تعليم الفتاة


(طلبت هذه الكلمة ابنتي هديل - الصف الخامس- لتلقيها على زميلاتها في طابور الصباح)
أخواتي الطالبات:

  جعلَ الله العلم فريضة على كلِّ مسلم ومسلمة، وقال في أول آيةٍ نزلت من القرآن الكريم على قلب رسولنا العظيم محمد - صلى الله عليه وآله وسلم﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الّذِي خَلَقَ، وهو خطاب وأمرْ بالقراءة للمذكر والمؤنث سواءً بسواء، ومن هذه الآية نفهم أن الله عزَّ وجلَّ أمرنا بالعلم والفهم، وحثنا على تأمل الحياة والكون من حولنا، لأننا لن نستطيع ذلك إلا بالقراءة وبالعلم، فهو طريق الحياة والبناء الصحيح، ولا طريق سواه للمعرفة والتطور.

 وواجبٌ على الفتاة المسلمة اليمنية الأصيلة أن تتعلمَ، وتحرص على طلب العلم والمثابرة في تحصيله والحرص على الاجتهاد فيه، لأنه الطريق السليم لبناء العقل والتحرر من الجهل، والظلم، والظلام، لأن ابنة اليمن حين تتعلم ستعرف حقوقها وواجباتها الدينية والاجتماعية، وستكون قوية بالمعرفة وشخصيتها ستكونُ سليمةً، وسوية، وقوية -أيضاً- بالعلم فلن يقهرها أحدٌ ولن يذلها، وستكون في المستقبل الأمَّ التي ستربي الأجيال أحسن تربية، وتعلمهم الأخلاق والآداب، كما قال الشاعر حافظ إبراهيم:
الأمُّ مدرسةٌ إذا أعددتها ... أعددتَ شعباً طيب الأعراقِ
  وتَعَلُّمُ الفتاةِ هو الخيرُ كله لنفسها وللمجتمع من حولها، ثم هي حين تتعلّم تؤكدُ على أصالتها واعتزازها بنفسها وبوطنها، لأنها ابنة بلقيس الملكة العظيمة الخالدة في التاريخ التي حكمت اليمن حيناً من الدهر، بحكمتها وعلمها، وكذلك فعلتْ السيدة بنت أحمد الصليحي (السيدة أروى).
 والفتاة اليوم بالتعليم ستصل إلى أعلى المراتب كما وصلت السيدات الفضليات قبلهنَّ حين وصلنَ إلى منصب الوزير، والسفير، وعضو مجلس النواب، وكذلك منصب الوكيل، والمدير العام وغيرها من المراتب والمناصب العليا في الدولة وما كانت تستطيع الوصول إلى ذلك لولا التعليم، هذا بالنسبة للمناصب السياسية والعامة، وأما في بقية الحياة الاجتماعية فهي الطبيبة، والمهندسة، والمعلمة، والمحامية، والمربية، والشرطية وغيرها من التخصصات المفيدة والنافعة، وهي لم تصل إلى هذا كله إلا بالعلم والمعرفة والشهادات المدرسية والجامعية.
 لذلك على بناتنا الطالبات الاجتهاد في مدارسهن، والمثابرة طوال العام على الفهم، وتحصيل الآداب، والتحلي بمكارم الأخلاق مع أساتذتهن وزميلاتهن، والمنافسة الشريفة في طلب العلم وحفظه وتحصيله، وحلِّ الواجبات بانتظام، والمشاركة في النشاطات الطلابية المدرسية لرفع الثقافة من خلال المواهب والقراءات للمنهج، وللقصص، والشعر، والكتب العلمية المفيدة والثقافية حتى يستنير عقل الفتاة، وتفهم الحياة من حولها بالعلم والمعرفة والدراسة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماذا تعرف عن الحيمة الخارجية؟!

أعمال ومؤلفات الدكتور إبراهيم أبو طالب ودواوينه الشعرية [مرتبة زمنيا بحسب صدورها ( 1999- 2023م)]

24- الأستاذ الدكتور إبراهيم الصلوي (أستاذ اللغة اليمنية القديمة)