زيارة إلى (قنا عسير)


بين قصر "ابر امزليل"، ودار "ابن اللتيني"

في إحدى الجُمع المباركة من شهر جمادى الآخرة 1441هـ الموافق فبراير 2020م، تلقينا دعوة كريمة من صديق وزميل كريم، من شباب مدينة (قنا عسير) وهو إلى واديها الخصيب ينسبُ، في شموخ جبالها خُلقًا، وفي دماثة وديانها خصوبةً، وفي نقاء مياهها عذوبةً، وفي حسن حديث وجمال روح وطيب معشر التقانا، إنه سعادة الدكتور يحيى اللتيني أبو (وتين).
ظلَّت الدعوة مؤجلةً فصلًا دراسيًّا بعد فصل وعامًا بعد عام، وهو لا يفتر –مشكورًا- في اختيار الفسحة من الوقت، والفرصة السانحة من الأيام في تجديدها حتى تيسَّرت ذات جمعةٍ من هذا العام، وكم أدركنا في حديثه من الجمال والنُّبل، وكم لمسنا في كريم دعوته من السمو والصدق!
سافر الوفدُ المكون من سبعة أساتذة من اليمنيين أعضاء هيئة التدريس في قسم اللغة العربية وآدابها، وهم: د. حسن حيدر، د. طاهر الجلوب، د.عبد الغني الأدبعي، د. عبد القوي العفيري، د. عبد الله الجوزي، د. فوزي صويلح، وكاتب هذه السطور، وكان السفر عبر الطريق المؤدِّي إلى محايل عسير، وهو الطريق الذي يربط بين أبها وتهامة.
 ويمر بعقبة (شِعَار) تلك العقبة التي تجمع بين مهابة البناء وإتقان الطريق ورهبة المنحنيات وأصوات الشاحنات وبين الشعور بعظمة الخالق الذي جعل الجبال أوتادًا، وجعل إرادة الإنسان أقوى في شقِّ تلك الجبال وبناء الجسور والأنفاق، وتعبيد الطريق، وهي علامة دالّة على أنه علَّم الإنسان ما لم يعلم وسخَّر له الأرض ومدَّ له فيها سبلًا فجاجًا، وفيها من الدهشة ما يأخذ بمجامع القلوب، ولولا العادة والسفر المتكرر عبر هذه الطريق لتوقف المرؤ حائرًا متردّدًا من السير عبرها حين يجد نفسه معلقًا بين السماء والأرض، وعليه أن يجتاز (11) نفقًا متفاوتة الأطوال وبعضها يمتد لمئات الأمتار، على امتداد يصل إلى 14كم هي الفارق بين أول نفق وآخر نفق تقريبًا.
        وصلنا إلى محايل عسير ومنها اتجهنا إلى (قنا) والصديقُ يتابع تحركنا لحظة بلحظة حتى وصلنا إليه.
وبعادته العربية الأصيلة استقبلنا مرحبًا بنا في داره الكبير الجديد الذي بناه وانتهى منه مع انتهائه من رسالته للدكتوراه، متَّعه الله به وأعطاه خيره، وقد جمع في بنائه بين الأصالة والمعاصرة، متخذًا من الوادي نهجًا لرؤيته، ومن شرفاته الواسعة أفقًا لإطلالته ورؤاه، فدعونا له ببركة المسكن، وطيب السَّكن. ومما أعجبنا فيه أنه أخذ من الريف جمال المطلِّ، ومن المدينة حسن البناء والأثاث، وقد جمع إلى ذلك حسن الجوار مع والده وإخوانه الأفذاذ، فهم جميعًا من العلم بمكان ومن الخلق بمكانة.

