من أدب المناظرات


(المُناظرةُ بينَ دجاجةِ البلدِ ودجاجةِ المَزرعة [الخَارجِ])
 
تأليف القاضي العلامة/ عبد الرحمن بن أحمد أبو طالب -رحمه الله-
 [1340- 1427هـ/ 1922- 2007م]  
(أعتنى بها وشرحها: د. إبراهيم أبو طالب (حفيد المؤلف)
 
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله القائل: ﴿وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ﴾[سورة الأنعام، آية38].

والصلاة والسلام على خاتم رسله الذين منهم سليمان الذي حُشر معه الطير، وعلَّمه منطقها عليه وعلى المرسلين الصلاة والسلام.
وبعد:
فإنَّ المناظرة بين الأشياء سبيل تفكُّهِ الكثيرِ، كالمناظرة بين مساجد صنعاء، وبين صنعاء والروضة، وبين الكَرْمِ والنخيل، وبين القهوة والقات، وبين المداعة([1]) والخويسي([2]) (الغليون) وغيرها([3]).
 وفي تلك المناظرات متعةٌ للسَّامع وفائدةٌ للقارئ، وعلاوةً على الملاحَةِ، فهي تضمُّ تأريخًا وأدبًا وفوائد لغوية لو تأملها المطَّلِعُ، وتدبَّرَها الدَّارسُ.
وقد حاولتُ هنا التَّشَبُّه بمن سَبق، ومتمثّلًا بقول السَّهروردي([4]):
فتشبَّهوا إن لم تَكونُوا مِثلهم .. إنَّ التَّشَبّه بالكرامِ فَلاحُ
فكتبتُ هنا ما سنحتْ به الفُرصةُ عن دجاجة البَلد، ودجاجة المزرعة المجلوبِ صغارُ فِراخِها من الخارج.
*[صورة من المناظرة بخط المؤلف -رحمه الله-]*
خرجت الدَّجاجةُ البلديةُ من كِرْسِهَا ومدَجِّها الصَّغير [مأوى الدجاج] في الصَّباح الباكر مشمِّرةً عن ساقيها رافعةً سروالها إلى فوق ركبتيها، قد احمرَّ خداها كدليل على أنّ فيها (مُطَاط صالح) ([5])، فهي تُغرِّدُ بأعلى صوتها: " قا قا قا قققق " مُعْرِبةً عن غَرامِها، فقال من حفظ عن رواةِ النبي سليمان إنها قالتْ أو تقول:

قالوا له روحي فداه .. هذا التجنّي ما مداه؟
أنا لم أقم بصدودهِ .. حتّى يُحمّلني نواه([6])
فاهتزَّ الديكُ طربًا، ونهض من مرقده تالياً:
﴿قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا ۜ ۗ هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ﴾ [يس، آية52] وضرب بجناحيه ثلاث ضربات، ورفع عنقه وقوَّسَ بذنبه ذي الشعر المتزايد بعضه فوق بعضٍ وصاح: " إ إ إ هه" وطار بغير اتزانٍ فوقع مختلجا على الأرض، وكادَ ينطرح على أُمِّ رأسه لأنّه غير عارف بالطيران، وطاف على الدجاجة طواف القدوم عن اليمين وعن الشمال، وقد دلّى جناحه كسربلةِ المصلّي لأكمام قميصه الفضفاض، وصار يضربُ بأظافر رجله قصَبَ جناحه مُنحنيًا كما يتدرَّبُ العازفُ على العود، وكأنما يملي قول مجنون ليلى:
فلو تلتقي أرواحُنا بعد موتنا.. ومن دون رمسينا من الأرض مَنكِبُ
لظل صدى رمسي وإن كنتُ رِمَّةً.. لصوتِ صَدَى ليلى يِهِشُّ ويطربُ([7])

