11- الأستاذ الدكتور/ إبراهيم السَّامرائي (الِّلسانيُّ الحُجَّةُ، واللغويُّ الذي يَكتبُ وكأنَّه يتحدَّث)


من هؤلاء تعلمتُ:
*سيرة ذاتغيرية*
(الحلقة الحادية عشرة، مجلة أقلام عربية، العدد (33)، يوليو 2019م، ذو القعدة 1440هـ.)
************
الأستاذ الدكتور/ إبراهيم السَّامرائي
 (الِّلسانيُّ الحُجَّةُ، واللغويُّ الذي يَكتبُ وكأنَّه يتحدَّث) 


أحدِّثكم اليومَ عن عالمٍ عربيٍّ، ولُغويٍّ لسانيٍّ كبيرٍ جمعَ بين ثقافة الشرق -وبوابته العربية تحديدًا بغداد التاريخ والحضارة والخلافة والعزة- وبين ثقافة الغرب بدراسته في جامعة السوربون بفرنسا، فتكَّون لديه منهجه المنضبط، وأفقه المتَّسع، ودقته العلمية والأكاديمية الرصينة، يضاف إليها جميعًا همَّةٌ عالية، وثقةٌ بالنفس لا تعرف الانكسار أو التراجع أو الهوان، لأنَّه يتمثَّل دومًا بحكمةِ جدِّه المتنبي تلك الحكمة الجامعة التي شعارها:
من يَهُنْ يَسهُلُ الهَوانُ عليه ..ما لجرحٍ بميِّتٍ إيلامُ


لهذا قاسى في مقابل هذه العزَّة ورفض الهوان الكثير من الغربة والبُعد عن الأهل، وعن مراتع الصَّبا، ومواطن الصِّبا والشَّباب لأنَّ لكلِّ عالمٍ فتنةً يُبتلى بها إن في علمه –وهو الأغلب- أو في وطنه أو في قوله لكلمة الحقِّ والدفاع عنها، وعن طريق الصدق والصواب الذي لا تراجع عنه ولا استسلام فيه، ولا هوان.
وهو رجلٌ على خلقٍ عظيمٍ، وعلى سَمتٍ رزينٍ، شاعرٌ رقيقٌ، بَرٌّ بإخوانه وأصدقائه، إلا إذا مُسَّت كرامته؛ فهو كالرعد القاصف، والريح العاصف! فقد تقدَّم باستقالته إلى كلية الآداب بجامعة بغداد عام 1980م حين شعر أنَّه قد تحكَّم فيها غيرُ أهل العلم.
ومن مواقفِه أنه حين سمعَ أن الإدارة في الجامعة الأردنية يتحدَّثوا عن التقشُّف، وأنهم ينظرون إلى التخفُّف من المسنِّين الوافدين، فما كان منه إلا أن خفَّف عنهم قبل أن يتخفَّفوا منه! ومع أنهم أكَّدوا له أنَّه لم يكن مقصودًا بذلك؛ إلاَّ أنَّه أمضى استقالته، وقَصدَ جامعة صنعاء.
وأستاذنا السَّامرَّائي عفيفُ النَّفس أبيُّها؛ فحين قال له الدكتور شوقي ضيف مرَّةً: "إنه في كلِّ عامٍ تُفتَتَح جامعةٌ في الأردن؛ فلماذا لا تتقدَّم إليها بطلب للتَّدريس؟!".أجابه السَّامرَّائي: "أنا لا أتقدَّم! إن رغبوا؛ فليأتوا إليَّ!!". ولا شكَّ أن هذه صفات العلماء الكرام؛ لأنَّ العلمَ يُؤتى ولا يأتي.