بعد الضيافة الأولى وتناول القهوة العربية الأصيلة المعدَّة بروح المكان ونقاء الجو الرائع تبادلنا أطراف الحديث والسلام، وطيب الكلام، وأطلَعَنا (أبو وتين) على برنامج الزيارة الذي كان قد رتَّب له مع إخوانه وأبناء عمومته، بأن يُطلِعَنا على أبرز معالم المكان في جرعة مكثَّفة لا يتجاوز زمانها بين العصر والعشاء، وقد كان ذلك البرنامجُ على كثافته يمثِّل خلاصةً سريعةً وواضحةً لتاريخ (قنا)، ولأبرز معالمها، وقد أدهشتنا تلك المعالم، وبخاصَّة أنَّ الأخ يحيى قد جَنَّد لكلِّ مَعلَمٍ منها دليلًا خاصًّا يبدأ معنا، ثم يصاحبنا في استكمال البرنامج، وكل واحد يعرفُ دورَهُ، ويجيد تقديم ما لديه بكلِّ حميمية وانسجام وفهم.
فبدأنا بزيارة أوَّل معلم وهو الأقرب إلى دار الرجل، وهو قصر (ابرامزليل) وهو يقع بجوار صخرة كبيرة في منبسط الوادي، تحيط به المزارع من كل اتجاه، وصحبنا فيها الأستاذ (عبد الله آل سعد) الذي تذكرتُه فورَ رؤيته والسلام عليه بأنه كان من ضمن طلابي في مرحلة الماجستير في جامعة الملك خالد، وهو مُعلِّم أكمل دراسته العليا قبل التقاعد المبكر، وحصل على الماجستير في نظام الموازي الذي كان معمولًا به قبل سنوات في الجامعة، وكان ضمن دفعة متميزة ممن أتاح لهم ذلك البرنامج التأهيل، وكانوا -للأمانة- على مستوى كبير من الإجادة والطموح والخبرة والتميز.
بدأ (عبد الله) يحدِّثنا عن هذا الشَّيخ الجليل (ابر امزليل) الذي يمثِّل علامة ثقافية وتاريخية واجتماعية كبيرة للمنطقة جميعها، و(لقنا عسير) على وجه الخصوص، ويلهج بالأحاديث الكثيرة عن برِّه وأوقافه، ومواقفه، وكيف أنه أوقف هذه الأراضي الشاسعة والزراعة الواسعة للخير في زمن كان الناس بحاجة فيه إلى الأرض، وهي دخلهم الوحيد ومصدر عيشهم الفريد. ولكنّه بخيره وفطرته قد أعطى منها القانع والمعترَّ، وأوقفها على صاحب الحاجة والفقر.
وله قصر (بمقاييس زمانه) كان فارهًا ومنيفًا، وتظهر عظمته من آثاره.
 "تلك آثارنا تدلُّ علينا.. فانظروا بعدنا إلى الآثارِ".
 ويرجع عمر ذلك القصر إلى ثلاثمائة سنة تقريبًا، وكان بناؤه بالأحجار الكبيرة والصغيرة التي نُسميها نحن في اليمن (المَثْنَى) من الداخل، و(الشَّلف) التي هي أحجار صغيرة تشدَّ من البناء، وتمنحه تماسكًا وجمالًا، وهي على نمط الكثير من المباني القديمة في تلك المنطقة، وفي عسير عمومًا، ورأينا (المرادم) -جمع مردم- على الباب، وما بقي من الأخشاب الكبيرة من السدر والطلح التي سُقفَ بها المبنى، والدعامة الكبيرة في وسطه التي حافظت على توازن البناء من السُّقوط، ومنها يصعد الدرج إلى الأدوار الأعلى، وهو مَعلمٌ مهمٌّ بدأت يدُ البِلَى تمدُّ إليه أطرافها لولا يدٌ أخرى من المنطقة ولعلها يد البلدية بدأت تمدُّ إليه يد العناية والمحافظة عليه بجهود المثقفين وأبناء المنطقة ممن دعوا إلى أهميته وتاريخيته ورمزيَّته، وما بقي منه من الأحاديث والذكرُ.
وما أكثر أحاديث أبناء المنطقة عن هذا الرجل (ابر امزليل) و(ابر) باللهجة هي (ابن)، و(ام) الحميرية هي (ال) العربية، فهو (ابن الزليل)، وباللهجة ينطقونها (ابر امزليل). و(أم الحميرية) هي المعروفة والمستخدمة حتَّى الآن في كثير من مناطق تهامة عسير، وفي مناطق كثيرة من اليمن.
ويحفظ الناس لابر امزليل الكثير من القصص، ومنها قصته التي رواها لنا "عبد الله آل سعد"، وهو يتناوب الحديث عنها مع الدكتور يحيى عن (ابر امزليل) والشيخ ابن دحمان: تلك القصة التي خلاصتُها أنَّ شيخًا من بني شِهْرٍ وفد على صاحب له يطلبه في (ثورين) كان وعده بهما (لأعمال الزراعة أو نحوها)، فلم يتيسر له، فأحاله إلى آخر فاعتذر، فأخبروه أنه لن يجد بغيته إلا لدى الشيخ علي بن أحمد (ابر امزليل) فذهب إليه، وحين رأى معالم الشباب على ذلك الشيخ المشكور بين الناس المذكور بصيته وكرمه وسمعته اندهش، وهو ممن يقول الشعر، فقال على البديهة:
"وهذا (ابرامزليل) اللي يِطَرّي .. ولا لحية ولا شارب نبات"
أي: إنه يذكره الناس ويطرونه، وهو ما يزال صغير السن ما عنده لحية ولا شارب؟، فردَّ عليه الشيخ الشاب، وقال:
"إذا شبَّ الفتى عشرين عامًا.. ولم يملأ عيون المكربات
فلا تفرح به إذ قيل حيٌّ.. ولا تبكِ عليه إن قيلَ مات"
وهي أبيات شهيرة في وجدان الشعب ولها الكثير من التتمات والمطارحات، وقد ذكر هذه القصة –أيضًا- ووقف لديها مع الكثير من تفاصيلها وشرحها وتأصيلها الدكتور عبد الرحمن المحسني في كتابه التوثيقي والأدبي والمُهم: (قنا عسير، دراسة في حركة الفكر والأدب، ط1، 2015، مؤسسة الانتشار العربي).
