20- البروفيسور فهد عكَّام (أستاذُ منهجِ التَّأويلِ التَّكاملي للنصِّ شعرًا وسردًا)

#من_هؤلاء_تعلمتُ
#سيرة_ذاتغيرية*
(الحلقة العشرون، مجلة أقلام عربية، العدد (42)، أبريل 2020م، شعبان 1441هـ.)
البروفيسور فهد عكَّام (أستاذُ منهجِ التَّأويلِ التَّكاملي للنصِّ شعرًا وسردًا)
************
لا يُقاسُ العلمُ بكثرةِ المؤلفاتِ ولا بتَعدُّد الكتاباتِ، ولا بتسويد الصَّفحات؛ في أحيانٍ كثيرةٍ، وإلا لكان مقياسُ العلمِ في هذه الحالة مقياسًا كميًّا سطحيًّا، ولكنَّه يُقاسُ بتقديم الجديد المختلف في الفكر، وفي المنهج، وفي الموضوع، ويقاس بوضوح الرؤية، وبقاء الأثر في الباحثين والمتلقِّين، ألم يكن مؤسسُ علم اللغة العربية "الخليل بن أحمد الفراهيدي"(ت175هـ) صاحبَ منهج؟ وبسببه كثُر طلابُه، وحقَّقوا بفضل منهجه حضورَهم العلمي وإضافتهم المعرفية كما حقَّق هو نفسُه ذلك التميُّزَ والنَّقلةَ النوعيَّةَ في الدراسات العربية التي نعتزُّ بها حتى يوم النَّاس هذا، لأنَّه كان صاحبَ منهجٍ تحوَّل إلى مدرسة قائمة الأركان متعددة المصطلحات، متكاثرة الأبناء والتلاميذ، وبذلك أثَّر تأثيرًا كبيرًا في أجيال علمية مختلفة منذُ القرن الثاني الهجري، وتعدَّدت آثارُه متمثلةً في طلابه، ومن اهتدوا إلى منهجه وساروا على هُداه، ثم ألم يكن مؤسسُ علم اللغة الحديث "دي سوسير"(ت1913م) في مطلع القرن العشرين هو أيضًا صاحب منهج؟ على الرغم من أنه لم يجمع محاضراته سوى النابهين من طلابه، ولكن ذلك (الكورس في علم اللغة العام) وتلك المحاضرات كانت سببًا في تغيير خارطة الدَّرس اللغوي والنقدي فيما بعد وحتى الآن. ولعلَّ المثل اليمني الشَّعبي يلخِّصُ بإيجاز الفكرة في قوله: "الهندوانةْ بنانةْ، والحديدْ أَرطَالْ" ولعلَّ معناه واضح في سياقه المحلِّي.

ما دعا إلى قياس العلم بالمنهج هو حديثنا اليوم عن أستاذٍ قديرٍ وأكاديميٍّ كبيرٍ، وصاحبِ منهجٍ متميِّزٍ، لكنَّه ظُلِم كثيرًا- هو ومنهجه- ونالَه عقوقٌ واضحٌ وجحودٌ مقصودٌ ليس من جيله فقط، ولا من محيطه الاجتماعي والثقافي والأكاديمي الذي عاصره وخَبِرَه، وأدرك قيمته الأكاديمية، وهمَّته المنهجية، ولكن ذلك العُقوق ربما امتدَّ –للأسف- إلى طلابه ومريديه إن جهلًا وإن عمدًا إلا ما ندر منهم ممن يحفظُ الجميلَ، ولا ينكرُ المعروف، وقليلٌ ما هم!
وقفتُنا اليومَ مع الأستاذ الدكتور محمد فهد عكَّام (1932- 1999م) (أبي نورس) المولود في دمشق، والمتكوِّن من طينها وروحها، وياسمينها وجمالها وإصرارها، وأفراحها وأحزانها، واختلافها وتميزها، والمتخرج في جامعتها (جامعة دمشق)، والمصقول -علميًّا وتأهيليًّا- في (جامعة باريس) التي أخذ منها شهادته للدكتوراه بإشراف المستشرق الفرنسي الشَّهير "بلاشير"(ت1973م) عن أطروحته (أبو تمَّام مُبدعُ الإغراب لدى العَرب: نظرتُه النقديةُ، وفنُّه الشِّعري).
أبو تمَّام(ت231ه) الحداثيُّ المتميِّزُ والمختلفُ الذي سيظلُّ رفيقَه الأثير، وصديقَه الوفيَّ في أبحاثه اللاحقة ودراساته المتعددة فيما بعد. ومن (جامعة باريس) أخذ رحابةَ العلمِ، ودقةَ المنهج، وانضباطَ المصطلح، وأفقَ الرؤية، ثم عاد لينشر علمَه ومنهجَه، ويبني أجيالًا معرفيَّة راهنَ عليها كثيرًا، ولكن ربما أنَّ مكسبه من ذلك الرهان لم يكن كبيرًا كما رام، ولا يُعرفُ السَّببُ حتى الآنَ، ومضَى يدرِّسُ في جامعة دمشق، وفي جامعة البعث في حمص، وفي جامعة صنعاء التي قَدِمَ إليها لأوَّل مرة عام 1987م؛ وغادرها في العام 1995م-وقد عاد خلالها لعام دراسي واحد فقط إلى سوريا- ثم رجع إلى جامعة صنعاء أستاذًا في قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب، حتى العام 1994م؛ حيثُ نُقِلَ إلى مركز اللغات بجامعة صنعاء، ثم غادرنا عائدًا إلى بلده.
