت بين ثقافة الغرب وتراث الشرق وبين وعي الناقد ورسالته، وأفق انفتاحه على الحداثة وما بعدها في النقد العالمي وفي المعارف الإنسانية الحيوية، وأثرتْ المكتبة العربية في الأدب، وفي النقد الأدبي، وفي الأدب المقارن، وزوَّدت الباحثين برؤى جديدة في الشعر، والمسرح، والرواية، والخطاب الأدبي بشكل عام. ومن تلك المؤلفات نذكر ما يأتي مرتبةً بحسب تاريخ صدورها، ومقسمةً إلى قسمين: أولًا: المؤلفات، وهي: "من الرومانث الإسباني: دراسة ونماذج، 1974م. منهج الواقعية في الإبداع الأدبي 1978م.
 نظرية البنائيَّة في النقد الأدبي، 1978م. تأثير الثقافة الإسلامية في الكوميديا الإلهية لدانتي 1980م.
 علم الأسلوب، مبادئه وإجراءاته، 1984م.
 إنتاج الدلالة الأدبية، 1987م.
 ملحمة المغازي الموريسكية، 1988م. شفرات النص، بحوث سيميولوجية في شعرية القص والقصيد، 1989م.
 ظواهر المسرح الإسباني، 1992م.
 أساليب السرد في الرواية العربية، 1993م. بلاغة الخطاب وعلم النص، 1993م. أساليب الشعرية المعاصرة، 1995م.
 أشكال التخيل؛ من فتات الحياة والأدب، 1995م.
 مناهج النقد المعاصر، 1996م. قراءة الصورة وصور القراءة، 1996م.
 عين النقد على الرواية المعاصرة، 1997م.
 نبرات الخطاب الشعري، 1998م.
 تكوينات نقدية ضد موت المؤلف، 2000م. لذة التجريب الروائي، 2000م.

 شعرية السَّرد، 2002م. تحولات الشعرية العربية، 2002م. الإبداع شراكة حضارية، 2003م. وردة البحر وحرية الخيال الأنثوي، 2004م.حواريات الفكر الأدبي، 2004م.

 جماليات الحرية في الشعر، 2005م.

 لذة التجريب الروائي، 2005م. التمثيل الجمالي للحياة، 2008م.

 محمود درويش حالة شعرية، 2009م.

سرديات القرن الجديد، 2015م.

 أطياف نقدية، 2016م.

 أحفاد نجيب محفوظ، 2016م.

 وثائق الأزهر..ما ظهر منها وما بطن، 2017م.

 أنساق التخيل الروائي،2018م، وغيرها.
ثانيًا: الترجمات: وهي مما ترجمه عن المسرح الأسباني، ومنها: (الحياة حلم، لكالديرون دي لاباركا، 1978م. نجمة أشبيلية، تأليف لوبي دي فيجا، 1979م. القصة المزدوجة للدكتور بالمي، تأليف بويرو باييخو، 1974م. حلم العقل ودون كيشوت، تأليف بويرو باييخو، 1975م. وصول الآلهة، تأليف بويرو باييخو، 1977م).
من خلال ما سبق يمكن تقسيم مشروع أستاذنا الدكتور صلاح فضل إلى أربعة أقسام تجلَّت في مؤلفاته ومشروعه، وهي: كتب نظريات الأدب، والمناهج النقدية، ودراسات في الشعرية والشعراء – بلغت أكثر من عشرة كُتب شملت جُلَّ شعراء القرن العشرين الكبار تقريبًا-، ومجال الرواية وأصدر فيها ثلاثية نقدية هي: سرديات القرن الجديد، وأحفاد محفوظ، وأنساق التخييل، تعرض فيها إلى (170) روائيًّا وقاصًّا مصريًّا وعربيًّا، وفي كتابه الأخير منها قسَّم أنساق التخييل إلى سبعة هي: التخييل الذاتى، والجماعى، والتاريخى، والأسطورى، والفانتازيا، والبصرى/المشهدى، والعلمى. وأما المجال الرابع من مؤلفاته فقد تفرَّق بين كتب نقدية وشعرية وسردية وأدب مقارن وتراجم.
تعلَّمت من أستاذنا ومن مشروعه النقدي طبيعة اللغة التي تجمعُ بين الأدبِ بجماله والنقد بصرامته ومنهجيته بما يشكِّل مدرسةً أميلُ إليها وأكتب وفقًا لفلسفتها، وهي ألَّا يكون النقدُ مِشرطًا قاسيًا بلا قلب ولا إحساس، ولا يكونُ متفلتًا مُدلَّلًا بلا ضابط، ولكنه وسط بينهما يأخذ من الأدب طلاوته وحلاوته، ومن العلم انضباطه ورصانته.
تحية:
لهُ في جيلِنا أثرٌ وفَضلُ .. وفي آثارهِ للعلمِ فِعلُ
أثارَ عقولَنا قَلقًا وبحثًا .. وشغلُ سؤالِهِ في النقدِ شغلُ
هي الهممُ العليَّةُ حين تمضي .. يكونُ لعينها في الشمس كُحلُ
فتمسكُه لتبصرَ منه دربًا .. هو الإبداعُ يُتعبُها ويحلو
على جسرِ النجاحِ تسيرُ روح .. إلى العلياءِ تدفعُهُ ليعلو
كذلكَ كلُّ ذي فضلٍ وعلمٍ .. لهُ في الآخرين هدىً وفَضلُ..
فصلُ الخِطَابِ:
"تغيير لغة الخطاب النقدي وتحويلها إلى منهجية علمية شعرية بقدر من الإبداع التعبيري كان منهجي في ذلك أنَّ أصحاب الأعمال الإبداعية من الشعراء والروائيين التي تتجلَّى فيها قدراتهم الفائقة على التعبير الخلَّاب، وكنتُ أردِّدُ بيني وبين نفسي وبين طلابي أحيانًا أنَّنا لا نفقد مثل هذا الحسِّ الأدبي، وأردِّدُ أغنية صباح الطريفة "ما احنا كمان حلوين أوي" وبالتالي لكي أصاحب هذه الأعمال البديعة، لماذا لا أحوِّل لغتي العلمية المنهجية إلى لغة أدبية؟ لماذا لا يكون إبداعًا في موازاة الإبداع؟ لماذا لا يكون تحليقًا رفيفًا حساسًا مرهفًا دقيقًا جميلًا خلابًا مدهشًا مثلما هي عليه لغة الإبداع، هذا جعلني دون أن أدري أشكِّلُ تيارًا جديدًا في لغة النقد دون أن يتخلَّى عن صرامة المنهج وعلمية المنظور ودقة التناول ومنطقيته، يتجمَّلُ بأقصى ما يستطيع التجمُّل، ويصبح شائقًا ممتعًا للقارئ حتى يمكن أن يكون النقد ليس مجرد طلاسم وصخور عقلية، وأفكار نظرية، وإنما يكون سَلسًا سائغًا حلوًا كما هو الأدب في سلاسته وحلاوته".@صلاح فضل؛ من حوار في برنامج رحلة مع الكتب.
 
* نُشر المقال في العدد -37 من مجلة أقلام عربية، نوفمبر 2019م. ربيع أول 1441هـ.
على الرابط الآتي:
 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماذا تعرف عن الحيمة الخارجية؟!

أعمال ومؤلفات الدكتور إبراهيم أبو طالب ودواوينه الشعرية [مرتبة زمنيا بحسب صدورها ( 1999- 2023م)]

24- الأستاذ الدكتور إبراهيم الصلوي (أستاذ اللغة اليمنية القديمة)