رحم الله الدكتور أحمد الجرموزي

 ]الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون. أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأؤلئك هم المهتدون]

 

أيا عينُ، ما لَكِ لا تُقْلِعِين ونفسُكِ أذهبتِها حَسْرةً إذا حانَ موتٌ، فلا دافعٌ فصبراً، وذِكرُ النَّدى خالدٌ فـ "أحمدُ" كانَ الصفيَّ النقيَّ فقد كان في العدلِ لا ينثني عن النُّصحِ كم قلتَ مِنْ حكمةٍ أعدتَ الشريحةَ "للمركزِ1" فهل مثلك اليومَ مِنْ واحدٍ دعتْكَ المناصبُ عن رغبةٍ عَفَفْتَ عن المالِ في عزَّةٍ وها أنتَ غادرتنا شامخاً نُعزِّي البلاغةَ في رمزها وكنزكّ والفخرُ حبُّ الأنام نُحبُّكَ في الله حبَّ النقاء فعشْ خالداً في قلوب الجميع سيعطيكَ مولاكَ منْ جودهِ وصلَّى الإلهُ على أحمدٍ كذا الآل والصّحب ما سابقتْ، تَجُوْدِينَ بالدَّمْعِ من غير باسْ؟ هو الموتُ ما منهُ طِبٌّ وآسْ يزيدُ الهروبُ إليه انغماسْ لهُ في مرايا المُحِبِّ انعكاسْ هو التِّبْرُ والآخرون النُّحاسْ وقد كان في الحقِّ صعبَ المراس شعارُكَ في المالِ: لا .."لا مِساسْ" غداةَ استقلْتَ لتعلي الأساس يصونُ الأمانةَ في الإلْتِباسْ؟ وقد كنتَ تخشى من الاِنتكاس وقلتَ: التَّقلُّبُ فيه ارتكاسْ وذكراكَ رافعةٌ كلَّ راس فصاحةُ قولكَ فوق القياس لذا كنتَ أذكى به مِنْ "إياس" ونطمَعُ بالْحُبِّ فيكَ اِلْتماسْ وفِكْرُكَ مُسْتَنْبَتٌ في الحواسْ وتنعمُ ما بين حُوْر، وماسْ سَمِيِّكَ شافِعِنَا يومَ باسْ وما لَعِبَتْ في الفَلاةِ الكُنَاسْ

رحمَ اللهُ الأستاذ الدكتور أحمد علي الجرموزي رحمةً واسعة، ونسأل الله لأهله ولمحبيه ولزملائه في جامعة صنعاء ولطلابه ولجيرانه ولكلِّ من عرفهُ الثبات والصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

الأسيف الحزين د/ إبراهيم محمد أبو طالب

الاثنين 25 جمادى الآخرة 1434هـ

الموافق 6/5/ 2013م.

---

[1])  عندما ترك الدكتور أحمد الجرموزي مركز الإرشاد التربوي والنفسي بجامعة صنعاء والذي كان يديره منذ تأسيسه على يديه في عام 2005م وحتى مطلع عام 2011م، سلَّمَ التلفون والشريحة التي كانت بحوزته لإدارة المركز لأنها من المال العام، ولا يحقُّ له أخذها –كما قال-، وهذا أنموذج لا نقرأ عنه اليوم إلا في سيرة الفاروق عمر بن الخطاب والعادل عمر بن عبد العزيز، ولكنه تحقق في الدكتور الجرموزي الذي كان مسعاه مسعى أصحاب الهمم العالية والقيم الرفيعة، رحمه الله.