عرفتُه في جامعةِ صنعاء، وهو في مطلع عقده السَّادس تقريبًا، أستاذٌ رصينٌ وَقورٌ، تملؤه النظرة المتأمِّلة الشَّاردة المهيبة، والعبارة الدقيقة الموجزة العَالمة. كان ذلك في السنة الجامعية الثانية 1990/ 1991م، حينَ درَّسَ لنا مقرَّر (النقد الأدبي القديم)، وفي السنة الثالثة تلقينا على يديه مقررَ (الأدب الأندلسي) وكان مميَّزَ الأداءِ، متقن العطاء، كان يدرِّسُ لنا (النقد الأدبي القديم) وقضاياه المعروفة، ولكنَّه يبدأ تلك القضايا بالحديث عن صديقه الأثير، وبنظرة عامَّة بعنوان (بانوراما التفكير المعاصر عند أبي تمام).
 ويمضي بعَرضِ المعطيات النقدية على شكل ما يسميه بـ(شَميلة) يتحدَّث فيها عن اختيارات أبي تمام وحماسته واصفًا منهجَ تلك الاختيارات بأنها بداية التحوُّل من المختارات إلى التراجم، وعارضًا لمنهج أبي تمام في الاختيارات بالقياس إلى منهجه في الشِّعر بأنه كان -كما وصفه المرزوقي من قبلُ-:"يختارُ ما يختار لجودته لا غير، ويقول ما يقوله في الشِّعر بشهوته"، ويوضح ذلك بتشبيه:"والفرقُ بين ما يُشتَهى وبين ما يُستجادُ ظاهر بدلالة أن العارف بالبزِّ (الثياب من الكتَّان والقطن) قد يشتهي لبس ما لا يستجيده، ويستجيد ما لا يشتهي لبسه، وعلى ذلك جميع أعراض الدنيا من العقلاء العارفين بها في الاستجادة والاشتهاء". ويضع ذلك التشبيه في معادلةٍ عُرفَ بها أستاذنا وباستخدامها وبمصطلحاتها ورموزها التي سنوضحها بعد قليل، فيضع ما سَبَقَ في هذه الترسيمة:
[ش.ت: حال أبي تمام في قول الشِّعر وفي اختياراته]=[ش.ص: حال التقنيِّ العارف بالبزِّ].
وهذا يقود إلى توضيح بعض مصطلحاته الخاصَّة ورموزه التي تبنَّاها، وتميَّز بها في تحليله ومنها: (ش.ت) المشبه المراد تصويره، و(ش.ص) هو المشبه به أي (الشَّيء المتخذ صُوَّة) (والصوَّة: حجرٌ يُنصَبُ في الطريق علامةً يَستدلُّ بها المسافرُ، وجمعُها صُوَّى، وأصواء، وهو مصطلح سيميائي مهمٌّ يحسب لأستاذنا)، وأداة التشبيه (مش) فهي عنده (المِشْبَك)، وأما وجه الشَّبه، فهو (نقطة التلاقي) ويرمز لها بالحرفين (ن.ت)، والمشترك أو العلاقة التي قد تكون بين المشبه والمشبه به هي إما علاقة مشابهة أو علاقة تماه وتماثل أو علاقة تضاد ويرمز لكل علاقة من تلك العلاقات برمز رياضي خاص:[d، =، #]  ويخصُّ العاطفة بالحرفين (عا). وفي الصورة الاستعارية يستخدم الرموز (م.ت)، و(م.ص) وغيرها من الرموز والاختصارات. وربما كانت هذه الرموز تُقلقُنا -ونحن طلاب- ولكن بمجرَّدِ أن فككنا شفراتها، وأدركنا دلالاتها انجلى الجهل بها، وانقشع القلقُ منها.
(من خط أستاذنا الدكتور فهد)
ثم تَستمرُّ محاضراتُ (النقد الأدبي القديم) عن أهمِّ المقولات والأحكام النقدية، وأبرز الكتب الأدبية والبلاغية القديمة مثل: طبقات فحول الشُّعراء لابن سلام الجمحي، والشعر والشعراء لابن قتيبة، والبيان والتبيين للجاحظ وغيرها، وكذلك عن قضايا الشعر المطبوع والمصنوع، والوضوح والغموض، وسواهما من قضايا النقد الأدبي القديم المعروفة، ثمَّ قسَّم النقد القديم إلى النقد التصنيفي، والتاريخي، والانطباعي، والأيدلوجي، ليختم بالمعركة بين القُدماء والمحدثين.
