مجموعة ناصر الحنش...منكم من ...أنا
مقدمة مجموعة "منكم من ... أنا" لناصر محمد الحنش
د.إبراهيم أبو طالب
قصص ناصر الحنش مفعمةٌ بالحياة، وبالتجربة
الحياتية المتلاطمة بحيوات شخصياتها وعوالمهم المحلّقة في وجدان الحياة المختلفة
الأمواج.
تميل قصصه إلى الحكي، فهو حكَّاءٌ ماهرٌ يدهشك
بسحر حديثه وأسرار أبطاله، وجمال حكاياته التي هي في مجملها حكايات واقعية، متكررة
الحدوث في كوكب الحياة وعوالم إنسانها، تذهب في أغلبها إلى اكتشاف جوهر الإنسان
الذي تُوْقِعُهُ الظروفُ ضحيةً لغير ما كان يريد أن يكون عليه، أو يطمحُ إلى
تحقيقه، تدفعه موجات القدر، ويقذفه سوء الحظ غالباً إلى الطريق الخطأ، إنه يكتب
بروح المتغلف في بساطة وقدرة خبير حاذق، يتأمل آلام أبطاله وأحزانهم الكثيرة،
وأفراحهم القليلة النادرة ويكتشفها من داخل أنفسهم، ويجعلنا معه ندركها على
حقيقتها المجردة.
يذكرنا بعوالم محمد عبد الولي في كثير من
همومها بخاصة في جزئها المتعلق بأثيوبيا، وتجربته تبدو قريبة الشبه به، كونهما قد
عاشا نفس الظروف والمولد والنشأة من أبٍ يمني وأمٍّ (أثيوبية)، ثم إنهما قد عاشا
حياة الناس ولامساها واقتربا كثيراً من حقيقة الألم والمعاناة والبحث عن استقرار
الذات.
والواقع أن ناصر الحنش يحكي على سجيته دون
تكلّفٍ، ولا يعنيه سوى الحكاية وحدها، فليس معنياً بتنميق اللغة ولا مدهشات السرد
وتقنيات تجديده، إنه قاصٌّ بالفطرة وبالتجربة يلامس حقيقة القصِّ، وجذوة الفكرة،
وروح الإنسان، لذا تبدو شخصياته على قدر كبير من الصدق فيما تطرح، ومن الأثر فيما
يبقى في الذهنِ ويستقرُّ في الذاكرة من حكاياتها.
10/ 10 / 2012م
تعليقات
إرسال تعليق