وأخذ ينقب في الأرض برجليه ذات اليمين وذات الشمال، ويبحثُ بحث اللئيم على الدينار، فما حصل عليه رفعه بمنقاره، ووضعه مُدَرْدِرًا للدجاجة وهو أحوج منها إليه. ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ﴾ [الحشر، آية9]، ويقالُ: أكرمُ من ديكٍ.
حتى إذا ما عَرَفَ أنَّه قد شغفها حبًّا، وثبَ على ظهرها، وعضَّ بمنقاره عنقَها تاليًا: ﴿لِتَسْتَوُوا عَلَىٰ ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ﴾ [الزخرف، آية 13]، والتقى الذيلان وانحدرتِ العينان، وكان ما كان والله المستعان. وأنشد:
هصرتُ بفَودَيْ رأسها فتمايلتْ.. عليَّ هضيم الكشح ريَّا المخَلخَلِ([8])
وقفز على ظهرها، وأرخى جناحَه، وجمع بينه وبين ظفر رجله، ودار عليها دورةَ شُكرٍ وتقدير.
وانتفضت انتفاضتين، فرَّجتْ فيهما رِيشَهَا بمثابة غُسلِ المسلمِ من الجنابة.
وجاءت الدجاجةُ الشقراء، وأخرى سوداء، وثالثة شهباء، فأحطن به إحاطة التلاميذ بالأستاذ، وأجرى مع كلِّ واحدة نفس العملية مع الدجاجة الأولى قائلاً:
تنقَّلْ فلذاتُ الهوى في التنقُّلِ.. وَرِدْ كلَّ صافٍ لا تقفْ عندَ منهلِ([9])
وهو يتمتم بقوله جلَّ وعزَّ: ﴿فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ﴾ [النساء، الآية3].
وقد أثَّرتْ الغيرةُ في الدجاجة الأولى فقرأت: ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا﴾ [النساء، الآية3].
وبعد ذلك طَفِقَ الجميعُ في البحثِ عن فَضَلاتِ الحيوان، ومخلفات الإنسانِ، والتنقيب في المزابل عن الحشرات، والبحث عن الماء، والشرب من المستنقعات، ولسان حالهنَّ يقول: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ...﴾ [البقرة، الآية29].
وطارت من فوقهنَّ الجولبة (الفاختة) عن غير قصد فصاحتِ الدجاجُ مذعورةً؛ وافراخاه! وبأصوات كأنها تقول: "كَنْ قَدْ كَنْ قَدْ كَنْ قَدْ طِحتْ" ... والديكُ يقولُ: يا لطيف، يا لطيف!.
***
واستمرت الحال حتى وقت القيلولة، فتمرَّغوا بالتراب، ونثروه بالأرجلِ والجناح على سائر الجسم كأنَّ على رؤوسهم الطير، ثمَّ تفيّئوا أدنى ظلال، واعتمدت كلُّ دجاجةٍ على ساق واحدة عند انتصابها ووضعت مخلب رجلها الأخرى على ركبة تلك الساق القائمة، يردِّدون قول الشاعر:
فقلتُ: وفي ظِلِّ الأراكةِ والحمى.. يقالُ ويستسقى؟ فقال: يُقالُ([10])
والدجاجُ من طبعها الحَذر، فحتى في القيلولة لا يأمَنَّ أن يتخطَّفهنَّ الطيرُ، فيتناوبن الحذر مع الديك تناوبَ المجاهدين صلاةَ الخوفِ مع القائد، وحان وقت الظهرِ، فضرب الديكُ بجناحيه ومدَّ عنقَهُ المغطَّى بالشعر الذهبي والأقحواني، وأرسل أصواته تباعًا معلنًا بدخول الوقت.

وأنتجت الدجاجُ بيضهنَّ وساعدهنَّ الديكُ على التأكد من تثبيتها في المفحص.
***
وبعد قضاء القيلولة انتشرنَ في الشَّوارِع بحثًا عن الرِّزق، ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾ [الملك، آية 15]، وكانت الريحُ تُعاكسهنَّ، فينفرج ريشُ أذيالهنَّ كما يحوِّلُ النُّوتيّ شراعَ قاربِه، فهي تدعُّهنَّ دعًّا إلى الأمام، وأثار رؤية المجموعة غرام الديك الأحمر، فأطلق رجليه للريح نحوهنَّ، وكادَ يسقطُ هنا وهناك، وهبَّ ليصطفي لنفسه من يهوى، وثارت غيرةُ الديك الأبيض، وظهر الغضبُ في "العِذْعِذِي" [العُرْفِ]، وعبّأ كلٌّ أظافره ومنقاره وجناحيه، وأُعْلِنَت حالةُ الطوارئ، ومدَّ كلٌّ منهما عُنقَه نحو الآخر، وقد نفخ ريشَه يُتَمتمُ كلٌّ منهما بالتحدي، ولسان حالهما قول نصر بن سيار الكناني:
فإنَّ النَّار بالعودينِ تُذكَى.. وأنَّ الحربَ مَبْدَؤُها كَلامُ([11])
وتقارب المنقاران، واشتدَّ الحماسُ، ونشبت المعركة، وحمي الوطيس.
ضَروبٌ وما بين الحسامين ضيِّقُ.. بَصيرٌ وما بين الشجاعين مظلمُ([12])