وحين سمعتُ الأبيات تذكَّرتُ على الفور بيتًا يتناقله الناسُ لدينا في اليمن في حفز الهِمَم عند الشباب ودعوتهم للبروز والتفوق وبخاصَّة عند طلب العلم، وهو قريب إلى حدٍّ يكاد يكون فيه التناصُّ واضحًا ولا أدري هل هو من باب توارد الخواطر ووقوع الحافر على الحافر كما قال المتنبي. أو أن لكلِّ بيت مجاله وللأدب الشعبي سيرورته العجيبة التي لا تعرفُ سلطة المكان، ولا تتقيد بقيد الزمان. ويقول البيت الذي أحفظه منذ زمن الطَّلب والدراسة:
"إذا بلغ الفتى عشرين عامًا.. ولم يحز العلومَ فلا فتاءُ"
وواضحٌ التطويع الشعبي للمفردات و(الفتاء) بمعنى الفتوة، والمعنى واضح مباشر بأنه لا يُرجَّى منه إن بلغ ذلك السن (20عامًا) ولم (يحز العلوم) التي هي بلا شكٍّ علوم الدين، ومتون الدرس الشرعي واللغوي.
وكذلك كلمة (يحز المكرمات) أو (يملأ عيون المكربات) أو (ينطح) -كما في رواية أخرى للأبيات المنسوبة لابر امزليل- وبين (يحز العلوم). ومن العجيب أنَّ الأبيات تُراعي الإعراب، وفيها معرفة بالنحو فاستخدام (تملأ، وتفرح، وتبكِ) مجزومات، و(حيٌّ) منونة مرفوعة، (يحز) مكان (يحوز) التي ينطقها الناسُ عادة في لهجتهم بلا مراعاة للجازم. والبيت من بحر الوافر البحر الخليلي المعروف.
وقد روي هذا البيت مع شيء من التغيير في كتاب "الإصابة في تمييز الصحابة" منسوبًا إلى "الربيع بن ضبيع الفزاري"، وهو معَّمر عاش في العصر الجاهلي وأدرك الإسلام، ويقال: إنه عاش ثلاثمائة سنة منها ستون في الإسلام، ويقال إنه دخل على عبد الملك بن مروان فقال له: يا ربيع، أخبرني عما أدركت من القهر، ورأيتَ من الخُطوب؟، فقال أنا الذي أقول:
"إذا عاش الفتى مائتين عامًا.. فقد ذهب اللذاذة والفتاء" 
وعلى كلٍّ ليس هذا موضوعنا في التَّناص، ولا في تناقل الأبيات وانتشارها وتشابهها، فالروح الأدبية واحدة وجغرافية المكان واتصال الناس كان واضحًا رغم المسافات البعيدة.
وتستمرُّ الرحلةُ بعد هذا المَعلم إلى زيارة مَعلمٍ آخر ولكنه هذه المرة (إنسان) يحملُ من التاريخ والأحاديث التاريخية والخبرة الشيء الكثير إنه خال الدكتور يحيى، وهو (الشيخ عواضي بن عبد الله).. وهو ممن تعلَّم في زمن عزَّ فيه العلم، ولديه من المخطوطات والكتب القديمة ما يعتزُّ بها، وقد عرض علينا بعضًا منها بعد حديثه الشَّائق عن ذكرياته في اليمن وتعلمه على يد علماء تعلموا في زبيد من آل الحفظي ومن غيرهم، وكيف كانت معاناة الحصول على الوظيفة قديمًا، وتحدَّث باعتزاز عن أهمية التعليم ونشره في المنطقة في وقت مبكر، وقد جلسنا معه في مجلسه الخاص الذي ذكَّرني بمجالس "الحديدة" و"زبيد"، وتهامة اليمن عمومًا، وكان الجلوس على (القَعَادة) المصنوعة من الخشب وفتيل الخوص والنخل، ولكن في مجلس أنيق تحفُّه الذكريات والأصالة والطبع البسيط والنبيل.
انتهينا من زيارة الخال وانطلقنا نسابقُ المغرب وبقايا الضوء، وفي الطريق حدَّثونا عن مناطق بعيدة فيها نقوشٌ ومعالم آثار عتيقة لولا أنَّ الوقت لم يسعفنا لذهبنا إليها، وكان الرأي أن ما بقي من الوقت يكفي لزيارة المدرسة القديمة في القرية من (لتين) التي ما زالت أطلالُها قائمة، وفيها وقفنا وقوف امرئ القيس أو طرفة بن العبد، يتذكَّر الخالُ ذكرياته فيها، وتدريسه مع زملاء رحلوا وذكريات لم ترحل، وكذلك مضى عبد الله بوصفه واحدًا من طلاب تلك المدرسة يحدِّد لنا –ببراءة- مكان جلوسه وهو طفل يقرأ في هذا الفصل الذي خالط عشبُه الآن بقايا حجارة سوداء خَرِبة.
انتهت بنا زيارة المدرسة على صلاة المغرب التي عُدنا لأدائها في مسجد الخال المطوع بإمامته وصوته الذي ذكرتني طريقة تلاوته بطريقة تلاوة الحاج رزق الفقيه في قريتي وكأنهما تلقيا التلاوةَ من شيخ واحد!
ثم حملتنا السيارات إلى مكان مهم هو جزء من البرنامج -كما حدَّد السيناريو فيه أخونا سعادة الدكتور يحيى- فكانت الوجهة التالية هي (الشجرة المعمَّرة) في القرية ولها مكان بين القُرى المحيطة، وقد صارت معلمًا لقدمها من ناحية ولأنها كانت مكان تجمّع الناس وعقد مؤتمراتهم الكبيرة والصغيرة على مستوى القرى المحيطة، وهي شجرة نعرفها في اليمن بشجرة (التالوق)، ومفردها (تالوقة)، وهي شجرة معمرة تنبت غالبًا عند الآبار أو في الوديان، ويكون الماء قريب التناول والمَنْزَع حولها، ولو حفر الناس حفرةً لاستخرجوه بسهولة؛ هكذا كان المزارعون في قريتنا في الحيمة الخارجية يقولون لنا.

