ادوارد الخراط الأديب المتجدد


ادوارد الخراط الأديب المتجدد
د.إبراهيم أبو طالب
   احتفت الجمعية المصرية للنقد الأدبي بالأديب الكبير ادوارد الخراط، وذلك في جوٍ من الحميمية والحوار مع محبيه من الأدباء والمثقفين وأساتذة الجامعات المصرية بمناسبة ربيعه الثاني والثمانين، فهو من مواليد 16 مارس عام 1926م، وقد قدم هذه الأمسية وأدارها الشاعر والناقد الأستاذ الدكتور السيد إبراهيم أستاذ النقد الأدبي الحديث والأدب العربي ووكيل كلية الآداب جامعة بني سويف؛
حيث عرض بأسلوب رصين وعميق محطات من حياة الأديب الروائي ادوار الخراط وسيرته الفكرية والإبداعية وأثره في الأدب المصري الحديث والأدب العربي مبينًا المنابع الفكرية والفلسفية لتكوينه الفكري من خلال قراءة فاحصة في كتاباته وأعماله مبيّنًا إسهاماته التجديدية في الإبداع الروائي والقصصي والشعري، وكذا بصماته الخاصة في الجانب النقدي، ثم تحدّث الأديب ادوار الخراط مجيبًا عن عددٍ من الأسئلة التي أثارها الحاضرون عن تجربته الإبداعية، وقضية العامية والفصحى في اللغة الأدبية حيث سألته الدكتورة "سيزا قاسم" عن سر اهتمامه بالأدب العامي من خلال القصيدة العامية وهو الضليع في الفصحى وصاحب الحب الكبير لها بل والعشق الخالص الذي يظهر جليًا في أعماله جميعها ؟ فأوضح أن لكل منهما خصوصية وحضوراً في حياتنا وفي إبداعنا ويتعايشان في المتن الإبداعي كما هما في حقيقة حضورهما التاريخي، وأشارت الدكتورة نبيلة إبراهيم إلى أن القصيدة العامية الآن من خلال حضورها المتزايد إعلاميًا (قنوات متخصصة بالشعر النبطي مثلاً) قد أصبحت طاغية على قصيدة الفصحى التي يبدو أنها أخذت تتراجع، وتلك ظاهرة ملفتة، تدعو للتـأمل والدرس لما تحتفظ به القصيدة العامية من شد وقدرة على الإدهاش من أول وهلة ولعلَّ ذلك سرٌّ من أسرار حضورها لدى شريحة واسعة من الناس - مثقفين وعامة -، ثم أشار كاتبُ هذه السطور إلى أهمية الكتاب النقدي لإدوار الخراط (الكتابة عبر النوعية) وأنه يُعدُّ إسهامًا عربيًا مهماً في قضية التداخل النصي أو التناص كما طرحتْهُ 'جوليا كريستيفا' ومن تبعها من النقاد البنيويين، وقد أكد على ذلك ادوار الخراط نفسه، وكذا الدكتور محمد بريري بأنه بالفعل كتبه قبل أن يطَّلعَ على جهود البنيويين في هذا المجال وأنها رؤيته الخاصة واجتهاده العربي المحض، ثم قرأ معد البرامج في قناة التنوير الناقد الأستاذ وجيه القاضي قصيدة 'ست الحزن والجمال' للشاعر ماجد يوسف – وهي التي تحمل عنوان أول دواوينه العامية -، وقدم تعليقات مهمة حول شعر العامية باعتباره مهتمًا بها، وبمن يكتبها وبخاصة شعر ماجد يوسف، ثم توالت الأسئلة والمداخلات من عدد من النقاد والصحفيين، أعقبها حفلة تناول "تورتة" عيد الميلاد، مع أمنيات الجميع لهذا المبدع المتجدد بالمزيد من العطاء والصحة والسلامة، غني عن القول ما يمثله الخراط من حضور ثقافي وإبداعي على الساحة المصرية والعربية، ومن آخر ما احتفت به المنابر الثقافية هو حصوله على جائزة الرواية العربية في فبراير 2008م - كما حصل على جائزة نجيب محفوظ (من الجامعة الأمريكية) مع ميدالية، عام 1999، و جائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة عام 1999م، ويعد إدوار الخراط حالة إبداعية فريدة في الوسط الثقافي المصري، فقد خاض حقول الإبداع في كلٍّ من: الرواية، والقصة، والنقد، وكتابة الشعر، والترجمة فضلاً عن النقد التشكيلي. 
 وقد بدأ الخراط مسيرته الإبداعية شاعراً في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، لكنه لم ينشر ديواناً واحداً في ذلك الوقت، واتجه بدءاً من عام 1958م إلى عالم القصة، فالرواية، باعتبار أن السرد أقدرُ على تحمل ما يريد أن يطرحه من أفكار، وفي عام 1995م عاد الخراط إلى الشعر مرةً أخرى، حيث كتب عشرات القصائد الجديدة، وأصدر أول ديوان شعري له بعنوان «لماذا.. قصيدة حب» عن دار شرقيات بالقاهرة، وجمع فيه قصائد الخمسينيات، وقصائد التسعينيات معاً، كما قدَّم كتاباً شعرياً بعنوان «ضربتني أجنحة طائرك: سبع قصائد إلى التشكيلي أحمد مرسي». ومن أعمال ادوار الخراط الروائية والقصصية الشهيرة: «حيطان عالية»، مجموعة قصصية، 1959م، «رامة والتنين» رواية، 1979م، «محطة السكة الحديد»، «ترابها زعفران»، «حجارة بوبيللو»، «أبنية متطايرة»، «حريق الأخيلة»، «ساعات الكبرياء» مجموعة قصصية،  1972م، وغيرها. ومن كتبه النقدية: «الكتابة عبر النوعية»، «الحساسية الجديدة: مقالات في الظاهرة القصصية»، «في نور آخر: رؤى ودراسات في الفن التشكيلي»،.. وغيرها. ومن ترجماته: «الغجرية والفارس: قصص رومانية»، «شهر العسل المر: قصص إيطالية»، «مشروع الحياة: دراسة لفرانسيس جانسون»، «تشريح جثة الاستعمار لجي دي بوشير»، «الوجه الآخر لأمريكا: دراسة لميكائيل هارنجتون». وله العديد من المقالات المنشورة في الصحف والمجلات مثل: جريدة الجمهورية، والمساء، ومجلة الأدب، ومجلة الأدب الأفريقي الآسيوي، ومجلة 68، ومجلة روز اليوسف، والبيان – والكويت، والموقف العربى – والقاهرة، والهلال، والثورة ـ دمشق، والأنوار– بيروت، والأديب المعاصر- بغداد، والمثقف العربى– بغداد، والحكمة اليمنية – عدن، والمعرفة– دمشق، والإذاعة - القاهرة، وصباح الخير – القاهرة، والكاتب – القاهرة، وغيرها.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماذا تعرف عن الحيمة الخارجية؟!

أعمال ومؤلفات الدكتور إبراهيم أبو طالب ودواوينه الشعرية [مرتبة زمنيا بحسب صدورها ( 1999- 2023م)]

24- الأستاذ الدكتور إبراهيم الصلوي (أستاذ اللغة اليمنية القديمة)