وسال الدمُ من عَرفِ كليهما (من العِذعذي) وأنهكتهما المعركة، وعادا إلى التَّصَالحِ، والاستعاذة بالله من شُرور النفسِ والشَّيطان، وتذكَّرا القربى كما قال البحتري:
إذا احتربتْ يومًا ففاضَتْ دِماؤها.. تذكَّرت القُربى ففاضت دُموعُهَا([13])
       وكانت بنود المصالحة على النحو الآتي:
1)  ألَّا يستبد أحدهما بدجاجة ولا يغريها.
2)  ألا يواعدها سِرًّا أو يقصدها إلى مدجِّها [بيتها].
3)  ألا يستعمل ما يستفاد من الضغوط عليها.
4)  أن للدجاج حقَّ حريةِ الاختيار والتجربة...
(حُرِّرَ: في المذْبِلَة) 
[المذبلة: مكان نفي القمامات، ومخلفات المنزل.]
وعادت الدجاج والديك إلى المدجِّ [أي: إلى المأوى].
***
عند ظهور سُهام الشمس قُبيل الغروب ﴿وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا﴾ [النبأ، آية 10، 11] وفي طريقهما وقعت عيناهما على دجاجة بيضاء يققة في حوش البيت جاثيةً، قال الديك: إنَّ هذا الوجه غير مألوفٍ! فمن أينَ أتت؟!
أجابته بصوتٍ خافتٍ: أنا غريبة.
إنَّ الغريبَ له مخافةُ سَارقٍ.. وخضوعُ مديونٍ وذلةُ موثقِ
فَإذا تذكَّرَ أهلَهُ وبلادَهُ .. ففؤادهُ كجناحِ طيرٍ خافقِ([14])
وقد نُقِلتُ أنا وأترابي من الكتاكيت منذ عشرين سنة تقريبًا من أقطارٍ خارجية إلى صنعاء على الطائرة وجزنا سماء القاهرة وغيرها من البلدان وترعرعنا هنا كما ترى.
فقال لها: عجيب!
وهل لكِ بعلٌ؟!
أجابته بالنفي.
قال: هل لك في أن أضمَّكِ إلى نسائي، وأكون زوجًا لك، فأرعاك؟!.
فلم تطمئن!
وقالت: ما نفقه كثيرًا مما تقول؟!
فأكَّد القَوْلَةَ ثانيةً بأناةِ الراغبِ، فأجابته: إنَّ دَجاجَ الخارجِ ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ﴾ [الرحمن، آية 56].
وظهر على صفحاتِ وجه دجاجة البلد الغيرة والقلق، وقرأت: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ(1) مِن شَرِّ مَا خَلَقَ(2)﴾ [الفلق، آية 1، 2].
وأفضت إلى القول: إنَّ الذكورَ لا يعرفون شيئًا، ولا يميزون بين التبر والترب، ولا يرعون عهدًا، ولا يحفظون وفاءً، فأجابها الديكُ معاتبًا:
أغرَّكِ مِنِّي أن حبَّكِ قَاتلي.. وأنَّكِ مهما تأمري القلب يفعلِ؟([15])
       فأجابته: ﴿قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ﴾ [البقرة، آية 61]
فكيف يطمئنُّ إلى هذه الكسيحة قلبك؟
وهي قعيدةٌ كما ترى تخونها ركبتاها الضعيفتان إن حاولت القيام، وهي ضعيفة.
ثمَّ وَجَّهت خطابها للدجاجة الخارجية، وقالت: ما عساكِ تقولينَ في دجاجة البلد؟!
فأنا إن بضتُ فبيضتي من المتانة بحيثُ يعجزُ الرجلُ القويُّ أن يهشِّمَ طرفيها إذا ضغطهما بباطن راحتيه لإتقان قشرتها.
وإن شَرِبَها هَشِيمُ العظمِ انجبر عظمُه، وإن شربها الشابُّ للغذاء انفتل ساعده وقويَ وتعنترَ، وإن أسقوها الحمارَ – فيما مضى- اشتدَّت ركبتاه، وقويت على حمل الأثقال، وكثر نهيقُه، وإن طبخوها مع البصل أو الثومِ للمصاب بالنزولِ (الزكام) أسلست مخاطه، وجفَّفت أنفه، وخفَّ صداعه.
وأمَّا أفراخي وما أدراك ما أفراخي؟! فهي للوالدةِ [النُّفَساء] يَلِمُّ منها ما انفرج، ويفيد صحتها، ويعجِّلُ شفاءها، وإن استعملها من يعاني مرضًا في بطنه أو تيبُّسًا ليَّنت له برازهُ، وصار في صحة جيدة.
فما الذي تتحلين به أنتِ من هذه الصفات؟ أو تمتازين به من المواصفات؟!
فأطرقتِ الدجاجةُ الخارجية مليًّا، ثمَّ تمثلت بقول الشاعر ([16]):
يخاطبني السفيهُ بكلِّ قبحٍ.. فأكرهُ أن أكونَ له مجيبا
يَزِيدُ سَفاهةً فأزيدُ حِلْمًا.. كعودٍ زاده الإحراقُ طيبا

فقالت الدجاجة البلدية: لا بدَّ لكِ من الاعتراف بالحقيقة، واتركي الشعر للشعراء!
وليس يصحُّ في الأفهامِ شَيءٌ.. إذا احتاجَ النهارُ إلى دليلِ([17])

فأجابتها الدجاجة الخارجية بصوت هادئ: "زِقْ .. زِقْ".
       فاحتملته البلديةُ على السُّخرية، وفهمته على الاستهزاء، فاستشاطت غضبًا، وهمَّت بالانقضاض عليها، وحال بينهما الديك.