كانت تلك محاضرات (النقد الأدبي القديم) وهي مفيدةٌ -بلا شكٍّ- في الإثراء المعرفي، لكنَّها قليلةُ الأثر إذا ما قِيست بالتجلِّي الحقيقيِّ لمنهج أستاذنا ولطريقته التي تلقيناها بكلِّ اندهاش وتأثَّرنا بها وبه، وبأسلوب شرحهِ للنصوص، واستمتعنا بلذَّةِ النَّصِّ التي يمكن أن تكون سببَ الغواية الحقيقية لنا ولجيلنا المتعطِّش للمعرفة، ولتحليل النَّصِّ الشعري -خاصَّةً- وفي عصرٍ من أخصبِ العصور الأدبية جمالًا وإدهاشًا ألا وهو مقرر (الأدب الأندلسي)، وميزة ذلك الأمر أن أستاذنا فهد عكَّام –رحمه الله- لم يكن يتعامل مع هذا المقرر تعاملًا جافًّا أو وظيفيًّا آليًّا لتقديم معرفة أو معلومات جاهزة فقط، بل كان يتعاملُ معه تعاملَ الفنَّانِ الذي يرسمُ لوحاتٍ جماليةً من خلال تطبيق منهجه الأثير على نفسه ذلك المنهج الذي ارتضاه لنفسِهِ مَنْهَجًا تأويليًّا تكامليًّا يعلنه لنا من أوَّل لقاء يجمعنا به، بقوله: "يمكنُنا في هذا المقرر تناول النَّصِّ من جهاتٍ عدَّةٍ (أسلوبية –اجتماعية- نفسية) ويوضِّح الطريقة بقوله: "نحو تأويلٍ تكامليٍّ للنصِّ في الشعر والقصة الخرافية وغيرها". ومن هنا أصبح واضحا لنا بأنَّه يجدُ نفسَه في هذا المنهج، ووجدنا نحن فهد عكَّام المتألق المتأمِّل المختلف الفنّان المنهجي في هذا المقرر.
لا أنسى طريقتَه وجِلسَته في القاعة، حيثُ كان يضعُ على الطاولة شنطته الأنيقة المليئة بالكثير من الأدوية والقليل من الأوراق، ثم يخرجُ علبةَ السيجار وبعض الأوراق التي كَتَبَ عليها النصَّ الشعريَّ، ثم يبدأُ بقراءته قراءةً متقنةً بلكنته الشاميِّة المحببة، وكان يلثغُ بحرفِ الرَّاء كما يَفعلُ الفرنسيون، ثم يتناولُ رشفةً من قهوته التركيَّة المركَّزة، وهو في جلسته الرصينة كمن يخاطبُ النصَّ، ويعيشُ عوالمه، وينطلق في تأملاته وشرحه، وهو لا يحبُّ أن يقاطعه أحدٌ حتى ينتهي، ولغزارة تلك المحاضرات وقيمة ما يُقدَّم فيها من معلومات ومن تحليل وتأويل، طَلبَ إليه الطلابُ السَّماحَ بتسجيلها، فأذن بذلك، وقد سُجِّلت بمسجلٍ صوتي قديم وخاص بالزميل علي الفقيه، وتبنَّت الفكرةَ جمعيةُ الدراسات العربية بكلية التربية، وقام بتفريغ تلك المحاضرات التي بلغت (18) محاضرة أصحابُ الخط الجميل، وهم: الزراعي، والدريب وأبو طالب، وشارك معظم الزملاء في الدعم المادي وتغطية التكاليف، كما نصَّ على ذلك (كلمة لا بدَّ منها) وضعها رئيس الجمعية على آخر ورقةٍ في تلك المحاضرات المؤرخة بـ2/ 1/ 1992م.
ومن هنا يمكننا القول إن تلك المحاضرات المسجَّلة، ثم المكتوبة بأقلام الزملاء، والمفعمة بأرواحهم وطموحهم وبصماتهم، هي ما أخذناه روايةً وتلقِّيًّا مباشرًا عن أستاذنا فهد عكَّام كما كان يُتلقَّى العلمُ قديمًا عن الشيوخ بالرواية المباشرة، ويجيزُ لهم الشيخُ روايتَها عنه بوصفه قد وافق على تسجيلها، ولا غرو أنَّ تلك المحاضرات من أهمِّ ما شكَّل وعينا العلمي، وبثَّ فينا المعرفةَ والتحليلَ وفهمَ النصوص والتعامل معها تعاملًا مختلفًا يقفُ عند جمالياتها، ويحدِّدُ آفاقها ولذَّتها، فقد كان منهجُ أستاذنا التأويلي التكاملي الذي يبدأ بالأسلوب، ويعالج المجتمع المحيط بالنص، ويتعرَّض لنفسية الشاعر هو ما سارت عليه محاضرات المقرر حتى نهايتها.