اتخذ أستاذنا من مدينة (صنعاء) مرفأً يتنسَّم فيه عبق مدينته التاريخية الباذخة بغداد، صنعاء المدينة التي لا تقلُّ حضارةً ولا عُمقًا ولا عَبقًا صادقًا عن مدينته، فعاشَ فيها زمنًا يتفيّأ جمالَها، ويستلهمُ تاريخها وإنسانها ولسانها وروحَها المحبَّة لكلِّ العرب، تلك الروح المضياف المعطاء لكلِّ من يمَّم محرابها، أو قصدَ وفاءَها، أو لاذَ بحماها، فلا تنكره ولا تقهره، بل تفتح له أبوابها السَّبعة التي تشبهُ القلوبَ ليلجَ من أيِّها شاءَ، وليعلقَ بأيِّها أحبَّ.
حديثنا عن أستاذنا العالم الجليل واللغوي النِّحرير، والأكاديمي القدير الأستاذ الدكتور إبراهيم أحمد السامرائي (ت2001م) وهو إضافة إلى تلك الصفات المتخصِّصة أديبٌ وشاعرٌ، وعضو في عددٍ من المجامع اللغوية منها: مجمع اللغة العربية بالقاهرة حيث انتخب عضوًا مراسلًا منذ عام 1980م وعضوًا عاملًا منذ سنة 1990م، ومجمع اللغة العربية في دمشق، ومجمع اللغة العربية الأردني، واللجنة المعجمية التونسية، والمجمع العلمي الهندي، والجمعية اللغوية الفرنسية.
درستُ لديه وتلقيتُ عليه مقررًا دراسيًّا واحدًا هو (النحو ومدارسه) في مرحلة المقاصَّة في كلية الآداب بجامعة صنعاء في العام الجامعي 1994- 1995م، وكان الكتاب المقرَّر علينا هو كتابه "المدارس النحوية أسطورة وواقع" وهو من الكتب المهمّة في رصد المدارس النحوية، وما تتصف به كل مدرسة من ملامح، وأبرز خصائصها ورجالاتها.
تعلمتُ من أستاذنا السامرائي أنه حين يكون في قاعة الدرس ويشرح آراءه يكون مُنصفًا في قول ما له وما عليه، مع اعتزاز واعتدادٍ برأيه إلى حدٍّ كبير، وإقناعٍ للمستمع بحجَّته، فهو يسوق الدلائل عليها، ويستكمل جوانب الإقناع فيها.
كان مهيبَ الحضور بالنسبة لنا، فلا يكلَّمُ إلا بحذر، ولا يُسألُ إلا في ضرورة، وقد كان –رحمه الله- نزقًا ربما ينفعل لأيِّ سبب، ولأنَّه من أهل اللسانيات كان لسانه في بعض الأحيان أكثر حِدَّة ونزقًا قد يدفعه –غفر الله له- إلى الَّلعنِ أحيانًا، ولكن في حدودٍ ضيِّقة بسبب موقف ما أو عدم فهم لأحدهم؛ حيث كان يغضبُ حين تلوح البلادةُ أو العنادُ غير المنطقي أو لأمر يراه غير مناسب.

 
ذات مرَّة وبعد انتهاء المحاضرة صحبتُه مشيًا من القاعة وحتى البوابة الغربية للكلية باتجاه الطريق الدائري، وفي أثناء تلك الخطوات سمعتُ منه بعض الفوائد، وكان كلَّما رأى شيئًا يمكن أن يكون أفضل في النظافة أو منظر الحديقة أو مظهر بعض الطلاب ينتقد ذلك الأمر، وكان متبرمًا من أمرٍ ما، اتضح لي بعد ذلك أنه كان على وشك مغادرة جامعة صنعاء التي غادرها فعلًا في العام 1996م بعد أن عمل فيها لعشر سنوات تقريبًا منذ العام 1987م، ثم غادرها متجهًا إلى عمَّان للمرة الثانية، ولعلِّي سمعت منه انتقادًا لاذعًا لسياسة جامعة صنعاء، وتصرفات بعض قياداتها كانت صادرة منه عن حرقة وألم، لأنه كان يعتقد بأن الجامعة يجب أن تكون أحسن مما هي عليه.