وعندئذٍ استنصرت الدجاجة الخارجية على ما يهمهم في حلقها، وقالت: "سبق القولُ مني بأنِّي نُقلتُ مع أترابي من الخارج على متن الطائرة، ولمزيد بيان فإني خرجتُ مصحوبةً بطعامي الذي أقرَّه الأطباءُ، فهو غِذاءٌ طيِّبٌ خاصٌّ، كما قال ربُّنا تعالي:﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾[البقرة، آية 172]، وقوله: ﴿وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ﴾[الأعراف، آية 157]، وشربي من الماء الزُّلال بعد عرضه على الحكيم، يتعهدني البيطار والطبيب، والخدمُ الموكلون بتنظيف محلَّنا الواسع المزوَّد بكل وسائل الراحة.

فأنمو وأزيدُ في أيَّامٍ معدودات، وينضجُ لحمي في الضغاط خلال خمس دقائق، فأصبحُ وجبةً شهيَّةً للآكلين بثمن غير مزاحم، فلا يعدمني المساكين، ولا يُحرمُ منِّي المحتاجون!.

أمَّا أنتِ – أيتها البلدية- فإنَّ طَبْخَكِ يحتاجُ إلى جَزْلِ الغَضَى في ساعات، وقد مزجوا ماءَ غليانكِ بهشيم الصِّيني كي تنطبخي، وقد صرتِ عُملةً صَعبةً لا يستطيعُ الحصول عليك ذوو الدخول المحدودة.

فتصاعدت زفرات البلدية، وكادت تتميز من الغيظ، وأجابتها: لقد أردتِ أن تذمِّي فمدحت، وأن تفضحي فافتضحتِ، ألا وإنَّ الشجرةَ البَريِّة أصلبُ عودًا، وأقوى وَقودًا، وأبطأ خُمُودا.
أينَ المعيزُ من الآرام ناظرةً.. وغير ناظرةٍ في الحُسنِ والطِّيبِ([18])

فأنا تمتَّعتُ بالطبيعة من حرٍّ وبردٍ، وغذاء ومشي على رجليَّ، فعجم عودي، وصار أكلي دواءً لا داءً، وثمني كما قلتِ رفيع، والحقُّ ما شهدت به الأعداءُ.
"ومن يخطب الحسناءَ لم يُغلهِ المهرُ"([19])، أمَّا أنتِ فإنَّما سَهُلَ طبخُكِ في دقائق لأنَّك -وأنتِ حيَّةٌ قبل الموت- في حكم الميِّت، يتفسَّخ لحمك الذي كسى عظمك الأسود الرميم، كأنَّما نُبِش من قبر.

وأمَّا ما ذكرتِ من نموِّكِ في أيام معدودة، فإن ذلك انتفاخ وورم.
أعيذُها نظراتٍ مِنكَ صادقةً.. أن تحسَب الشَّحمَ فيمن شحمُهُ وَرَمُ([20])

وأُصيبَ آكلوكِ بالداء الذي طَعَّمُوكِ به، وتناوبتهم الأمراضُ والروماتيزم، وانتفاخات الأثداء، وضاقت بهم المستشفيات، وصار كلّ بيتٍ من البيوتِ في الريف والمُدن والعقاقير منوطةٌ بأوتاد منازلهم.

وقد يأكل الإنسان ما لا يلائمه، وأُبِيحَ للمضطرِّ أكلُ الميتة، ومن باضت منكنَّ فبيضتها قد تتهشَّم بمجرد اللمس لضعف القشرة، وليس فيها غذاء.

فأجابت الدجاجة الخارجية: أنا إذا بضتُ بضتُ كلَّ يومٍ، وبيضي يكفي الفنادقَ، والمحلاتِ، والولائمَ، وملأتُ بعد هذا الأسواق بثمنٍ معقول، ولم يمسسني ديك.

ومن ذا الذي يرضى بزلالة واحدة صغيرة تبيضينها نادرًا بعد أن تتحسسَها المرأةُ بإصبعها الوسطى (المُحْقُر) في دُبُرِش.