ولكنَّه في المحاضرات الأولى منها التي بدأت في (16/ 10/ 1991م) قد رسم لنا صورة العصر الأندلسي ابتداءً من فتح الأندلس، وأهم الأحداث المصاحبة للفتح، والعناصر التي سكنت الأندلس قبل الفتح العربي متحدثًا عن (قبائل البَسك والسلت والجلالقة) وغيرهم، ثم العوامل المساعدة للعرب على الفتح التي كان أبرزها الضرائب الباهظة وظلم الفقراء وغيرها، وفي المحاضرات التالية بيِّنَ الحياة الفكرية والعقلية وأثر البيئة على الأدب، ثم تحدَّث عن موقف العامَّة والخلفاء من الفلسفة، وكيف أنَّه لم يظهر شاعر متفلسف في الأندلس مثل أبي العلا المعري في المشرق، وتأخَّر ظهور الفلاسفة عندهم حتى القرن السادس الهجري؛ حيث ظهر ابن باجة (ت533هـ)، ويحيل ذلك إلى عدة عوامل منها النزوع البدوي، والمذهب المالكي، وتقرُّب الخلفاء من العامَّة بإقصاء العلماء أصحاب الفلسفة، وربما باتهامهم بالزَّندَقة –بوصفها تهمة جاهزة- وإحراق كتبهم كما حدث لابن رشد (ت595هـ) وغيره.
ثم يمضي في الحديث عن بعض الظواهر التي كان لها شأنٌ في إنتاج الأدب الأندلسي وتميّزه ومنها: جمال الطبيعة، يقول ابن سفر المريني:
في أرض أندلسٍ تلتذُّ نَعمَاءُ.. ولا تفارقُ فيها القلبَ سراءُ
وكيف لا تبهر الأبصار رؤيتها.. وكلّ روضٍ بها في الوشي صنعاءُ...
 ومن تلك الظواهر الغناء وظهور فن الموشحات، وتحوِّل الغناء إلى صناعة من الصناعات، وأثر (زُرياب)(ت243هـ) في المجتمع الأندلسي وغيرها، ثم يمضي في بيان أسباب الانسياق والتأثر بالمشرق، ويطرحُ عددًا من الأسباب منها الارتحال إلى المشرق وأخذ كتبهم ونقلها وروايتها، والتأثّر بالحياة الفكرية والأدبية المشرقية، ورواية دواوين الشعراء المشارقة في المغرب الذين كانوا يرتحلون إليها قصدًا، ويأخذونها ثم يروونها وينشرونها في بلاد الأندلس، ثم يعدِّد الكتبَ المشرقية في الأندلس، وتأثُّر مناهج تأليفهم بها كما في كتاب (العِقد) لابن عبد ربه وغيره، وكيف برزت تلك الآثار حتى في ألقابهم كمتنبي المغرب، وخنساء المغرب، وأسماء معتمدٍ فيها ومعتضدِ، وكذلك في التأليف فرسالة ابن شُهيد (التوابع والزوابع) متأثرة برسالة الغفران للمعري، وهكذا تمضي المحاضرات في عرض العصر الأندلسي وقضاياه حتى المحاضرة التاسعة.
وتبدأ المحاضرة العاشرة بتحليلِ النصوص الشعرية والمقطوعات، مُتتبِّعةً أبرز شعراء الأندلس، مبتدئة بمقطوعة لابن عبد ربه(ت327هـ) يعارضُ بها صريعَ الغواني مسلم بن الوليد (ت208هـ) والتي يقول في مطلعها:
(أديرا عليَّ الراحَ لا تَشْرَبا قَبلِي.. ولا تَطلُبَا مِن عند قاتلتي ذحلي)
 ثم يشرحُ نَصًّا لابن هانئ الأندلسي(ت363هـ) يصف به أسطول المعز لدين الله الفاطمي، ومطلعه:
(أما والجواري المنشآت التي سَرَت.. لقد ظاهرتها عدةٌ وعديدُ)
 ثم نصًّا لابن درَّاج القسطلي(ت421هـ)، ثم نصًّا لابن شُهيد الأندلسي(ت436هـ). ثم يقفُ وقفة لدى بعض الشاعرات اللائي ظهرنَ في عصر ملوك الطوائف، ويبينُ كيف اهتمَّ بنو عبَّاد بالأدب لأنهم كانوا أنفسهم شعراء وبلاطهم منتدى للأدب، ويرصد أهم النساء الشواعر، ومنهنَّ: الرميكيَّة زوج المعتمد، وبثينة ابنته، ومُهجة القرطبية، وحسَّانة التميمية، وأم العلاء بنت يوسف الحجازية، وأم الكرام بنت المعتصم بن صمادح التي كانت تنظم الموشحات، ونزهون الغرناطية، والغسانيَّة البجَّانية، وحفصة بنت حمدون، وحمدة بنت زياد المؤدب، وولَّادة بنت المستكفي، ويعلِّق أستاذنا على تلك الشاعرات، وكأنه يوحي إلينا بموضوعات تصلح للدراسة مستقبلًا بقوله:"ألا تلاحظون أنَّ ثمةَ أدبًا يمكنُ أن يُطلق عليه اسم (الأدب النسائي) يمكن أن يُدرس لنتبيَّن إلى أي حدٍّ تتميَّز الذات الشاعرة الأنثوية عن الذات الشاعرة التي يمثِّلها الرجال؟"