وربما يرجع ذلك النزق في طبع أستاذنا إلى عوامل كثيرة، لعلَّنا لو اطلعنا على جانب من سيرته الذاتية في كتابه (حديث السنين: سيرة ذاتية، 1998م) لأدركنا السبب، والتمسنا له العذر، وقد كتب سيرته الذاتية بطريقة مختلفة؛ حيث جعلها على شكل حوار بينه وبين صاحبه بما يشبه حوار الفلاسفة والمربِّين، فجاءت تلك السيرة ذات أسلوب ممتع بديع بليغ يعيد إلى الأذهان أسلوب الجاحظ والتوحيدي، وغيرهما من أئمة البيان العربي، وهم بلا شكٍّ أساتذته، وهو من مريديهم المخلَصين في منهجهم وعلمهم.
في تلك السيرة نطَّلع على طَرَفٍ من حياتِه التي يَذكر فيها "أنه ولد في مدينة العمارة (إحدى حواضر جنوبي العراق) وقد نزح إليها جدُّه مع طائفة من النازحين من سامرائيين تفرقوا في حواضر العراق، وكانت دارهم واسعة اشتملت على حجرات عدة اتسعت للعشيرة بأكملها، وتتوزَّع هذه الحجرات أسرُ الأعمام والأخوال وذراريهم، وكانت ولادته سنة 1923م [هذا هو الشائع في مولده، ويؤكد الأستاذ عبد الله السِّريحي عن الدكتور نفسه "بأن الصواب هو أن مولده كان في 1916م، بينما تأريخ ولادته المثبت في أوراقه الرسمية هو 1923م، ويقول عنه إنه خطأ شاع وأصبح من الصعب تصحيحه أو تلافيه"]، وقد ذاق مرارة يُتم الأبوين، وهو حَدَثٌ، فعوضته العناية الإلهية بأمٍّ رءوم حنون هي خالته التي حَدبت عليه، وعلى شقيقته التي سرتْ إليها عدوى المرض من أمِّها التي كانت مصابةً بالسِّلِّ، وكان سببًا في موتها، ومن أعجب ما روى السامرائي في ذلك بأنه رضع لبن أمِّه، وكانت مصابة بالسل".
وقَد شَقِي السامرائي في صباه كما شقيَ في كهولته وشيخوخته، فقد وافاه الأجل في عام 2001م في عَمَّان، حيث عاش غريبًا كئيبًا، فلاحقته سهام الشقاء والعناء في جميع أطوار حياته فعندما سافر للالتحاق بالبعثة العلمية العراقية صحب شقيقته وخالته الى مصحِّ "هلمين" في لبنان لعلاجهما من ذلك المرض الفتَّاك الذي يقتنص فرائسه وضحاياه من الفقراء والبائسين الذين لا يجدون ما ينفقون.
ولما طلب منه صاحبُه ومحاورُه –في كتابه السِّيرة- أن يبسط تلك الصفحات عن تلك العهود المظلمة، أجابه بقوله: "أنَّى لي بهذا؟! وقد غربت عني عهودٌ، وتحولت إلى عصر آخر شقيتُ بخطوبه، ولم أجد حاشيةً في أسفاري أبسط فيها بعض أضغاث أحلام ...".
وقد مضى أستاذنا السامرائي في سرد أيام طفولته حين ذهب إلى الكُتَّاب قبل الذهاب إلى المدرسة، ويذكر أنه كان معه في الكتَّاب ثلاثون آخرون، وكان تلميذ الكتَّاب يُسمَّى (صانع) وهذا اللقب كان يُطلق على تلاميذ الكُتَّاب في بغداد.
وتكون خاتمة المطاف لصناَّع الكُتَّاب هي الختمة (ختمة القرآن) وهي مرحلة التخرج النهائية، ويمضي السامرائي  في وصف عهد الطفولة فيقول: "لقد شغلتني همومي وأنا صغيرٌ حَدَثٌ فوعيتُها، وصاحبتني طوال المراحل اللاحقة" ورغم ما كان فيها من آلام، وفقد، ومعاناة شديدة إلا أنه قد وصفها بوصفٍ بليغٍ موجزٍ دالٍّ، وهو يجمع بين متناقضاتها، ويعبر عن آلامها، أطلق عليها (نعيم البؤس) حيث يقسو الزمان وتتكالب الأحزان فيوجز التعبير عنها فيقول: "لقد مرَّ بنا زمان لا نجد من طعامنا إلا مسكة نتبلَّغ بها لا تتجاوز الخبز القفار لا إدام له إلا بعض الخضر".