من يرضى بالزلالة عن زلالتين في بيضة واحدة، ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا﴾[الكهف آية 30] وأزيدُ على ما ذكرت، فإنك مبتلاةٌ بمرض حبِّ الشَّهوةِ، فالديكةُ تفضي عليك من البكرة إلى الأصيل كل يوم، ولم تقولي مرةً: كفى!، مع أنَّ الحمارة وهي حيوانٌ بليد وكبير لا تستدعي الحمارَ إلا مرةً واحدةً في العام.
فقالت البلدية: ما لنا وللبَثَارَة وقلَّة الحياء!.
دعْ عنكَ تَعنيفي وذُقْ طَعْمَ الهوى.. فإذا عشقتَ فبعد ذلك عنِّفِ([21])

"ومن لم يحرِّكْهُ الربيعُ وأزهارُه، والعودُ وأوتارُه، فهو فاسدُ المزاجِ يحتاجُ إلى عِلاج"([22]).
 ولنا أسوةٌ بحواء [...] و﴿لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ...﴾[المائدة، آية 101].

ثم ما شأنك أنتِ بذلك الأمر، وما غَرَضُك فيه، وأنتِ في حُكم الميِّتِ، ولا شهوة للميِّتِ، وقد عِبتِ زلالتي لِصِغَرها، وهذه الزلالة الصغيرة هي التي أنتجت هذا الديك الذي ترين، بصفاته الجميلة وريشه الكثيف، و"المشقُرِي"، فهو حسنُ الصوت كثير الإفضاء، قد زيَّنوا بصورته عُلَب "الطُّماش"([23]) (شَدَّة القِرِّيح)، وأكبر المطاعم، وأكثر المنتجات الصِّناعية، وعيناه اللَّتَانِ شبَّهوا بهما الصهباء المعتَّقة، فقالوا: "شرابٌ كعينِ الدِّيكِ".

فأجابت الدجاجة الخارجية: ما سمعتُ أحدًا يطري الدِّيك إلا أنتِ! وما أراه إلّا تنهالُ عليه الدعواتُ دائمًا كما تقول الأغنية الشعبية للعيدروس:
ديكْ؛ اُسكتْ ليتَك اَخرسْ.. لا تفرِّقْ بينْ إلفين([24])

وقول الآخر من الشعر الشَّعبي:
يا ديكْ يَا صَيَّاحْ جِعلتْ مَذبُوحْ.. قيَّمتني مِنْ شِقّْ مُهجَةْ الرُّوح([25])
فأدار الدِّيك رأسه نحوها، وهزَّ العذعذي (العرف)، وقال: لولا أنَّكِ غريبة وعرجاء لنقرتك، وأنا الذي يستعينُ بصوتي القانتون، وإن ضاق به العاشقون، وهم الذين ذكرتِهم في البيتين، ويرهبُ صوتي الأسدُ، وهو أشدُّ الوحوش باسًا وجرأةً، وما لنا ولهذا؟!
ألا لا تلوماني كفى اللوم ما بيا.. وما لكما في اللومِ خيرٌ ولا ليا([26])
وكفَى لجاجًا ومهاترات!
***
قالت الدجاجة البلدية: جزى الله الأسباب خيرًا، بقي لي ردٌّ على قول "تيِّه" [هذه] الخارجية، وهو أنها تباعُ بثمنٍ غير مزاحم، وأنها جاءت لإسعاف الضُّعفاء، وإن بيضها غطَّى الأسواق بثمن معقول، وإنني أصبحتُ عملة صعبة، وبيضتي التي تصغر حجمًا عن بيضها، ومع ذلك فهي تباع بثمن باهظ لأنها دواءٌ صاغة الله.

وأنا أعترف بأنك بادئ الأمر خرجت إسعافًا للنَّاس لا يزيد ثمنُكِ عن خمسة ريالات عملة يمنية محلية، والبيضة بخمسة وعشرين فلسًا، حتى إذا ما شربتِ من ماء اليمن، أو كما يقول أهل المدرسة العلمية وطلابُها: "شِربت مِن حَوض مَشْهُوفْ"!

وكم تلقينا الشتائم من النَّاس والازدراء بنا لأجلك وبسببك، فحالُكِ الذي دخلتِ به وطنَنَا هو من خِداع الغُزاة المتسللين، ﴿يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ﴾ [البقرة، آية9] صدق الله العظيم.