، ثم يعرض لمقطوعتين لـ(حمدة بنت زياد المؤدب)، ويقف بالتحليل عند مقطوعتها التي ربما نازعها النسبةَ فيها شاعرٌ مشرقي هو المنازي(ت437هـ)، ولم يُحسم الأمر، ولكن أستاذنا حملها على أنها من أقوالها، وهي من أجمل المقطوعات التي تجلَّى فيها منهجُ أستاذنا في التحليل والإدهاش في الربط بين المناهج المختلفة –وسنختم في آخر هذا المقال بتحليل آخر بيتٍ منها- وهي مقطوعةٌ مكوَّنة من سبعة أبيات تقول:
(وقانا لفحةَ الرمضاءِ وادٍ.. سقاهُ مضاعفُ الغيثِ العميمِ
حَلَلنا دوحَهُ فَحَنَا علينا.. حنوَّ المرضعاتِ على الفَطيمِ
فأرشَفَنا على ظمأٍ زُلَالًا.. ألذّ من المدامةِ للنَّديمِ
يصدُّ الشَّمسَ أنَّى واجهتنا.. فيحجبها ويأذن للنسيمِ
يَرُوعُ حَصَاهُ حاليةَ العذارى.. فتلمس جانبَ العِقدِ النَّظيمِ).
وتمضي بنا المحاضراتُ لتحليل نصٍّ للشاعر ابن خفاجة (ت532هـ) الملقَّب بالبستاني، وهو المهتم بشعر الطبيعة، فنقفُ وقفةً مطوّلةً مع قصيدته في وصف الجبل:
(وأرعن طمَّاح الذؤابة باذخٍ.. يطاولُ أعنانَ السَّماءِ بِغَاربِ)
 ونص آخر في وصف نهرٍ:
(للهِ نهرٌ سَالَ في بطحاءِ.. أشهى ورودًا من لمى الحسناءِ)
 فنستمع إلى تحليلٍ لهذين النصَّين من أستاذنا كأن لم نقرأ من قبلُ تحليلًا، ولم نتلذَّذ بفهم للشعر كما كان معنا في تلك المحاضرات التي ما كنَّا نريدُ لجمالها أن ينقضي ولا لمحطاتها أن تنتهي لولا محدوديَّة الفصل الدراسي، وأن آخر تلك المحطات كانت مع ابن زيدون (ت463هـ) في وصفه لضاحية الزهراء، وهو يتذكَّرُ محبوبَته (ولَّادة)، ويبثُّها أشواقه:
(إني ذكرتُكِ بالزهراءِ مُشتاقا.. والأفقُ طَلقٌ ومرأى الأرضِ قد راقا
وللنسيمِ اعتلالٌ في أصائلِهِ.. كأنَّه رقَّ لي فاعتلَّ إشفاقا).
ولولا خشيةُ الإطالةِ -في هذا المقام- لمضيتُ أحدِّثكم عن جمال الشرح والتأويل والتحليل الذي زاد من جمال تلك النصوص ورونقها وروعتها واعتلالها كأنها النَّسيمُ الذي كُلَّما هبت روائحُه، وهلَّت نسائمُه، كانت كالذكريات تبعثتُ النفس شوقًا وبَوحَا، وتشعل في الرُّوح انتعاشًا ورَوْحَا.
علَّمنا أستاذنا فهد عكَّام كيف يَستغرقُ البحثُ الباحثَ، وكيف يُخلصُ لقضيةٍ ما أيامًا، بل وربما شهورًا في التأمُّل العميق، والبحث الهادئ للوصول إلى جذوة الأمر والاطلاع على أُسِّه ولُبِّه، ومن هنا لم يكن يُكثِر من الهذر، ولا يستكثر من الكمِّ في بحوثه ومؤلفاته، بل يهتمُّ بالكيف، ويخلصُ للتأويل الذي قد يستغرقُ فهمَ عُقَده وفكَّ شفراته زمنًا طويلًا، ولكنَّه لا يتركه حتى يَفتحَ مغلقَه بصبرٍ وتأنٍّ منقطع النظير، وكلُّ ذلك لا يطيقه إلا صاحبُ بَصيرةٍ، ومالكُ منهج، ومُتبنِّي قضية.
ترك أستاذنا عددًا من الأبحاث القيِّمة التي تُعبِّر عن منهجه، وتتركُ خلاصةَ فكرِه ونقدِه وتوجُّهه، منها المؤلَّفُ ومنها المترجَمُ، وقد نشرها ابتداءً من عام 1971حتى العام الذي توفِّي فيه عام 1999م، وهي موزَّعة في أكثر من مجلةٍ ودوريةٍ رصينةٍ، ونرصدها على النحو الآتي:
(1) تقنية الرواية عند نجيب محفوظ بقلم المستشرق أندريه ميكل (مترجم)(مجلة المعرفة)،1971م.