وحين وقفنا تحت (تالقة قنا)، ورأينا جذعها الكبير ذكَّرنا الدكتور "حسن حيدر" بشجرة الغريب في تعز تلك الشَّجرة العملاقة التي على طريق تعز التُّربَة، وهي شجرةٌ غريبةٌ ضخمةُ الجذعِ، يصل طول قطرها إلى (8) أمتار، ومحيطها (32) مترًا، وارتفاعها (14) مترًا، وهي الشجرة التي أخذت حظَّها في أدبيات الأدباء والشعراء اليمنيين والعرب، وذلك لفرادتها وغرابتها وجمالها، وقد وقف تحتها الشاعر العربي الكبير سليمان العيسى وقال فيها قصيدة رائعة عنوانها "تحت شجرة الغريب" مطلعها:
"ما أنتِ؟ حارسةٌ للدهر أم خَبرُ.. يعرى ويُورقُ لا يُدرَى له عُمُر؟
ما أنتِ؟ سرُّ من الماضي يطوفُ على.. شطِّ الزمان بِجلبابيه يأتزرُ
تغازلينَ الضُّحى والليل صامتةً.. وحول جذعـك يَعيَا، يَـسقط الـسَّفرُ
ما أنتِ؟ ملحمةٌ غبراءُ آونةً = وتارةً يتفيّا ظلك القَمَـرُ
بنت الزمان سلامًا إنَّني تِعبٌ = وها مرافئك السمراءُ تنتظرُ..."


