نبيذ أمينة زيدان الأحمر


أمينة زيدان بروايتها "نبيذ أحمر" 
تفوز بجائزة عميد الرواية العربية نجيب محفوظ

د.إبراهيم أبو طالب
   في حفل أدبي وثقافي كبير نالت الروائية المصرية أمينة زيدان جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية في دورتها للعام 2007م، والتي تنظمها وتشرف عليها سنويا الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وقد فازت الروائية بالجائزة عن روايتها (نبيذ أحمر) الصادرة عن سلسلة روايات الهلال 2007م، وهي الرواية التي تحكي حياة مدينة السويس - مدينة الروائية نفسها – أثناء  الحرب والمقاومة وما حدث خلالها من انهيارات وتشوهات، ومدى انعكاس ذلك على النفس الإنسانية.
كما عالجت الرواية من خلال حياة أسرة مصرية شخصية الأم التي تفتَّح وعيها على ثورة يوليو 1952م، ثم ما تعرضت له هذه الأسرة من أزمات وانتكاسات حتى عام 1973م، وصوَّرت ما لاقته من قِبَل القوات الإسرائيلية؛ الرواية وثيقة فنية وإبداعية لحياة أسرة مصرية في مواجهة عدو، هذا وقد أشادت اللجنة بالمستوى الإبداعي والفني للرواية، وكان وزير الثقافة الأستاذ "فاروق حسني" قد ألقى كلمة هنأ فيها الروائية "أمينة زيدان" على الفوز كما شكر الجامعة الأمريكية على هذا الاهتمام بالرواية العربية ممثلةً في رمزها الكبير نجيب محفوظ، وتمنى في كلمته للقائمين عليها التوفيق، كما ألقى الأستاذ محمد سلماوي رئيس اتحاد كتاب مصر كلمة ضافية تحدَّث فيها عن القيمة العربية والعالمية لنجيب محفوظ مستعرضا في كلمته عدداً من التيمات الكبرى في مسيرة الإبداع المحفوظي مؤكداً تميزه وصوته الخاص في مسيرة الرواية العربية التي أصبح فيها محفوظ مدرسة قائمة الأركان كما شكر الجامعة ولجنة تحكيم الجائزة التي تتكون من كبار الأساتذة والنقاد المصريين والعرب ومنهم: الأستاذ الدكتور عبد المنعم تليمة الناقد الأدبي الكبير، وأستاذ الأدب والنقد بجامعة القاهرة، والأستاذة الدكتورة هدى وصفي أستاذة الأدب الفرنسي بجامعة عين شمس؛ ورئيسة تحرير مجلة فصول، والأستاذة الدكتورة سامية محرز أستاذة الدراسات العربية بالجامعة الأمريكية، والناقد الكبير الأستاذ إبراهيم فتحي، والناقد والمترجم الأردني الأستاذ فخري صالح الذي انظمَّ إلى اللجنة العام الماضي، و الأستاذ مارك لينز Mark Linz مدير قسم النشر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وقد ألقت الدكتورة (سامية محرز) كلمة لجنة التحكيم، وقالت فيها إن الرواية قد نجحت في زحزحة الهيمنة التي تمثلها القاهرة على الخريطة الأدبية المصرية باختيار مدينة السويس مكاناً تنطلق منه بطلة الرواية وكاتبتها، ثم أُعلن أسم الفائزة بالجائزة لهذا العام "أمينة زيدان"، التي ألقت كلمة مؤثرة – باللغة العربية - شكرتْ فيها الجامعة والنقاد القائمين عليها متحدثةً عن تكوينها الثقافي والمعرفي، ومكانة هذه الرواية في أعمالها، ولقائها الأول بالروائي الكبير نجيب محفوظ  وكيف بثَّ فيها الإصرار لاقتفاء نهجه، كما شكرتْ كلَّ من كانَ سبباً وراء أمينة زيدان من أهل وأساتذة أوصلوها إلى هذه المكانة الأدبية التي وقفت اليوم لتنالَ بها هذه الجائزة الرفيعة؛ مهديةً عملها، وهذا النجاح إلى شخصيات روايتها الذين هم أهل مدينتها في السويس وإلى الإنسان المصري الأصيل وإلى كل محبي الفن، وقالت أمينة زيدان - في كلمتها-: إنها راقبت مدينة السويس التي ولدتْ بها حتى أصبحت هاجسا رئيسيا لها كفضاء سردي لمكان وشخصيات وحروب وحرائق، مؤكدة أن الكتابة بالنسبة لها ممارسة للحرية في ظل صراع بين الواقع والمتخيل.

وقد أنشأ قسم النشر بالجامعة الأمريكية هذه الجائزة عام 1996م وقيمتها ألف دولار أمريكي مع ترجمة الرواية الفائزة إلى الإنجليزية ونشرها، وتمنح لإحدى الروايات الحديثة في حفل يقام كل عام في 11 ديسمبر، وهو اليوم الموافق لعيد ميلاد نجيب محفوظ (1911 – 2006م)، ومن الفائزين بالجائزة في دوراتها السابقة الفلسطيني مريد البرغوثي، واللبنانية هدي بركات، والجزائرية أحلام مستغانمي، والمغربي بنسالم حميش، ومن المصريين خـيري شلبي، ويوسف أبو رية، وإبراهيم عبد المجيد، وأسماء الكاتبين الراحلين: يوسف إدريس، ولطيفة الزيات.

 وقد قُدّم في الحفل بعض إصدارات الجامعة الجديدة عن نجيب محفوظ كهدية لكبار المثقفين ومنهم الروائي جمال الغيطاني، أعقب توزيع الجائزة حفل عشاء على أنغام الموسيقى العربية في فناء الجامعة الإمريكية. 

أمينة زيدان لها روايتان أخريان هما: (هكذا يعبثون)، و(مفتاح الحياة) ومجموعتان قصصيتان هما: (حدث سراً)، و(فوضى)، كما أنها فازت من قبلُ بالجائزة الأولى في مسابقة أخبار الأدب للقصة القصيرة عام 1994م، وجائزة أحسن عمل من مصر مترجم إلى الإيطالية في مسابقة دول حوض البحر المتوسط عام 1997م.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماذا تعرف عن الحيمة الخارجية؟!

أعمال ومؤلفات الدكتور إبراهيم أبو طالب ودواوينه الشعرية [مرتبة زمنيا بحسب صدورها ( 1999- 2023م)]

24- الأستاذ الدكتور إبراهيم الصلوي (أستاذ اللغة اليمنية القديمة)