(2) بحثًا عن رؤية كونيِّة في شعر أبي تمَّام(مجلة التراث العربي)، 1982م.
(3) علم الاجتماع الأدبي: بعض من مراحل تاريخية، بقلم جاك لينهارت (مترجم)(مجلة المعرفة)، 1983م.
(4) نحو معالجة جديدة للصورة الشعرية- بنية الصورة في شعر أبي تمام(مجلة التراث العربي)، 1983م.
(5) أيمكن أن يُقالَ عن لسانٍ ما: إنه جميل؟ بقلم أندريه مارتينيه (مترجم)(مجلة المعرفة)، 1984م.
(6) نحو معالجة جديدة للصورة الشعرية - أنماط الصورة في شعر أبي تمام(مجلة التراث العربي)، 1985م.
(7) نحو معالجة جديدة للصورة الشعرية - من أسلوبية الصُّورة إلى نسقيتها(مجلة التراث العربي)، 1985م.
 (8) اللغة في شعر أبي تمام (مجلة عالم الفكر)، 1986م.
 (9) نحو تأويل تكاملي للنصِّ الشعري(مجلة فصول)، 1989م، (وفيه تحليل للقصيدة البحريَّة لنزار قباني، وقد نشرها أيضًا في مجلة كلية الآداب بجامعة صنعاء، عام 1993م).
 (10) من قضايا الإبداع في التراث العربي(مجلة فصول)، 1991م.
 (11) في تأويل النص الغنائي –الحياة- لأبي القاسم الشَّابي(مجلة الموقف الأدبي)، 1997م.
 (12) نحو تأويل تكاملي للنصِّ القرآني أنموذج من السُّور المكية(مجلة التراث العربي)، 1998م.
 (13) قضايا نقدية بين المعاصرة والتراث(مجلة الموقف الأدبي)، 1999م.
وأمَّا الكتب فله منها ثلاثة: الأول مُترجم عن الفرنسية التي كان يجيدها، وهو كتاب (النقد الأدبي والعلوم الإنسانية) لجان لوي كابانس، دار الفكر، دمشق، ط1، 1982م.
 والكتابان الآخران مؤلَّفانِ، هما: كتاب (نحو تأويل تكاملي للحكاية الخرافية، نموذج من كليلة ودمنة، باب القرد والغيلم)، دار ملهم، حمص، ط1، 1995م.
 وكتاب (الشعر الأندلسي نصًّا وتأويلًا)، دار ينابيع، دمشق، ط1، 1995م.
ومن الكتب التي اشترك فيها مع غيره: كتاب (النص المفتوح؛ قراءة في شعر عبد العزيز المقالح)، دار الآداب، بيروت، ط1، 1991م، وله فيه فصل بعنوان (الفينيق شاعر الأرض السَّعيدة "تجربة التحيّز المرئي")، مع د.مصطفى ناصف، د.كمال أبو ديب، د. يمنى العيد، د.وهب رومية، د.جليل كمال الدين، د. فهد عكَّام، د.شكري عزيز الماضي، د.محمد رحومة، زاهر الجيزاني، عبد الودود سيف).
 وكذلك كتاب (العربية لغير المختصِّين): الكتاب الثالث، الجزء الثاني، والكتاب الرابع، الجزء الثاني لأقسام اللغات الأجنبية، (بالاشتراك مع د.حسام الخطيب، د.سليمان أحمد، د.فهد عكَّام، د.جمال شحيد) (منشورات جامعة حلب، 1986م).
واجهتني عند كتابةِ هذه الحلقة مشكلتان، الأولى: هي النبشُ في الذاكرة عن أستاذٍ تفصلُني عنه ثلاثةُ عقودٍ تقريبًا –فأراهُ كأنَّه أحلامُ- لكنَّه قارُّ فيها، وعميقُ الأثر في تكوينها، والأخرى مُشكلةُ الحصولِ على صورةٍ واحدة له على الأقلِّ بالرغم من الفضاءِ المفتوح والتقنية المعاصرة و(قوقل) إلا أنَّها جميعًا لم تُسعفني، وأدركتُ أن التقنية أيضًا مَارَسَتْ العُقوقَ لهذا العَالم العَلَم، حينها استعنتُ بكلِّ الأصدقاء الذين أعرفهم والذين لا أعرفهم من سوريا الشقيقة ابتداء بالصديق الأكاديمي أ.د/راتب سُكر الذي لم أجد لديه أيةَ صورة.
 وبحثتُ لدى الصَّديق الأديب بيان الصَّفدي.