حتى إذا ما انسجمَ الناسُ، واغتبط الزبون قلبتِ لهم ظَهْرَ المجن، وقفزتِ من الخمسة ريالات إلى الخمسة والثلاثين ريالًا، وأنت فَرخةٌ صَغيرة، "تِشْتَي تِسَاوَيِني قَدِشْ فِدَا لي!" أو كما قال الخفنجي([27]):
هَيْهَاتْ مَا الزّرعُوفْ كالدَّرايا
ولا الجديدْ الطَّاسْ كالمبزدَدْ

أمَّا ما أتى عليه منكنَّ حول كاملٌ فهي تُباعُ بمائتين وخمسين ريالا، وهي قيمة خمسة جمالٍ قبل ثلاثين عامًا، والبيضة الآن بريالين، وتباع الجيدة والكبيرة منها بخمسين ريالا.
ورجع الحالُ صعبًا وكما يقال في المثل: "ورِجِعْ الشَّدُّ قَلبْ"، و"مَنْ أَدْخَلْتِه بِيَدِكْ أَخْرَجَكْ بِرِجْلِهْ"!
صلَّى فأعجبني وصامَ فرابني.. نَحِّ القلوصَ من المصلِّي الصائمِ([28])

فكفَى خداعًا، وإن زدتِ زدناكِ!.
***
واستحثَّت البلديةُ الديكَ بقولها: يكادُ يَهجُمُ علينا الظَّلامُ، ونحنُ هنا في ذمَّةِ البغيِّ العرجاء هذه، ثمَّ نُصبِحُ فريسةً للثعلبِ الدَّاهية، وأنا المعروفة بأمِّ ناصر الدين، أخوفُ الحيوانات، فأبيتُ عند غروب الشمس.
وعند هذا الحدِّ من القول والجدال بين الدجاجتين، أفاد الطَّرفان بالاكتفاء، وإنهاء المقال، وطلبا من الدِّيك إصدارَ حُكمِه، وقرأت الدجاجة البلدية قول الله تعالي: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾[النساء، آية1] وقوله: ﴿وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾[البقرة، آية 237].
وأما الدجاجة الخارجية فقالت: ﴿خَصْمَانِ بَغَىٰ بَعْضُنَا عَلَىٰ بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَىٰ سَوَاءِ الصِّرَاطِ[سورة ص، آية22].

وتنحنحَ الديكُ، وتهيَّأ لاصدارِ حُكمِه، وأخذَ يتأمَّلُ، ويدغدغُ بمنقارِهِ الملوَّثِ صيصيةً نجمتْ من ظنبوب ساقِهِ، ويرفع رأسَهُ تارةً، ويردُّه أخرى، ويصعِّر وجهَهُ يمنةً، وينظر إلى أعلى، ويغمزُ بعينه تارةً أخرى، و (مَشَعَ) استلَّ العِذعذي (العرف) وحرَّرَ الحكمَ وفيما يلي نصُّهُ:

"وبناءً على ما وردَ من أقوالِ الخصمين عرفنا من إجابة الدجاجة الخارجية أنها نُقلتْ بأسعارٍ غير مُزَاحَمَةٍ رَحمَةً بالضُّعفاء وأصحاب الدخلِ المحدود، وأنها تَنضجُ في خمس دقائق، وأنَّ بيضَها يُغطِّي الأسواق بأثمانٍ معقولة ...الخ، ودعواها ببهاضة قيمة الدجاجة البلدية، وبيضها إلى غير ذلك مما ذكرت كلُّ واحدة من معايب في الأخرى.

أقولُ: قد كان بادئ أمر الخارجية الرُّخص في أسعارِها وبيضِها، وَشَكَرَها الآكلُ والمقتني حتّى إذا ما انسجموا معها تغيَّرت للمعتادين، وتنكَّرت للزبون، ووثبتْ وثوبًا جنونيًّا إلى السعر غير المعقول الذي فاق ثمن بنت البلد، وذلك ضربٌ من الخداع، أمَّا من قبيل التغذية، فالعمل بما اتجه إليه النَّاسُ، واعتمدوا العمل به، وهو اختصاص البلدية بتغذية واضعات الأحمال من النساء، فإن ذلك أنجع من علاجات المستشفيات وأغذيتها.
أو للأكْلَة الطَّيبة، و"الخَوْرَة" بمرقٍ على الهَريش أو العَصيد، وبيضها للعظم الكسير.
أمّا الخارجية فلحاجة المضطرٍ، وهو الذي تَضَيَّقَ وقتُ الوجبةِ عليه لكونها سريعةَ النضجِ، وأن تكون للأجانبِ الذين نبتت جسومُهم بغذائها وبيضها، وعليها إعادةُ النَّظرِ في ارتفاع سِعرها، وسعرِ بيضها، وتعديله، وإلا فإنها الخديعة.
وحرر في 18 ذي القعدة 1408هـ الموافق 3/ 7/ 1988م.