ومن هنا نستطيع أن نتفهَّم بعض ملامح شخصية أستاذنا التي كان يغلب عليها ذلك الألم والحزن، بسبب تلك الطفولة المقترنة بالفقد واليتم والموت والفجيعة في الأبوين وفي الأقارب، وبسبب ذلك الصِّبا المرتبط بالمعاناة والسفر والترحال، ثم الشباب المكتنف بالثورة والعناد والرفض، ومن هذا كلِّه تتضح بعض صفاته، وندرك سرَّ ذلك المزاج الحاد الرافض النَّزق.
وقد سردَ أستاذنا السامرائي في كتابه الكثير عن حياته وطفولته وشبابه وصولًا إلى دراسته، وكيف تعرض لغمط حقِّه في أخذِ بعثةٍ دراسيةٍ من بلده العراق على الرغم من أنَّه كان الأول على دفعته حتى قيَّض الله له الأستاذ الدكتور متى عقراوي الذي أعاد له حقَّه السليب في البعثة بعد أن كاد يضيع بسبب الأحقاد والأنانيات.
ثم يبدأ أستاذنا السامرائي صفحة جديدة وهي الالتحاق بالبعثة إلى جامعة السوربون، وكان يحدِّثنا في محاضراته عن مدى اهتمام الفرنسيين بالقراءة، وكيف لفت نظره واسترعى انتباهه من أول لقاء فعندما استقل القطار السريع إلى باريس وجد أغلب الركاب يقرؤون في كتاب أو في صحيفة، وهم في هذه الصفة سواسية تجد السيد والسيدة اللذين يبدو أنها على حظٍّ موفور من الثقافة.
وفي سيرته يتحدَّث عن المعهد الإسلامي، ومكتبة اللغات الشرقية، وكلية فرنسا تلك المؤسسة العظمية التي يختم فيها كبار الأساتذة عملهم الجامعي، ويحدثنا عن تعلُّمه للغات التي كان على معرفة واسعة بها، والسبب أنه في دراسته في مرحلة الدكتوراه في السربون كان لزامًا عليه أن يتهيَّأ لدراسة اللغات السَّامية، فبدأ هذه المسيرة بدراسة اللغة العبرانية، فقصد المعهد الكاثوليكي، وانتسبَ إليه طالبًا ملتزمًا بالحضور التامِّ، ودفع أجور الدراسة، فزودوه بالكتب التي أُعدَّت للمبتدئين، فوجد نفسَهُ قريبًا من تلك اللغات؛ ذلك لأن العبرانية، والعربية، ولغات أخرى عدة هي أخوات تجمع بينها -كما كان يقول- أواصر النسب التاريخي.
ولم يقف في هذا المعهد عند دراسته للعبرانية والآرامية، بل سَمَتْ به همَّتُه إلى دراسة الحبشية، والبابلية، والآشورية، والسبئية.
ويقتضي حصول الباحث على درجة "دكتوراه الدولة" في جامعة السّوربون إعداد رسالتين علميتين فيهما جدة وزيادة معرفة تسمَّى الرسالة الأولى: الرسالة الكبرى أو الرئيسية، والثانية: الرسالة الثانوية أو التكميلية، وكانت رسالة السَّامرائي الرئيسية في لغة القرآن الكريم وعنوانها "الجموع في القرآن مقارنة بصيغ الجموع في اللغات السامية"، أما الرسالة التكميلية، فهي تحقيق كتاب "المثل السائر" لضياء الدِّين ابن الأثير.