 ومنه إلى الشاعر عبد القادر الحصني، الذي لم تكن لديه صورة، واقترح الانتظار حتى يعود اتحاد الكتاب العرب لعمله، فربما كانَ لديهم صورةٌ له، ولكنَّه مشكورًا أمدَّني بقصيدته في رحيل عكَّام التي منها:
"يا صديقي، يا أخا الحرفِ الذي.. هزّهُ الإبداعُ صِرفًا فانبَرَى
يَجدلُ النُّورَ ذؤاباتٍ على.. قِمَمِ الشِّعرِ ذُرًا فَوقَ الذُّرا
نَمْ قَريرَ العَينِ، لَا نَامَتْ رُؤىً.. مَنَعَتْ عَينيكَ مِن طَعمِ الكَرَى".
واستمرَّت رحلةُ البحثِ عن [صورةٍ شخصيةٍ للدكتور فهد عكَّام
حتى أعطاني الدكتور أحمد سيف الدين رابطًا في الفيسبوك، ومنه وصلتُ أخيرًا إلى أحدِ طلابِهِ الأوفياءِ، وقد أصبحَ صديقَه بعد ذلك، وَرَغِبَ في عدم ذكر اسمه، وهو الوحيد الذي مدَّني ببعض الصُّور الخاصَّة بأستاذنا لمراحل عمرية مختلفة.
وأنا في البحث خَطرَ لي أن أسألَ أستاذَنا الدكتور عبد الله البّار، وهو بلا منازع وريثه الأوَّل في اليمن الذي تعلَّمَ منه كيفَ يُحَلِّلُ النَّصَّ بمنهج التأويل التكاملي، فكتبَ في ضوئه دراسات عن شعراء يمنيين منهم المقالح، وكتبَ رسالته للماجستير عن المعلقات العشر وفق ذلك المنهج، وهو ثاني ثلاثة يعدُّهم آباءَه الذين يباهلُ بهم الآخرين-كما أباهلُ أنا بهما؛ بالبار وعكَّام- وقد أنجز عن مشروع عكَّام النقدي دراسةً أوَّليةً مهمَّةً شارك بها في مؤتمر عقدته جامعةُ حضرموت، ونُشِر في مجلتها بعنوان (النقد الأدبي: من الحداثة المنهجية إلى الدراسات البينيَّة)، وفيه عَرضٌ شاملٌ لمنهج الأستاذ وأبحاثه وكتبه، وفيه من الوفاء والإنصاف ما يدلُّ على أنَّه –حَقيقةً- بارٌّ كاسمه بأستاذه، ولم يكن من العاقِّين له.
وَصَفَه بقوله: "كان له القِدْحُ المعلَّى من حيثُ القدرةِ على جلاء لغة النصِّ، وبيان رؤيته وتبيان مميزاته الأسلوبية مفردةً وتركيبًا وصورةً وإيقاعًا. لكنه مُذ انتصف به العَقدُ التاسعُ من عقود القرن العشرين مالَ به الوعي النقدي إلى دائرة (التأويل) منهجًا، وغدا انشغالُه بفهم ما يقوله النصُّ يزاحمُ إدراكه لكيفيات تشكيل لغته. فصارَ (تأويلُ النَّص) -أيًّا كانت صفته- شاغلَهُ، واستهواه من نظرية تأويل النصوص (الهرمنيوطيقا) ما ذهب إليه شلير ماخر...".
ولعلَّ من القلةِ القليلةِ التي وجدتُهم قد تحدَّثوا عن أستاذنا فهد عكَّام بكلِّ حُبٍّ ووفاء الدكتورُ (شوقي المعرِّي) في مقال له بعنوان (فهد عكَّام النورس الجريح) نُشر في صحيفة البعث بعد موته بتاريخ 15/ 4/ 1999م، وضمَّنه في كتابه (أحاديث شبه ثقافية، دار الرحاب، 2001م) والدكتور (عبد النبي اصطيف) الذي قالَ عنه:
 "وَهِمَ فَهدٌ أنَّ السبيلَ إلى إصلاح ما أفسدَه الدهرُ الغَشومُ في دراسةِ نصوصِ الأدب العربي قديمها ووسيطها وحديثها هو هذا النقدُ الشَّارحُ الذي يتَّخذُ من التأويل التكاملي للنص مذهبًا في تدبُّرِ النصوص، وَوَهِمَ أنه قادرٌ على أن ينشره بين طلبته في دمشق (في قسم اللغة العربية وآدابها، وفي قسم النقد والأدب المسرحي في المعهد العالي للفنون المسرحية)، وحمص (في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة البعث) وصنعاء، وفاته أنَّ كبارَ النفوس وحدها قادرة على اجتراح معجزة كهذه، وأنَّ قِلَّةً ممن يزعمون حُبَّ الفن الشعري كانوا مستعدين لإرهاق أجسادهم في تحقيق مرادها، وأنَّ طلابَ المعرفة المحدثين ممن تيسَّرت لهم نعمة المعرفة بأقلِّ الجهود كانوا يبحثون عن معادلات سحرية سريعة المفعول تقومُ بمهمة تدبُّر النصوص، وما كان حبُّ الفن ليبري أجسادهم في يومٍ، كما برى حبّه جسدَ فهد عكَّام".‏  