الهوامش والإحالات:


 ([1])المداعة: تجمع على مَدايع ومَدائع، "وهي التسمية الغالبة في المحكية اليمنية، وإلى جوارها يوجد: مَدْعَة (بسكون الدال)، ومدعي (بكسر الميم وبضمها)، ولم أجد هذا اللفظ في غير اليمن حسب علمي، ففي خارج اليمن نجد النارجيلة والأرجيلة والأركيلة (كلها تعود إلى أصل واحد) هو جوزة النارجيل، أو الجوزة أو الشيشة" راجع: بحث الدخان في المحكية اليمنية دراسة معجمية للدكتور عباس علي السوسوة ضمن كتاب (قد اليمنية) أبحاث في الأبنية والنحو والاقتراض المعجمي، صنعاء، مركز عبادي للدراسات والنشر، ط1، 1433 الموافق 2012م، ص 150 وما بعدها. وأقول بأن المداعة في اليمن ليست ذات وعاء زجاجي شفاف كما في بقية أنواع الشيشة أو النرجيلة ولكنها تصنع من النحاس، ومنها أنواع وزخارف يعتني بها اليمنيون كثيرًا، وتتفاوت بقدر كبير في أسعارها بحسب النقوش التي فيها، وكمية النحاس والزخرفة والقوة، ومن أجزائها: الجلَّاس وهو من النحاس، والقطب ويصنع من أنواع خاصة من الخشب، والديك: وهو الذي توضع عليه القصبة (خرطوم الدخان)...الخ، وتعدُّ من ركائز المجالس الأنيقة في المنزل اليمني.
 ([2])الخويسي: وقد يقال: الخويصي (بالصاد)، وهو الغليون، ولكن بشكله البدائي المتمثل من حجر مثقوب مجوف يوضع فيه التبغ والجَمر، وقصبة مثقوبة من الشجر أو نحوها لمص الدخان، وهذه المناظرة بين المداعة والخويسي هي نَصٌّ شعري شعبي من شعر الشيخ محمد بن محمد داود (رحمه الله) من مشائخ عزلة عانز بمديرية الحيمة الخارجية محافظة صنعاء، وهي ما تزال مخطوطة، وقد أعدَّها وشرحها المحقق في حلقةٍ كاملة بثَّتها إذاعة صنعاء في برنامج (حُمَينيّات) الذي كان يعدُّه الأديب جمال الرُّميم، ويقدمه علي أحمد السياني وفاتن اليوسفي، ومن إخراج عبد الله علي السرحي، ومطلعها:
أحمدك يا من لك الألطافْ تَسرِي.. يا عظيم الشان يا عالم بسرِّي
 أرتجي من فضل جودك دفع ضُرِّي.. ها أنا واقف ببابك طول دهري
وانت لا يخفى عليك يا رب حالي.. غارتك يا ربِّ في أدنى الضلالِ...الخ 
[راجع نصها الكامل في كتاب (الحيمة الخارجية الإنسان والمكان، للمؤلف، وتحقيق حفيده، مكتبة خالد بن الوليد، صنعاء، ط1، 2020م]
 ([3])هناك العديد من المناظرات الأدبية بين الأشياء، وقد رصد منها شعرًا ونثرًا السيد أحمد الهاشمي في كتابه جواهر الأدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب، بيروت، مؤسسة المعارف، راجع فيه الفن الثاني في المناظرات، ومنها مناظرة السيف والقلم لابن الوردي، ومناظرة الليل والنهار، ومناظرة الأرض والسماء، والهواء والماء، والجمل والحصان، وغيرها (ص  221- 283)، وجمع مثلها في الأدب اليمني عبد الله بن محمد الحِبْشِي في كتاب بعنوان "مجموع المقامات اليمنية".
 ([4])ديوان السَّهروردي المقتول (أبي الفتوح يحيى بن حبش بن أميرك) ت 586هـ، صنعه وأصلحه وشرحه: د. كامل مصطفى الشيبي، بغداد، مطبعة الرفاه، 2005م، ص 62.
 ([5])مطاط صالح: يُطلق في الأرياف على نَوعٍ من الأمراضِ التي تصيب الدجاج.
 ([6])أحمد شوقي: الشوقيات، بيروت، دار العودة، ج2 / 143.
 ([7])ديوان مجنون ليلى: جمع وتحقيق وشرح: عبد الستار أحمد فراج، القاهرة، مكتبة مصر، 1979م، ص 39.
 ([8])ديوان امرئ القيس: اعتنى به وشرحه: عبد الرحمن المصطاوي، بيروت، دار المعرفة، ط2، 2004، ص40.
 ([9])ديوان صفي الدين الحلي: دار صادر، بيروت، د.ط ، د.ت.
 ([10])ينسب البيت إلى الزمخشري، راجع كتاب ابن العماد الحنبلي (عبد الحي بن أحمد بن محمد ابن العماد العَكري الحنبلي): شذرات الذهب في أخبار من ذهب، تحقيق: محمود الأرناؤوط، بيروت، دار ابن كثير، ط1، 1406هـ/1986، 6/198.