وفي حديثه الشَّائق عن رسالته للدكتوراه التي نوقشت في شهر مارس1956م، وعودته إلى بغداد نجده يقول: "كانت اللجنة برئاسة الأستاذ "ليفي بروفنسال" عميد المعهد الإسلامي رئيسًا، وعضوية الأستاذ "بلاشير"- وهو المشرف الرسمي- والأستاذ "شارل بلا" ثم الأستاذ "لاووست" الذي  استُدعِي من جامعة "ليون" واستغرقت المناقشة سبع ساعات، ثم انصرفت اللجنةُ لبضع دقائق، ثم عادت، فأعلن رئيسها القرار بمنح الدارس إبراهيم السامرائي درجة دكتوراه الدولة برتبة الشرف الأولى، وبعدها قَفلَ راجعًا إلى بغداد ليجد مكانه في قسم اللغة العربية في كلية الآداب ليدرِّس مادة النحو لطلبة السنة الأولى، ومادة فقه اللغة لطلبة السنة الثالثة، واللغة العبرية لطلبة السَّنة الرابعة، واللغة السريانية لطلبة قسم الآثار، وهكذا انتهى دور الاستفادة ليبدأ دور الإفادة".
لأستاذنا السَّامرائي في مسيرته العلمية الحافلة الكثير من الكتابات الرصينة، والأبحاث العلمية الجادَّة والمؤلفات النافعة، ويمكن تقسيمها إلى: خمسة أقسام: كتبٍ مؤلفة، وكتب محقَّقة، وكتب مترجمة (عن الفرنسية والإنجليزية)، وكتب مدرسيَّة (تعليمية) شارك السامرائي في تأليفها، وكتب منجزة ما تزال تحت الطبع (تأليفًا وتحقيقًا وترجمة). وأما الإشراف على رسائل الماجستير والدكتوراه فهي بالعشرات، وكذا الأبحاث المحكمة والمنشورة في الدوريات والمجلات والصحف فهي بالمئات، وحدِّث ولا حرج.
له من المؤلفات نَحوٌ من خمسين كتابًا، ومن التَّحقيقات ما يربو على العشرين، نذكر من تلك المؤلَّفات: «الأعلام العربية» و«إعلام الوَرَى فيما نُسب إلى سامَرَّا» و«التَّطور اللُّغوي التَّاريخي» 

 و«التَّكملة للمعاجم العربية من الألفاظ العباسية» و«التَّوزيع اللُّغوي الجغرافي في العراق» و«الدَّخيل في الفارسية والعربية والتركية» و«دراسات في تراث أبي العلاء المعرِّي» و«دراسات في اللغتين السريانية والعربية» و«رحلةٌ في المعجم التَّاريخي» و«رسائل ونصوص في اللغة والأدب والتاريخ» و«العربية تاريخ وتطور» و«الفعل.. زمانه وأبنيته» و«فقه اللُّغة المقارن» و«في الصِّناعة المعجمية» و«في اللَّهَجَات العربية القديمة» و«في مجلس أبي الطيب المتنبي» و«في المصطلح الإسلامي» 
 و«لغة الشعر بين جيلين» و«فقه اللغة المقارن» و«اللغة والحضارة» و«تنمية اللغة العربية» و«لفيف وأشتات» و«المجموع اللَّفيف» و«المدارس النحوية» و«مع المصادر في اللغة والأدب» و«مع المعري اللغوي» و«مع نهج البلاغة» و«معجم الفرائد» و«المعجم الوجيز في مصطلحات الإعلام» 
 و«معجم ودراسة في العربية المعاصرة» و«المقترح في المصطلح» و«من أساليب القرآن» و«من بديع لغة التنزيل» و«من سعة العربية» و«من الضائع من معجم الشعراء» و«من معجم الجاحظ» و«من معجم عبد الله بن المقفع» و«من معجم المتنبي» و«النحو العربي نقد وبناء» وغيرها.