ثم انطلقنا إلى المطلِّ الذي ترى (قنا وواديها وبيوتها وشوارعها) تحته، وفيه كان الشبابُ قد أعدُّوا لنا متكأً بين المغرب والعشاء، وتجمَّع فيه عددٌ من الشباب والضيوف تبادلنا أطراف الحديث وأنواعًا من المُلح والحكايات وبخاصَّة أن بعض الحاضرين من إخوة الدكتور يحيى وأبناء عمومته هم ممّن جمعتنا بهم لقاءات سابقة رياضية واجتماعية، وكان في الحديث حميمية وجمال يدلُّ على طيب معدن، ولطف ذوق، وعظيم خُلق.
 وبعدها ذهب لصلاة العشاء من لم يَقصر، ورُفعت الجِلسَةُ، وانطلقنا إلى الجهة المقابلة من (قنا) وهو مَطلٌّ آخر عند سارية العلم، رأينا (قنا) منه تتزيَّن بالأنوار وتخاطب القمرَ بأحلى عبارات الغزل الأزلي، والجمال الريفي الهادئ.
وختمنا الزيارة كما بدأناها أوَّل مرة في منزل الصديق الكريم؛ حيث كانت الذبائح معدَّة والعشاء مجهَّزا، وكأننا في وليمة كبيرة قد دُعي إليها جمعٌ كبير من الناس، وليس ثمةَ إلا الضيف والأصدقاء الذين رافقونا في جولاتنا وفي المطلِّ، ولكنها شيمةُ حاتم وخلقه الذي ما يزال يمارسه العربي بكلِّ أريحية وبعطاء لا يعرف البخل، ولا يخشى الفقر، فطعمنا وشكرنا اللهَ وحمدناه وأثنينا على من جادَ وأكرم، ودعونا له بأن يجود عليه الكريم الأكرم.
ورجعنا قافلين إلى أبها، وفي طريق العودة تردَّدتْ في وجداني أبياتُ الشَّاعر الكبير مطهر الإرياني -رحمه الله- التي تغنَّى بها علي الآنسي وغيره من الفنانين اليمنيين، وكم ردَّدها الوجدانُ الشعبي اليمني طويلًا:
"خطر غُصن القَنَا وارد على الما نزل وادي بنا
ومر جنبي وباجفانه رنا نحوي وصوَّب سهامه واعتنى
وصاب قلبي أنا يا بوي أنا.. أمان يا نازل الوادي أمان"
رجعنا ونحن نَحمِلُ في الذاكرة ذكرياتٍ جميلة، وفي الوجدان انطباعات جليلة.
*****
فسقى اللهُ (قَنا) طيبَ المُنى.. ما شدا الطيرُ على غُصنِ القَنا
نقشَتْ في الروحِ من آثارِها.. ما أثارَ الوصل فينا ودنا
تركَ التاريخُ في وديانها.. بصَمَاتٍ مِن حَياةٍ وسَنَا

الجمعة- 7 فبراير 2020

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماذا تعرف عن الحيمة الخارجية؟!

أعمال ومؤلفات الدكتور إبراهيم أبو طالب ودواوينه الشعرية [مرتبة زمنيا بحسب صدورها ( 1999- 2023م)]

24- الأستاذ الدكتور إبراهيم الصلوي (أستاذ اللغة اليمنية القديمة)