**فصلُ الخِطَابِ**
" (يَروعُ حَصَاهُ حَاليةَ العَذَارَى .. فتلمس جانبَ العقدِ النَّظِيمِ)
عادت الشَّاعرةُ (حمدة بنت زياد) من جديد لتحدثنا عن الوادي، لأنَّ حصى هذا الوادي هو الحصى الموجود في الماء ذاته، يروع: يُفزِعُ، ويخرجُ الفَزعُ هنا من معناه المعجمي ليؤدِّي معنى الفِتنَة، بمعنى أنَّ هذا الحصى إنَّما كان يفتنُ هذين العاشقين حتى درجة الفَزَع، واللفظُ في الشِّعرِ يخرجُ عن معناه المعجمي ليؤدِّي معنىً آخر. (حالية العذارى) الفتاة التي لبست الحلى والتي تتجرد من الحلى تُسمّى (العطل) كما تُطلق كلمة (العطل) على المجرَّد من السلاح كهيئة "عُمر عندما راع صاحب كسرى، وهو عُطل بين راعيها". ويفتن اللابسات الحلي لدرجة أن هذه العذراء إنما كانت تلمسُ العقد الموزون بأصابعها "فتلمسُ جانب العقد النظيمِ"؛ لأنها تتخيَّل أنَّ هذا الحصى إنما هو حبَّاتُ اللؤلؤ التي رُصّعت في هذا العقد. بتعبير آخر لدينا صورة خفيَّة في شكل من التشبيه، تقيم (علاقة توحُّدٍ) بين حصى الوادي الذي يسيلُ فيه الماء الصافي والعقد الذي نُظمت فيه اللآلئ. [ش.ت:حصى الوادي]=[ش.ص: العقد الذي نظمت فيه اللآلئ] وحين رأت الحصى يتلألأ في الماء الصافي افتتنت، وهذه الفِتنة تمثَّلت في حركةِ يدها حين لجأت إلى لمس اللآلئ المنتظمة في عقدها، وذلك حين خُيِّل إليها أنَّه تبعثر في الماء. والبيت في منتهى الروعة على مستوى التخييل، ويقيمُ دليلًا على ما نسمِّيه (المحاكاة الإبداعية) بمعنى آخر هنا ما يمكنُ أن نطلقَ عليه اسم (التَّناصّ) بمعنى أنَّ نصًّا قديمًا يؤثِّر في نصٍّ لاحق- هناك نصٌّ للبحتري وهو يصفُ معركةً بين البيزنطيين والفُرس صُوِّرت في لوحةٍ رآها على جدارٍ في أنطاكية يقول:
(يَغتَلِي فِيهمُ ارْتِيابيَ، حَتّى.. تَتقَرّاهُمُ يَدايَ بلَمْسِ)
 وبيت الشَّاعرة التي حملها التخيُّل أن تمدَّ يدها إلى الحصى، والميدانان مختلفان، فالبحتري يصف معركة، وهي تصف الطبيعة، وهي لم تنسخ قولَ البحتري وإنما نظمت البيت على المعنى الذي وَرَدَ فيه في بيت البحتري المشهور، والصورةُ منتزعةٌ من حياة التَّرفِ ومن الطبيعة الأندلسيَّة."@د.فهد عكَّام، محاضرات مخطوطة من (مقرر الأدب الأندلسي).
*تَحيَّة*
طُوبَى لِرُوحِكَ! يومَ عِشتَ فَرِيدا.. تُهدِي الحياةَ تأمُّلًا وَجَدِيدا
العِلمُ مَنهَجُكَ الأثيرُ رَسَمتَهُ.. بينَ الأنامِ تَألقًا وَنَشِيدا
كالزهرِ يَبعَثُ في النُّفوسِ بَراءةً.. تَهوَى الجمالَ وَتصطَفِيهِ مُرِيدا
أرهقتَ نَفسَكَ فاستبانَ خُلودُها.. إنَّ المتاعبَ للكبارِ وقودا.
 
*نشر المقال في العدد 42 من جلة أقلام عربية أبريل 2020م، شعبان 1441هـ

تعليقات

  1. بارك الله في هذا الحهد القيّم الذي أضاء الكثير من شخصيّة الأديب الناقد والأكاديميّ المرموق الأستاذ الدكتور فهد العكّام.
    د. إبراهيم أبو طالب شكرًا لوفائك ولجميل ما قدّمت. لك كلّ التقدير والمودّة.

    ردحذف
    الردود
    1. مرحبا بكم
      وشكرا على المرور هنا والتعليق
      وكم كان يسعدني لو عرفتُ من المرسل
      وشكرا لذوقك وجميل كلماتك!!

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماذا تعرف عن الحيمة الخارجية؟!

أعمال ومؤلفات الدكتور إبراهيم أبو طالب ودواوينه الشعرية [مرتبة زمنيا بحسب صدورها ( 1999- 2023م)]

24- الأستاذ الدكتور إبراهيم الصلوي (أستاذ اللغة اليمنية القديمة)