 ([11])راجع البداية والنهاية لابن كثير، الجزء العاشر (مقتل ابن الكرماني) على الرابط الآتي: https://ar.wikisource.org/wiki/  
 ([12])من شعر المتنبي: راجع ديوانه، بيروت، دار بيروت للطباعة والنشر، 1403/ 1983م.
 ([13])من شعر البحتري: راجع ديوانه، تحقيق: حسن كامل الصيرفي، دار المعارف بمصر، ط3، سلسلة ذخائر العرب (34)، المجلد 2، ص 1299.
 ([14])ينسب إلى الإمام الشافعي: راجع ديوانه، اعتنى به عبد الرحمن المصطاوي، بيروت، دار المعرفة، ط3، 1426/ 2005، ص 86.
 ([15])ديوان امرئ القيس: مرجع سابق: ص33.
 ([16])ينسب إلى الإمام الشافعي: راجع ديوانه، مرجع سابق، ص 21.
 ([17])المتنبي، راجع ديوانه السابق.
 ([18])المتنبي.
 ([19])شطر بيت لأبي فراس الحمداني وأوله: " تهون علينا في المعالي نفوسنا.." أنظر ديوانه  شرح د. خليل الدويهي، دار الكتاب العربي، ط2، 1414 /1994.
 ([20])المتنبي.
 ([21])من شعر ابن الفارض، انظر ديوانه بيروت، دار صادر.
 ([22])هو قول أبي حامد الغزالي: ينظر كتابه إحياء علوم الدين، بيروت، دار ابن حزم، ط1، 1426/ 2005، ج2/275.
 ([23])الطُّماش: (بضم الطاء وبفتحها) مفرقعات بحجم أصبع الفتى اليافع تستخدم – عادةً- في الأفراح والأعياد، ولها تسمية بالهندية tama:fa ، وبالفارسية: تماشا... راجع كتاب د. عباس السوسوة: دراسات في المحكية اليمنية، صنعاء، مركز عبادي، ط2، 2007م، فصل الألفاظ الهندية، ص 166-167. وتسمَّى -أيضًا – القرِّيح: والقارح: هو صوت البارود والانفجار.
 ([24])من شعر الغناء اليمني الشهير، وهي من قصيدة مطلعها: ذا نسيم القرب نسنس/ وشفى سقم المحبين .. ودجى الديجور عسعس/ وغفت عين الشياطين، للشيخ والعالم والشاعر: أبي بكر بن عبد الله العيدروس (1447- 1508م)
 ([25])من شعر الغناء الشعبي، ومعنى "جعلت مذبوح": دعاء على الديك، قيمتني: من القيام والانصراف عن المحبوب، شق: جنب، وجوار، مهجة الروح: المراد به الحبيب.
 ([26])مطلع قصيدة عبد يغوث الحارثي وهي من أشهر قصائده التي تروي قصة أسره في يوم الكلاب الثاني.
 ([27])من شعر الخفنجي (علي بن حسن بن علي بن الحسين المتوفى سنة 1180ه، وهو شاعر ظريف ساخر له ديوان شهير بعنوان: سلافة العدس ولب العلس في المضحكات والدلس): (مخطوط) تحت التحقيق الآن، أعاننا الله على إنجازه. وهذا البيت من قصيدة بعنوان: الروضة وبير العزب: والبيت الذي قبله هو: لا تفخري يا اهلي على الصبايا.. فليس بنت البيت كالبزايا...الخ، ومعاني الكلمات: للبيتين هي: البزايا: جمع بزيّة من تقوم ببزاء الأطفال أي: برعايتهم وخدمتهم، الزرعوف: الشعر المتجعد النزر، الدرايا: جمع دريّة، الضفيرة من الشعر الطويل، الطاس: نوع من الحرير الموشّى بالذهب، المبزدد: المهلهل المقطّع.
 ([28])ينسب البيت إلى أعرابي، وقد ذكره ابن عبد ربه في كتابه العقد الفريد، وذكره غيره.

******
# صدر للمؤلف رحمه الله: 
1-      كتاب في النحو بعنوان (التحفة السَّنيّة لمعرفة معاني الحروف النحوية)، على هذا الرابط:

https://drive.google.com/file/d/1WAG_EDaux_BQfi1FjuhRuFVSQlkJceyJ/view?usp=share_link


2-      ديوان شعر بعنوان (صدى الأيام)، يمكن تحميله من خلال هذا الرابط:

https://drive.google.com/file/d/1OuLStYdulexLm-qsKy8zemRJaySXx7NK/view?usp=share_link

3- كتاب (الحيمة الخارجية الإنسان والمكان)، طبعة مكتبة خالد بن الوليد، صنعاء، 2020م.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماذا تعرف عن الحيمة الخارجية؟!

أعمال ومؤلفات الدكتور إبراهيم أبو طالب ودواوينه الشعرية [مرتبة زمنيا بحسب صدورها ( 1999- 2023م)]

24- الأستاذ الدكتور إبراهيم الصلوي (أستاذ اللغة اليمنية القديمة)