ومن التَّحقيقات: الأمكنة والمياه والجبال للزمخشري- السرج واللجام لابن دريد- ديوان الجواهري- ديوان القُطَامي- رحلة ابن عابد الفاسي-  "الزهرة"، لمحمد بن داود الأصبهاني بالاشتراك مع الدكتور نوري القيسي- "فلك القاموس" للكوكباني- في التَّعريب والمُعرَّب (حاشية ابن بري على كتاب "المعرب" لابن الجواليقي)- "كتاب العين" المنسوب للخليل بن أحمد الفراهيدي بالاشتراك مع الدكتور مهدي المخزومي- كتاب الكتَّاب" لابن درستويه، بالاشتراك مع الدكتور عبد الحسين الفتلي- "كتاب النخل" لأبي حاتم السجستاني- "كشف النِّقاب عن الأسماء والألقاب" لابن الجوزي - "المرصع في الآباء والأمهات والبنين والبنات" لابن الأثير- "نزهة الألِبَّاء في طبقات الأدباء" لأبي البركات الأنباري- "نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز" للفخر الرازي، بالاشتراك مع الدكتور محمد بركات أبو علي، وغيرها.
 كمٌّ غزير يذكِّرنا بعطاءِ علماء العربية الأفذاذ في تاريخها القديم الزاخر، وببركة أعمال أصحابها الذين لم يدَّخروا وسعًا في خدمتها، ولم تصرفهم شواغل الحياة اليومية عن العكوف على التأليف والبحث بقدرة عجيبة وجهدٍ موفق مبارك.
وكان أستاذُنا شاعرًا، وله ديوان شعر أسماه «حنين إلى الكلم الضائع».كما كتب عنه الكثير من الدَّارسين والباحثين كتبًا وأبحاثًا ومقالات علمية، ومنهم: أحمد العلاونة كتاب «إبراهيم السامرائي علَّامة العربية الكبير» وعبد الله يحيى السِّريحي كتاب «إبراهيم السامرائي: الإنسان والكتاب».
تحية:
وجهُ العِراقِ وصَوتُه الأَنقَى
        ولِسَانُهُ المتدفِّقُ الأبقى
رَمزٌ لسامرَّاءَ يَنشُرُهَا
        بينَ الوَرَى فَيَزيدُها عِشْقا
هو خَالِدٌ في الحَرفِ تَذكُرهُ
        كُلُّ العُلومِ، ويَذهبُ الحَمقَى!
إخلاصُهُ وَعُلوّ همَّتِهِ
        يَتَنَاوَبانِ عليهِ كي يَرقى
قَدْ أَشرَقَتْ بجهودِهِ كُتُبٌ
        وَسَمَتْ بِفَيضِ جَلالِها صِدقا
ستظلُّ في الميزانِ ترفعُهُ
        وَيَظَلُّ في وجدانِنا حَقّا...
فصلُ الخِطَابِ:
"وما ندري أي نفعٍ أصاب أولئك وهم يلفقون ويكذبون، ألم يسأل ذو المروءة نفسه هذا السؤال: لقد عرفنا أن الرأي في الاعتقاد أو الزلفى من الحاكمين قد صنعت ما صنعت، فضاع حقٌّ، وهُجرَ علمٌ، فهل كان شيء من هذا حفَّز أبا حاتم وغيره من البصريين إلى هذا؟!
أقول هذا لأنِّي واثقٌ أنَّ في دنيانا المعاصرة قومًا قد ابتلوا بهذه الآفات فزيَّنوا الباطل وبهرجوا الجهل، وطمسوا الحقَّ زلفى لفلان، واستنامة إلى رأي في السياسة ونحوها، وشيء كمثقال حبة من خردل من هذا يفسد المروءة، ويوقع في الشر، ولئن أسفتُ على شيء لآسفنَّ على مروءة نضب معينها، وحرام علينا أن يتنكر آخرُنا لأوَّلنا. غفر الله لنا جميعا"@د. إبراهيم السامرائي (كتاب المدارس النحوية،ص180).


* نُشر المقال في العدد -33 من مجلة أقلام عربية، يوليو  2019م. ذو القعدة 1440هـ.
على الرابط الآتي:






تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماذا تعرف عن الحيمة الخارجية؟!

أعمال ومؤلفات الدكتور إبراهيم أبو طالب ودواوينه الشعرية [مرتبة زمنيا بحسب صدورها ( 1999- 2023م)]

24- الأستاذ الدكتور إبراهيم الصلوي (أستاذ اللغة اليمنية القديمة)